تونس: يجرى الحج اليهودي السنوي إلى كنيس الغريبة في جزيرة جربة التونسية (جنوب شرق) يومي 25 و26 آيار/مايو القادم وسط اجراءات امنية مشددة، حسبما أفاد فرانس برس روني الطرابلسي أحد المنظمين.
وقال الطرابلسي "كالمعتاد سيتم اتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية. هذا أمر مهم لكل سكان جربة ولاقتصاد البلاد".
وتمت دعوة شخصيات وفنانين أجانب الى حج هذا العام بحسب الطرابلسي الذي لم يكن بوسعه تقدير العدد المتوقع للحجيج.
ويحظى كنيس الغريبة بمكانة خاصة عند يهود تونسيين واجانب باعتباره أقدم معبد يهودي في افريقيا، وترقد فيه، بحسب الاسطورة، واحدة من اقدم نسخ التوراة في العالم.
ويبدأ الحج في اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي ويستمر يومين.
وفي 2015، شارك بضع مئات في الحج الذي جرى وسط اجراءات امنية مشددة على اعتبار انه جاء بعد اقل من شهر من هجوم جهادي دموي استهدف متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس واسفر عن مقتل 21 سائحا اجنبيا وشرطي تونسي واحد.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف هجوم باردو.
وعززت السلطات التونسية الاجراءات الامنية في جربة والجنوب التونسي عامة منذ هجمات جهادية استهدفت في السابع من مارس/آذار الماضي ثلاث منشآت امنية بمدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا.
وبحسب بيريز الطرابلسي، رئيس كنيس الغريبة، يحج اليهود إلى كنيس الغريبة منذ أكثر من 200 عام لإقامة طقوس دينية واحتفالات "الهيلولة".
وتتمثل هذه الطقوس والاحتفالات في اقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على "بركة" حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء وتناول نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.
وفي 11 نيسان/أبريل 2002 تعرض كنيس الغريبة لهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة تبناه تنظيم القاعدة وأسفر عن مقتل 21 شخصا هم 14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيان.
وكان للهجوم الذي نفذه انتحاري تونسي مقيم بفرنسا، انعكاسات سلبية كبيرة على السياحة في تونس.
وقبل الهجوم، شارك 8000 يهودي في مراسم الحج إلى الغربية، بحسب رئيس الكنيس بيريز الطرابلسي.
وبعد الثورة التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس الديكتاتور زين العابدين بن علي، تراجع عدد حجيج الغريبة الى بضع مئات بسبب تصاعد عنف جماعات جهادية متطرفة.
ويعيش في تونس نحو 1500 يهودي يقيم أغلبهم في جزيرة جربة وتونس العاصمة.
قبل استقلالها عن فرنسا سنة 1956، كان يعيش في تونس 100 ألف يهودي غادروا البلاد بعد الاستقلال نحو أوروبا وإسرائيل.
التعليقات