إيلاف من لندن: أكد مفاوضون سوريون معارضون انهم علقوا المفاوضات مع النظام حتى لا تكون غطاء لجرائم النظام وحلفائه من الإيرانيين والروس، وقالوا إن ما جرى في حلب حاليًا ليس معارك وإنما مجازر يرتكبها النظام الذي نفذ ضدها خلال الثلاثة عشر يومًا الماضية 300 غارة جوية وضربها بـ60 برميلاً متفجرًا و25 صاروخ أرض أرض لتحقيق هدف روسي إيراني مشترك.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عبر الانترنت تحت عنوان "جبهات الحرب في سوريا ومعاركها يديرها قادة الحرس الإيراني"، وشارك فيه العميد الركن بالجيش السوري الحر مثقال بطيش النعيمي، وجورج صبرا نائب رئيس فريق المفاوضين السوريين مع وفد النظام، وسنابرق زاهدي رئيس اللجنة القضائية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وتابعته "إيلاف" اليوم.
غارات جوية وبراميل متفجرة على حلب
وفي بداية المؤتمر الصحافي، قدم الصحافي الميداني السوري هادي عبدالله شرحًا لما يجري من أحداث دامية في مدينة حلب، حيث سقوط البراميل المتفجرة واشلاء الشهداء التي تنتشل من تحت الأنقاض، كما قال.
وأضاف موضحًا "حلب المدينة التي تنام وتستيقظ على الموت والقتل وخلال ثلاثة عشر يوماً من القصف المتواصل الذي لا يكاد يهدأ على أحيائها ومناطق ريفها من قبل سلطات نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، حيث هناك حملة إبادة جماعية لسكان المدينة وحملة تدمير ممنهج للمنازل.
وأشار إلى أنّ القصف لا يهدأ على أحياء مدينة حلب ومناطق ريفها بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة، بالإضافة إلى القصف المدفعي وصواريخ أرض أرض التي تتساقط على منازل المدنيين، فيما تهدمت مئات الأبنية بشكل كامل، وسقط حوالى المائتين وخمسين شهيداً كلهم من المدنيين خلال 13 يوماً الماضية، بالإضافة إلى مئات الجرحى كلهم من المدنيين.&
وأشار إلى أنّ الايام الثلاثة عشر الماضية شهدت تنفيذ 300 غارة جوية تم أحصاؤها من قبل فرق الدفاع المدني، وأكثر من 80 برميلاً متفجراً سقط على منازل المدنيين، و25 صاروخ أرض أرض سقط على أحياء حلب في حملة تدمير ممنهج بكل ما تعنيه الكلمة، يقوم بها نظام الأسد وحليفته إيران.&
&
صبرا: علقنا المفاوضات حتى لا تكون غطاء لجرائم الاسد
ومن جهته، قال القيادي السوري المعارض عضو وفد المفاوضات جورج صبرا، "في حلب ليس هناك صراع سياسي ولا حتى حرب، وانما هناك مجزرة منظمة ومستمرة يقوم بها النظام السوري بدعم من حلفائه في كل من طهران وموسكو، وللأسف العالم ينظر إلى هذه الجريمة الدموية المستمرة دون أن يفعل شيئاً".&
وأضاف قائلاً "علّقنا الاشتراك في هذه المفاوضات حيث أن العملية السياسية برمتها مرتبطة بما يجري في الداخل السوري.. ذهبنا إلى المفاوضات من أجل حقن دماء السوريين، ولم يحصل ذلك.. ذهبنا إلى المفاوضات من أجل إدخال المساعدات الإنسانية ومنع قتل السوريين من الجوع في المدن الواقعة تحت الحصار، ولم تنجح الأمم المتحدة في إدخال سلة غذاء ولا رغيف خبز إلى مدينة داريا... علقنا المفاوضات لأسباب جوهرية لأننا ببساطة لا يمكننا أن نقبل أن تكون المفاوضات غطاءً لاستمرار الإجرام في سوريا".&
وعن العلاقة بين المعارضة السورية والمقاومة الإيرانية، اوضح صبرا ان هذه العلاقة ألبسها الواقع ولم تكن بإرادة أي طرف من الطرفين.. فالمعركة المشتركة أوجدتها أي إنها ولادة طبيعية للنضال المشترك للشعبين السوري والإيراني للخلاص من الطغمة الحاكمة في كل من دمشق وطهران، وهذه أروع الولادات أن تكون ولادة طبيعية تلبّي الحاجة المشتركة".
زاهدي: خطة مهاجمة حلب أمر بها خامنئي قبل تسعة أشهر
بعد ذلك، تطرق رئيس اللجنة القضائية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية سنابرق زاهدي إلى المعلومات الجديدة الموثوقة الواردة من شبكات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من داخل النظام الإيراني ومن داخل قوات الحرس الثوري الإيراني بشكل خاص، والتي تم تأييدها من قبل مصادر الجيش السوري الحر، تؤكد أن خطة الهجوم على حلب بدأت بالاعداد منذ تسعة أشهر بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي، وتم تنظيم وتنفيذ هذه الخطة في الأساس من قبل قوات الحرس الإيراني، حيث لا يوجد عناصر من الجيش السوري في المنطقة.
