تحيي ستراتفورد الذكرى الـ 400 لوفاة ابنها الشاعر والمسرحي وليم شكسبير، عبر عروض مسرحية ونشاطات ثقافية تملأ المدينة عبقًا بسيرة أشهر مسرحي في التاريخ.

ستراتفورد: بمرور الذكرى المئوية الرابعة على وفاة الكاتب المسرحي والأديب العالمي ويليام شكسبير، يشارك العالم مدينة ستراتفورد آبون إيفون البريطانية احتفالها بذكرى وفاته، وهو الذي ولد في بلدة سوق "وارويكشاير" عام 1564، وتوفي في المكان نفسه عام 1616.

ولهذه المناسبة، تقام عروض جديدة لمسرحياته، وتكتب قصائد وروايات ومسرحيات جديدة من وحي أدبه، إلى جانب الندوات والملتقيات العامة. وتشارك في الاحتفالات فنون مختلفة، وعشرات المنظمات الثقافية التي كثفت جهودها بقيادة مركز شكسبير في كلية كنغ في لندن، احتفاءً بحياة وعمل ابن صانع القفازات من مدينة ستراتفورد على نهر آيفون، الذي أصبح أشهر كاتب مسرحي في العالم.

إحياء التراث

ويحوم هذه الأيام طيف شكسبير فوق ستراتفورد آبون إيفون، تلك المدينة الساحرة في الريف البريطاني، مسقط رأس شكسبير، والتي تشارك بأكبر احتفالية عالمية، لإعادة إحياء تراث الأديب والكاتب المسرحي الراحل. تشهد المدرسة التي درس فيها الشاعر العظيم (مدرسة الملك ويليام السادس) سلسلة من الاحتفالات بينها معرض للصور ومسيرة تنطلق منها لتبلغ الكنيسة التي دفن بها لوضع إكليل من الزهور هناك.

وفي 23 نيسلن (أبريل) الحالي، تستعد المدرسة لاستقبال زوارها، ويرتدي العاملون هناك ملابس تاريخية، وسيُقرع الجرس ويدعى الحاضرون إلى الجلوس على المكاتب الخشبية العتيقة ليعيشوا الجو الذي عاشه شكسبير. كما يعرض فيلم أعد خصيصًا للاحتفال، يصور يومًا دراسيًا في العصر التيودوري.

الفرقة المسرحية

إلى ذلك، تواصل رويال شكسبير كومباني، الفرقة المسرحية التي حملت اسم الشاعر وقدمت مسرحياته منذ بداية القرن الماضي، تحضيراتها للمشاركة في الاحتفالات بتقديم معرض يعرض تاريخ المسرح بعد وفاة شكسبير، وتُستخدم موجودات المجموعة المملوكة للشركة وأرشيفها الضخم من الملابس التي ارتداها كبار الممثلين، فيرتديها أفراد الفرقة أمام الزوار في 23 نيسان (أبريل) الحالي.

ويشكل "نيو بلايس"، بيت شكسبير الجديد، محطة مهمة من محطات الإحتفال بذكرى مرور 400 عام على رحيل شكسبير، وهو من أبرز الأماكن التي تستوقف زائري المدينة، فهو المكان الذي عاش فيه الشاعر 19 عامًا وكتب فيه 26 مسرحية. وقد آل المنزل إلى سوزانا هول، ابنة شكسبير، بعد وفاته، وبعدها إلى حفيدته إليزابيث هول.

جوهرة

وفي هذا الإطار، تصف منظمة شكسبير بريثبلاس ترست "نيو بلاس" بـأنه جوهرة في تاج احتفالات الذكرى 400 لوفاة شكسبير، لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك.

وقد هدم فرانسيس غاستريل منزل شكسبير قبل 300 عام، لكن البناء الذي انتصب مكانه يحمل بعض آثار البيت القديم. فقطع شجرة التوت الخاصة بشكسبير، والتي يقال إنه كان يجلس تحتها ويكتب، لأنه كان غاضبا من جميع السياح الذين يتوافدون على حديقة منزله. ولم يتم ملء الفجوة التي خلفها ذلك طوال هذه السنوات.

يظلّ وليام شكسبير فخر سكان المدينة الجميلة، فهو الأديب الذي أثرى معجم اللغة الإنجليزية بكلماته، فتنسب إليه "لغة شكسبير".