لندن: أقيمت ندوة علمية يوم الخميس 21 أبريل (نيسان) حول تاريخ سلطنة عمان، تحدث فيها كارل فيليبس المحاضر المتخصص في الآثار تحت رعاية الجمعية البريطانية العمانية وجامعة لندن والمؤسسة البريطانية لدراسة الجزيرة العربية.

تحدث في البداية رتشارد برادلي عن أهمية سلطنة عُمان وجمالها وأهميتها، كما تحدث قليلًا عن تاريخها العريق، وقام بتعريف المحاضر المتخصص بالآثار.

إلى ذلك تطرق كارل فيليبس إلى التاريخ القديم لعمان. وذكر موقعها الإستراتيجي وتفاعلها مع الحضارات، مثل وادى الرافدين والهند وبلاد فارس. كما تحدث عن وجودها في عمق التاريخ، من خلال عرض وثائق كثيرة مصورة من علم الآثار من الجزيرة العربية قبل الإسلام، حيث كان موجودًا اسمها في الخرائط القديمة لما قبل الإسلام. 

جاءها أوائل البشر ليسكنوا فيها لتكون أولى المجموعات البشرية التي تكوّ، حضارة هناك، كما جاءتها أولى الهجرات نتيجة القحط والعوامل البيئة التي أصابت بعض المجموعات البشرية آنذاك. وكانت هجرة الكنعانيين من أولى الهجرات إلى شرق عمان. 

أكد فيليبس أن موقع شصر الأثري يكشف عن وجود حضارة عريقة تمثل ملتقى التجارات وحركتها آنذاك ما بين الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين والعالم القديم. وفي المغيسل (صلالة) توجد العيون الدافئة، التي يعود تاريخها إلى الألفية الثامنة قبل الميلاد.

وقد اكتشفت الكثير من المستوطنات البشرية على السواحل وعند الأودية وسفوح الجبال، كما اكتشفت آثار الكثير من الحيوانات هناك، حيث آثار رأس الحمراء (مسقط) التي تعد معلمًا أثريًا واضحًا. كذلك مستوطنة خور روري (ظفار) التى تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، فقد وجدت فيها خمسة ألواح حجرية تاريخية أثرية. 

هذا فضلًا عن موقع غنيم (الوسطى) ومستوطنة رأس الجنز (الشرقية) ومستوطنة بات (الظاهرة) ومستوطنة سلوت (بهلاء) وموقع مدحا (مسندم) وموقع الواسط (الباطنة) وغيرها.

وعرض فيليبس العديد من الخرائط القديمة التي تذكر فيها عُمان منذ ذلك التاريخ القديم. وفي سؤال أحدهم "هل تتعمل التكنولوجيا الحديثة في البحث والصور"، أجاب فيليبس "لا يستعمل غوغل إيرث، ولا الوسائل التكنولوجيا الحديثة، لأنها تبعد عن الدراسة الموضوعية للآثار".