لندن: أجرى رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون محادثات امتدت ساعة من الزمن مع الرئيس الأميركي الزائر باراك أوباما تناولت ملفات دولية مهمة تصدرتها العلاقات الثنائية ومحاربة الإرهاب.&

وبعد غدائه مع الملكة اليزابيث الثانية في قلعة ويندسور، وصل أوباما الذي أغضبت زيارته مؤيدي الانسحاب من الاتحاد الأوروبي على متن السيارة الرئاسية السوداء التي تسمى (الوحش) في موكب من 19 سيارة ليموزين، وكان في استقباله على السجادة الحمراء رئيس الحكومة كاميرون.&

وكان أوباما قال إنه يدعو (إخوانه) في بريطانيا إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي، وأكد لدى وصوله مساء الخميس إلى مطار ستانستيد في شمال شرق لندن دعمه القوي لمعركة صديقه كاميرون للحفاظ على بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

اوباما وكاميرون خلال المحادثات&

اوروبا اقوى

وأكد الرئيس الأميركي في تصريحاته أن عضوية بريطانيا رفعت مكانة لندن الدولية وجعلت الاتحاد أقوى وأكثر انفتاحا على العالم.

وقالت مصادر 10 داونينغ ستيرت إن محادثات كاميرون ـ أوباما ستركز على مجموعة من القضايا الدولية، وإنهما سيتحدثان في مؤتمر صحافي مشترك حول هذه القضايا في مقر وزارة الخارجية.

وشارك في المحادثات أربعة من الوزراء البريطانيين الأقوياء المؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

ويخشى أوباما أن يضعف انسحاب بريطانيا الغرب، وأشاد بعضويتها في الاتحاد التي قال إنها ساعدت في جعل العالم أكثر حرية وثراء وأفضل قدرة على التعامل مع كل القضايا من العدوان الروسي إلى الإرهاب.

مقال

وفي حديثه عن قضية عضوية بريطانيا المثيرة للخلاف، استدعى أوباما تاريخ البلدين المتشابك وعشرات الآلاف من الأميركيين المدفونين في مقابر حرب أوروبية مما يعطيه حق التحدث "كصديق" بشأن الاستفتاء الذي يجرى في 23 حزيران (يونيو) المقبل.

وفي مقال كتبه في صحيفة (ديلي تلغراف) الجمعة، حث أوباما بريطانيا على أن تظل وثيقة الصلة بحلفائها في أوروبا للمساعدة في الحملة الدولية ضد الإرهاب.&

وقال: "رغم أننا جميعا نهتم بسيادتنا فإن الأمم التي تمارس نفوذها بشكل أكثر فعالية هي الأمم التي تفعل ذلك من خلال العمل الجماعي الذي يلبي التحديات الراهنة".

وأضاف الرئيس الأميركي: "هذا النوع من التعاون -ابتداء من تبادل المعلومات المخابراتية ومكافحة الإرهاب إلى إبرام اتفاقيات لتوفير فرص العمل والنمو الاقتصادي- سيكون أكثر فعالية بكثير إذا امتد عبر أنحاء أوروبا".

سيارة الوحش التي اقلت اوباما&

انتقادات

وأثارت تصريحات الرئيس الأميركي انتقادات من معارضي عضوية بريطانيا في الاتحاد.

وقال عمدة بلدية لندن بوريس جونسون الذي يقود حملة "الانسحاب" إنه لا يريد تلقي نصائح من الأميركيين بشأن عضوية الاتحاد وإن الولايات المتحدة لن تؤيد أبدا هذا النقل للسيادة.

وأضاف "إبلاغ الولايات المتحدة لنا في بريطانيا بأن علينا التنازل عن جانب كبير من ديمقراطيتنا مثال مذهل على مبدأ افعلوا مثلما أقول وليس مثلما أفعل".

وتشير استطلاعات للرأي إلى أن الناخبين البريطانيين يميلون للمعسكر المؤيد للبقاء في الاتحاد لكن كثيرين لم يحسموا أمرهم بعد.
&