الرباط: اقترحت الولايات المتحدة أن يطالب مجلس الامن بعودة أنشطة بعثة الامم المتحدة في الصحراء " مينورسو" بشكل كامل بعد أن تعطلت نتيجة طرد المغرب لموظفيها المدنيين، إمهال الرباط والمنظمة الدولية اربعة اشهر للاتفاق على هذا الامر.
وكان المغرب قد طرد الشق المدني للبعثة ( 84 عنصرا)، كرد فعل على تصريحات أدلى بها الامين العام بان كي مون خلال زيارته لمخيمات جبهة البوليساريو في تندوف ( جنوب غربي الجزائر)، والتي وصف فيها وضعية المغرب في الصحراء بانها احتلال .
ومن المقرر أن يصوت مجلس الامن المؤلف من 15 دولة الجمعة على تمديد تفويض المهمة المقرر ان ينتهي يوم السبت المقبل.
وتدعو مسودة القرار الى عودة كل أنشطة بعثة الامم المتحدة في الصحراء على وجه السرعة . ولم يتضح موعد طرح مشروع القرار للتصويت نظرا لاستمرار التفاوض .
وبحسب دبلوماسيين فان مشروع القرار الاميركي لديه فرص كبيرة بان يتم اقراره.وينص مشروع القرار على ان مجلس الامن "يشدد على الضرورة الملحة لأن تستعيد مينورسو قدرتها على العمل بصورة كاملة".
ويطلب مشروع القرار من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان يبلغ مجلس الامن في غضون اربعة اشهر ما اذا كانت البعثة استعادت قدرتها على العمل بصورة كاملة ام لا.
وفي حال اتت اجابة الامين العام سلبية فان مجلس الامن يعرب عن استعداده "للنظر في افضل السبل التي يمكن ان تسهل تحقيق هذا الهدف"، بحسب مشروع القرار .وكان الامين العام طلب من مجلس الامن ان يمارس ضغوطا على المغرب لتستانف بعثة الامم المتحدة في الصحراء الغربية انشطتها كاملة بعد ان قلصت الرباط عديدها.
وقال بان كي مون في تقرير الى المجلس ان مغادرة عاملين في البعثة بطلب من الرباط "يمكن ان يستغلها عناصر متطرفون وارهابيون" ما يهدد استقرار المنطقة باكملها.
ويحظى المغرب بدعم فرنسا وإسبانيا والسنغال في مجلس الامن بحسب دبلوماسيين. وقال مصدر مطلع ان هذه الدول طرحت فكرة التمديد لبعثة مينورسو على وضعها الحالي مدة شهرين إضافيين لإتاحة الوقت امام مزيد من التفاوض بين المغرب والأمانة العامة للامم المتحدة.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين لصحافيين ان المناقشات حول هذا النص "لن تكون سهلة".
وبعد مناقشة اولية للمسودة في جلسة مغلقة لمجلس الامن، اعتبر ان هناك "هامش لتحسين" النص، مشيرا الى ان بعض الدول الاعضاء تسعى الى تشديد لهجته.
تجدر الاشارة الى ان مسودة المقترح الاميركي لا تنص على اي عقوبة او اجراء قسري لارغام المغرب على العدول عن قراره.وكانت صيغة سابقة للنص تحدد مهلة شهرين فقط.
ويطلب مجلس الامن من المغرب وجبهة البوليساريو، "مواصلة التفاوض من دون شروط مسبقة".
وقال دبلوماسيون ان القرار يعكس تسوية مدروسة بدقة. وكان المغرب المدعوم خصوصا من فرنسا، يطلب تجديد المهمة لـ12 شهرا بدون شروط، في حين كان العديد من اعضاء المجلس (الولايات المتحدة وبريطانيا وفنزويلا وانغولا والاوروغواي ونيوزيلندا) يريدون التثبت من قدرة البعثة على تنفيذ مهمتها.
وابدت هذه الدول مخاوف من تشجيع دول اخرى تنتشر فيها بعثات دولية على السعي للتخلص منها.
