هافانا: في خطاب نادر خلال مؤتمر للحزب الشيوعي في هافانا، كسر الزعيم الكوبي المتقاعد فيدل كاسترو، عزلته ليتحدث عن الموت، حيث يبلغ في آب (أغسطس) المقبل من العمر 90 عاماً.&

وقال الزعيم الكوبي المتقاعد الذي كان يرتدي سترة رياضية زرقاء ويضع نظارة "قريبًا سيكون عمري 90 عامًا… قريبًا سأكون مثل الآخرين. الكل يأتي دوره".

وحسب موقع (روسيا اليوم ـRT)، فقد تحدث كاسترو الذي كان تنحى عن السلطة 2008 لشقيقه راؤل كاسترو أمام 1300 ناشط في الحزب تجمعوا في مركز المؤتمرات في هافانا، حيث ألقى الزعيم السابق عددًا لا يحصى من الخطب التي كانت تستمر لساعات طويلة خلال فترة حكمه.

ثورة 1959

وتولى فيدل كاسترو السلطة في ثورة العام 1959 ضد نظم حكم فولغينسيو باتيستا، وقاد البلاد حتى عام 2006 عندما أصيب بالمرض. وهو يعيش الآن في عزلة نسبية لكنه يكتب مقالات رأي في بعض الأحيان ويظهر في اجتماعات مع كبار الشخصيات الزائرة.

وتضاءل تأثير الزعيم السابق مع تقاعده وإدخال شقيقه لإصلاحات على غرار إصلاحات السوق، لكن فيدل كاسترو لا تزال لديه سلطة معنوية وسط كثير من الكوبيين، لاسيما الأجيال الأكبر سنًا.

وأضاف كاسترو: "لعل هذه ستكون واحدة من المرات الأخيرة التي أتحدث فيها في هذه القاعة"، مؤكدًا أن أفكار الشيوعيين الكوبيين ستبقى دليلاً على أنه على هذا الكوكب.

وكما هو الحال في المرات السابقة، التي ظهر فيها خلال السنوات الأخيرة، لم يقف كاسترو حتى عندما كان شقيقه وجميع المندوبين يقفون تكريمًا له. لكنه بدا أكثر صحة مما كان بعد مرض خطير دفعه للتخلي عن السلطة قبل 10 سنوات.

محاولة قتل&

وكان يعتقد ذات يوم أن موت فيدل سيؤدي إلى زعزعة استقرار كوبا، مما دفع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى التآمر لقتله. وأنهى ذلك الاعتقاد إلى حد بعيد نقل السلطة بشكل سلس لشقيقه راؤول كاسترو.

وكان كاسترو في العام 1965 أمين الحزب الشيوعي في كوبا، وقاد تحويل البلاد إلى النظام الشيوعي ونظام حكم الحزب الوحيد. وأصبح في 1976 رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء. وكان أعلى قائد عسكري.&

وبعد جراحة معوية في 31 تموز (يوليو) 2006، سلم مهامه لأخيه الصغير ونائب الرئيس الأول راؤول كاسترو. وفي 19 شباط (فبراير) 2008 وقبل 5 أيام من انتهاء مدة الحكم، أعلن أنه لن يرغب في مدة جديدة كرئيس أو رئيس أركان.

الملحد

ويشار إلى أن كاسترو نفسه ملحد، ولم يمارس الطقوس الدينية المسيحية منذ نعومة أظافره، وقد أقصته البابوية في الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي في 3 كانون الثاني (يناير) 1962 لإرتداده عن الكاثوليكية.

وقد تحسنت علاقة كاسترو بالبابوية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين عندما إنهار الإتحاد السوفياتي وتخلّى الغرب عن الفاتيكان، سمح للبابا بزيارة كوبا بعد أن اعلن البابا أن المسيحية تؤيد الإشتراكية، وفعلاً دخل البابا إلى كوبا وأصبح صديقاً، بعد عداء دام عقوداً.&

وقال كاسترو عن البابا : "نحن اليوم نتفق معه فقد كاد يقول يا عمّال العالم إتحدوا!، ويعتبر هذا الشعار شعار الأحزاب الشيوعية".
&