يصادف اليوم الجمعة الذكرى السنوية الثالثة لحادثة اختطاف المطران&مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، والمطران بولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون للروم الأرثوذكس، على مشارف مدينة حلب السورية.
وقال جميل دياربكرلي مدير المرصد الاشوري لحقوق الإنسان لـ"ايلاف": "ثلاثة أعوام ومصير هذين المطرانين يتأرجح في فراغ مطلق ومعتم تكاد لا تعكره إلا بضع شائعات شحيحة ومتناقضة تهب على مترقبي مآلات هذا العمل الإجرامي الذي تأباه جميع الشرائع والأديان".&
وأضاف ان عملية الاختطاف المستنكرة "جاءت لتسكت أصواتاً عالية منادية بالسلام وقبول الآخر والعيش المشترك، في زمن طغى عليه العنف والاقتتال والفتن الطائفية، وكأنهم بذلك يحاولون طمس كل ماهو جميل وحضاري في سوريا".
وعبّر عن أسفه من "كل هذا التخاذل من طرف المجتمع الدولي بخصوص قضية المطرانين&المختطفين"، وأضاف: "نقف مستغربين أمام عجزه عن تقديم مساع حقيقية وجادة لإيجاد حلٍّ لهذه القضية الملحة، مؤكدين في الوقت ذاته عدم شرعية بقاء المطرانين&تحت نير الاحتجاز القسري كل هذه المدة الطويلة".&
ورأى دياربكرلي "أنه بات من الملح&تسليط الضوء على مسألة الوجود المسيحي في الشرق الأوسط عموما، وفي سوريا خصوصا، وما يتهدد هذا الوجود التاريخي من أعمال إرهابية لا انسانية".
حملة منظمة
وأعرب عن أسفه نظرا لأنه "باتت الأقليات المسيحية في المنطقة في مرمى نيران العنف الطائفي، وهدفا مباشرا لحملة منظمة لاقتلاعها من أراضي آبائها واجدادها، وبذلك تكون هذه الاقليات قد تعرضت للابادة مرتين الاولى عندما يمارس بحقها جرائم لا إنسانية من قتل وخطف وتشريد وتهجير واقتلاع من الجذور، والثانية عندما نرى المجتمع الدولي يقف صامتاً أمام هذه الابادة الممنهجة تجاه المسيحيين في الشرق، دون ان يحركوا ساكناً، وكأنهم بسكوتهم هذا يوافقون ضمنياً على ما جرى ويجري وسيجري للقلة القليلة المتبقية من المسيحيين ، سكان الشرق الاصليين، في أرضهم التاريخية. وقضية المطرانين المغيبين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي ليست إلا انموذجاً عن معاناة مسيحيي الشرق".
وطالب الجميع بالكف عن "المتاجرة بالمسيحيين في الشرق"، وقال: "أبعدوهم عن بازاراتكم الرخيصة وعن حروبكم العقيمة التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ابعدوا ايديكم عن رجال الدين والناشطين السياسيين والحقوقيين والشعب المسيحي في سوريا التي ترزح تحت مطرقة الارهاب والتطرف وسندان الديكتاتورية والاستبداد".
وناشد "الدول الكبرى صاحبة القرار الاول والأخير في سوريا، العمل الجاد على كشف مصير المطرانين المغيبين وإطلاق سراحهما بالسرعة الممكنة"، وأضاف: "إلى ذلك الوقت سيبقى المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي ضمير وقضية مسيحيي الشرق إلى حين عودتهما إلى شعبهما وابرشياتهما ووطنهما الجريح".
وكان مسلحون قد أقدموا على خطف متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران بولس يازجي ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكسي المطران يوحنا ابرهيم قرب مدينة حلب أثناء قيامهما بعمليات إنسانية في قرية كفر داعل في&ريف حلب.
وتبلغت بطريركية الروم الأرثوذكس، حيث كان المطران يازجي في الجانب التركي من ابرشيته التي تمتد من حلب الى انطاكيا، وقد ذهب المطران يوحنا ابرهيم لاصطحابه، وفي طريق عودتهما الى حلب اوقفتهما مجموعة مسلحة قبل وصولهما الى المدينة وقتلت سائق ابراهيم وخطفت المطرانين.&
وقالت المطرانية الأرثوذكسية آنذاك إن المطرانين لم يتعرضا للأذى. وأشير الى أن المطران بولس يازجي هو شقيق بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي.
&
التعليقات