وحذرت جبهة البوليساريو الانفصالية من مخاطر عودة النزاع ان لم يرغم المجلس المغرب بما في ذلك بواسطة عقوبات، على العودة عن قراره طرد اعضاء البعثة.
وقال محمد خداد القيادي في جبهة البوليساريو "انه تحد غير مسبوق في وجه المجلس".
ويأتي المقترح الاميركي ليؤكد ما قاله العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه الذي ألقاه في القمة الخليجية - المغربية حينما اشار الى أن " الوضع خطير هذه المرة، وغير مسبوق في تاريخ هذا النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
فقد بلغ الأمر إلى شن حرب بالوكالة، باستعمال الأمين العام للأمم المتحد ة، كوسيلة لمحاولة المس بحقوق المغرب التاريخية والمشروعة في صحرائه، من خلال تصريحاته المنحازة، وتصرفاته غير المقبولة، بشأن الصحراء المغربية ".
لكن لا تستغربوا ، يضيف ملك المغرب مخاطبا قادة دول الخليج العربي ، فإذا عرف السبب ، بطل العجب .فماذا يمكن للأمين العام ، أن يفعله وهو يعتر ف بأنه ليس على اطلاع كا مل على ملف الصحراء المغربية ، مثل العديد من ا لقضايا الأ خرى . بل إنه يجهل تطوراته الدقيقة ، وخلفياته الحقيقية .
وتساءل ملك المغرب "ماذا يمكن للأمين العام القيام به ، وهو رهينة بين أيدي بعض مساعديه ومستشاريه، الذين يفوض لهم الاشراف على تدبير عدد من القضايا المهمة ،و يكتفي هو بتنفيذ الاقتراحات التي يقدمونها له".
واضاف أن بعض هؤلاء الموظفين معروف ان لهم مسارات وطنية، وخلفيات سياسية، ويخدمون مصالح أطراف أخر ى ،من دون التزام بما يقتضيه منهم الانتماء لمنظمة الأمم المتحدة ، من واجب الحياد و الموضوعية ، الذي هو أساس العمل الأممي.
وفي إشارة واضحة الى موقف أميركا ، من دون ان يسميها، ودورها في الوضع الحالي للمنطقة من دون ان يسميها، قال العاهل المغربي إن الوضع خطير، خاصة في ظل الخلط الفاضح في المواقف، وازدواجية الخطاب بين التعبير عن الصداقة والتحالف، ومحاولا ت الطعن من الخلف.
وتساءل " فماذا يريدون منا ؟"ليجيب قائلا "إننا أمام مؤامرات تستهدف المس بأمننا الجماعي. فالأمر واضح، ولا يحتاج إلى تحليل . إنهم يريدون المس بما تبقى من بلداننا ، التي استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها، وعلى استمرار أنظمتها السياسية .وأقصد هنا دول الخليج العربي والمغرب والأردن، التي تشكل واحة أمن وسلام لمواطنيها، وعنصر استقرار في محيطها ". واضاف "إننا نواجه نفس الأخطار، ونفس التهديدات، على اختلاف مصادرها و مظاهرها" .
غير أن المشكل، يقول ملك المغرب ، يبقى مطروحا "مع المسؤولين بالإدارات ( يقصد الادارة الاميركية)، التي تتغير بشكل مستمر، في بعض هذه الدول.
ومع كل تغيير يجب بذل الكثير من الجهود ، لتعريفهم بكل أبعاد ملف الصحراء المغربية ،و بخلفياته الحقيقية ،وتذكيرهم بأن هذا النزاع، الذي دام أزيد من أربعين سنة، خلف العديد من الضحايا ،وتكاليف مادية كبير ة، وبأن قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة،و ليست قضية القصر الملكي لوحده" .
واضاف العاهل المغربي " لقد حان و قت الصدق و الحقيقة . إن العالم ا لعربي يمر بفترة عصيبة . فما تعيشه بعض الدول ليس استثناء ، و إ نما يد خل ضمن مخططات مبرمجة ، تستهدفنا جميعا".
التعليقات