وأشار إلى أن عمليات القصف الجوي والبري خلال الأسبوعين الماضيين ضد سكان حلب التي نفّذت من قبل القوات الجوية السورية والقوات الروسية، والتي أدّت إلى مقتل مئات المدنيين الأبرياء، كان هدفها تمهيد الأرضية لتقدم قوات الحرس وعملائهم.&
واوضح انه كانت لقوات الحرس خطة كبيرة في ضواحي حلب في اكتوبر عام 2015 باسم "عملية محرم"، لكن هذه الخطة أصيبت بنكسة كبيرة بعد مقتل عميد الحرس حسين همداني القائد العام لقوات النظام الإيراني في سوريا في السابع من أكتوبر عام 2015 في محيط حلب ومقتل عدد كبير من جنرالات وقادة الحرس في تلك المنطقة.&
وقال إنه بعد ذلك، أمر خامنئي في ديسمبر من عام 2015 بأن لا يحق لقوات الحرس الانسحاب من منطقة حلب وصرّح أنهم إذا انسحبوا من هذه المنطقة فسيكون مصيرهم ما حدث في نهاية الحرب الإيرانية العراقية وستلحق بهم هزيمة نهائية ولهذا السبب قامت قيادة قوات الحرس في يناير عام 2016 بمضاعفة قواتها في سوريا وقامت هذه القوات بهجمات واسعة في منطقة حلب، لكن هذه القوات لم تستطع& السيطرة على ريف حلب الجنوبي. وفي شهر مارس عام 2016 وبعد ما شعر النظام الإيراني بأنه غير قادر على تنفيذ خطته في محيط حلب فقد اصيب الحرس بمأزق وهنا أمر خامنئي بدخول قوات الجيش النظامي وبشكل خاص قوات المغاوير الخاصة وضاعف النظام من جديد حجم قواته في محيط حلب ووضعت قيادة هذه القوات أمامها خطة كبيرة بهدف الاستيلاء على المدينة، وخلال هجمات لقوات الحرس والجيش في هذه المنطقة خلال شهر أبريل الماضي لقي العشرات من افراد قوات النظام الإيراني ومن قادة الجيش والحرس وعملائهم الأجانب مصرعهم، وبينهم من العراقيين واللبنانيين والأفغان وحزب الله.&
وأضاف زاهدي أن قوات الحرس الإيراني قامت بتقسيم سوريا إلى خمس جبهات لا يلعب الجيش السوري فيها غير دور الإسناد في المعارك، حيث أن الهجمات تنفذها قوات الحرس الثوري والمتعاونون معها من المليشيات الخارجية.&
هدف روسي إيراني مشترك من الهجوم على حلب
وتحدث العميد الركن في الجيش الحر مثقال بطيش النعيمي عن وجود القوات الإيرانية في سوريا، مؤكدًا أن أكثر من أربعين من جنرالات الحرس الثوري سقطوا في منطقة حلب، وبعدما دخلت سوريا في العمليات الجوية صارت حلب هدفًا مشتركًا رئيسيًا للنظامين الروسي والإيراني ضد سكان ثاني أكبر مدينة في سوريا.&
وأوضح أن هناك هدفاً مشتركاً من الهجوم على حلب القريبة من الحدود التركية، فروسيا تريد أن تكون ورقة ضغط على تركيا حتى تستطيع مع الأكراد التأثير على الداخل التركي وادخاله في مرحلة من الاضطرابات خاصة بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا.. وإيران تريد الحفاظ على بقاء بشار الأسد وعدم فقدانه لهذه المدينة الاستراتيجية المهمة، لأن سيطرة المعارضة عليها ستكون ضربة قاصمة تعجل بإسقاطه، خاصة بعد فقدانه لاكثر من ثلثي جيشه.
وأكد أن عدد افراد الجيش السوري سابقًا بحدود ثلاثمائة وخمسين ألفاً، وانشق عن النظام بحدود المائة ألف، وهؤلاء متطوعون ومجندون، والجيش كان يعتمد على المجندين، وفي هذه الظروف فهم يرفضون الخدمة الإلزامية مثل ما كان سابقًا في الجيش، وقلّ حتى تأثير السلطات عليهم، وبدأت الفوضى وهرب حوالي مائتي ألف عسكري، فلم يبقَ هناك سوى خمسين ألفًا، ولذا زجّوا بالمليشيات الاجنبية القادمة من الخارج، لكن هؤلاء خسروا في أكثر من جبهة، وتم أسر الكثيرين منهم وأصبح تدخل إيران واضحًا للعالم.&
وأضاف القائد العسكري السوري المعارض أن النظام الإيراني دفع منذ ثلاثة اشهر بقوات من غير الحرس الثوري، أي من الجيش النظامي، يسمونهم بجيش المغاوير، وهنا قاموا بالاتفاق مع النظام السوري على تقسيم البلد إلى خمس جبهات عسكرية ليس لقوات النظام السوري دور فيها، سوى أن يكونوا أدلّاء للإيرانيين، والمهمة الآن على الجيش النظامي الإيراني والميليشيات التي جاؤوا بها من جميع أنحاء العالم.&
التعليقات