اعتبرت بعض الصحف المبادرة " مجرد إلهاء للشعب الفلسطيني" بينما وصفتها أخرى بأنها "فرصة" يجب اغتنامها

انتقدت بعض الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية المبادرة الفرنسية التي تدعو إلى إقامة مؤتمر سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

ووصف بعض المعلقين المبادرة الفرنسية بأنها "لا تعدو أن تكون مجرد حلقة من مسلسل إلهاء الشعب الفلسطيني" بينما دعا آخرون إلى استغلالها كفرصة " لتسجيل عدة نقاط في مرمى إسرائيل".

كانت فرنسا قد دعت لعقد مؤتمر دولي للسلام في باريس يوم 30 مايو/أيار المقبل يضم المجموعة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط وجامعة الدول العربية و20 دولة أخرى في محاولة لإعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.

"إلهاء الشعب الفلسطيني"

وانتقد ياسر الزعاترة في جريدة الدستور الأردنية المبادرة الفرنسية التي وصفها بأنها "لا تعدو أن تكون حلقة جديدة في مسلسل إلهاء الشعب الفلسطيني بالمبادرات، والتي لم تتوقف منذ عقود من دون أن تغير شيئاً في الواقع، اللهم سوى تعزيز الاستيطان والتهويد".

كما انتقد الكاتب قيادة السلطة الفلسطينية التي "تعلم ذلك تماما، ولكنها تناور، ليس على الكيان الصهيوني، بل على شعبها، حتى تجرعه كأس السم بالتدريج، فيما تستمر في الحديث عن الثوابت، وبالطبع كي يواصل بعض مغيبي العقول والمسكونين بروح القبلية الحزبية في الهتاف لها".

وتساءل الزعاترة قائلاً: "فيما رحبت السلطة بالمبادرة المذكورة، فهي لم تقل لنا من سيفرضها على نتانياهو؟ هل هو أوباما في نهاية ولايته، أم ترامب أم هيلاري كلينتون، وكيف سيتم تمريرها من خلال مجلس الأمن بحضور الفيتو الأمريكي، فضلاً عن سؤال التزام الصهاينة حتى بقرارات مجلس الأمن؟".

وفي صحيفة الغد الأردنية، أشار أحمد جميل عزم إلى "رفض الجانب الإسرائيلي أي التزام ثنائي... ويصر على رفض أي اتفاق يشمل أي شيء سوى الإجراءات الأمنية ومتطلبات الحياة الفلسطينية". وأضاف: "هذا أمر مفيد جداً للإسرائيليين فهو يعني عدم الدخول في مفاوضات سياسية، وفي الوقت ذاته تحقيق الأمن".

ووصف هاني حبيب في جريدة الأيام الفلسطينية المبادرة بأنها تقع ضمن "صفقات في إطار اقتراحات، تجري كلها لاسترضاء الدولة العبرية المنشغلة باستغلال الأوضاع الإقليمية والدولية لصالح اشتراطاتها واستهدافاتها".

أما أحمد علي فقد دعا في صحيفة الخليج الإماراتية الفلسطينيين "بكافة فصائلهم وحركاتهم السياسية والعسكرية إلى استثمار هذا الجهد الدولي المبذول لعقد مؤتمر للسلام، والإجماع على موقف واضح وثابت، ليس لإيمانهم بالنتائج التي سيتمخض عنها المؤتمر المطروح عقده، والمعروفة سلفاً من جراء السياسة الصهيونية القائمة على الاستيطان والتهويد والعدوان والاحتلال، بل لتسجيل عدة نقاط في مرمى 'إسرائيل'".

وطالب أيضا بـ"كشف وفضح صلف [إسرائيل] واستكبارها وتعنتها على الملأ"، واصفاً إياها بأنها "هي التي تحاول التملص من استحقاقات السلام، تحت حجج ومزاعم واهية".

اليوم العالمي لحرية الصحافة

موضوع آخر تناولته الصحف العربية، وهو الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.

ففي صحيفة السياسة الكويتية، كتب خالد عايد الجنفاوي قائلاً: "يتحمل الصحافيون والإعلاميون مسؤولية تكريس ثقافة حرية الرأي والتعبير المسؤولة في مجتمعاتهم وسيوفون بمتطلبات هذه المسؤولية عن طريق حرصهم الدائم على العمل بشكل مهني واحترافي".

أما افتتاحية جريدة الرياض السعودية، فأشارت إلى أنه "بالنسبة للممارسين من الصحافيين والإعلاميين بوجه عام، هناك قلق واحد وجدلية واحدة تسيطر على أجندتهم ألا وهي الحريات، فإشكال الحرية متلازمة لا تغيب عند الحديث عن الإعلام... فالحرية محور الإعلام الذي أصبحت الصحافة مرادفاً له والمتحدث باسمه".

وعددت الصحيفة المتغيرات التي تتحكم في العلاقة بين الصحافة والحرية وأبرزها "المتغير السياسي" وأضافت: "إن للصحافة دوراً رقابياً واستجلائياً للحقائق، وهذا الدور يرتبط به ضرورة الإفصاح عن تلكم الحقيقة وذلك لاستكمال دور الصحافة".

أما اسماء الحسيني فأشارت في مقالها بجريدة الأهرام المصرية إلى أن "عالم اليوم ليس هو عالم الخمسينيات والستينيات، وبالتالي فإن صحافة وإعلام اليوم ليست هي بالتأكيد صحافة وإعلام الستينيات... العالم تغير يا سادة، والصحافة وحرية الرأي قد تغيرتا أيضاً، وقبل هذا وذاك فإن المواطن اليوم ليس هو مواطن الأمس الذي كان يقبل بأي شيء".

وحذرت الحسيني من أن "القيود على حرية التعبير تعوق التنمية والتقدم والاستقرار، لذا فعلينا جمعيا أن نقبل ونحترم هذه الحقائق ونلتزم ونعمل بها، علينا جميعاً أن نتغير...هذا وإلا فإن القادم سيكون أسوأ".

&