كابول: اغلقت العاصمة الافغانية كابول الاثنين مع بدء آلاف من ابناء اقلية الهزارة الشيعية تظاهرة احتجاجا على استثناء منطقتهم من مشروع لمد خط كهرباء يربط افغانستان وباكستان بدول آسيا الوسطى، في تحرك قد يتحول الى ازمة سياسية للحكومة الهشة اصلا.
واغلقت قوات الامن تقاطعات الطرق الرئيسة بحاويات كبيرة في كابول، حيث ينوي المتظاهرون السير حتى القصر الرئاسي، مطالبين بربط ولايتهم بهذه الشبكة، التي كان يفترض ان تمر بها قبل ان تقرر الحكومة تحويل مسارها.
وتشكل الحركة الاحتجاجية دليلا جديدا على الاضطراب السياسي، الذي تشهده البلاد، وتأتي بعد تظاهرة كبيرة جرت في نوفمبر الماضي للاحتجاج على قتل مجموعة من الهزارة بقطع رؤوسهم، في تعبير عن الاستياء المتصاعد من حكومة الرئيس اشرف غني.
وقال النائب عن الهزارة عارف رحماني لوكالة فرانس برس انه "يتوقع ان ينضم عشرات آلاف الاشخاص الى تظاهرة الاحتجاج والسير الى القصر الرئاسي". واضاف "نريد ان يمر خط الكهرباء في باميان، التي لم تشهد اي مشروع تنموي منذ 15 عاما. نطالب بالعدالة، وليس بحسنة".
ويربط مشروع "توتاب" بين خمس دول، هي تركمانستان واوزبكستان وطاجيكستان وافغانستان وباكستان، وهو يعتبر اساسيا للمنطقة التي تعاني من نقص في الكهرباء. وتبلغ قوة هذه الشبكة 500 كيلوفولت. كان مقررا في الاصل ان يمر الخط الكهربائي في هذه الولاية، ولكن الحكومة الافغانية قررت تحويل مساره، ليمر في وادي سالانغ الواقع في شمال كابول. وبررت هذا التعديل بان الخط الاقصر يسرع انجاز المشروع، ويوفر ملايين الدولارات على الخزينة.
ولكن قادة الهزارة يرفضون المبررات الحكومية. وقد حملوا بشدة على الرئيس الذي ينتمي الى الباشتون، معتبرين ان قراره يدل على سياسة تمييزية للحكومة.
تخوف من اعمال عنف
تأتي هذه التظاهرة بينما تشن حركة طالبان هجومها الربيعي السنوي الذي بدأته في الشهر الماضي. وقد حذرت السلطات من ان طالبان يمكن ان تستهدف التظاهرة. وقالت وزارة الداخلية الافغانية ان "تنظيم تظاهرات احتجاجية سلمية من حق كل مواطن افغاني". واضافت انها تدعو المتظاهرين الى "عدم السماح للعدو بان يستغل هذه المناسبة وان يقوّض الامن العام".
والخلاف الذي يكشف التحديات التي يواجهها تحديث هذا البلد الذي دمّرته الحروب، يهدد بعرقلة مشروع يمكن ان يخفف من انقطاع التيار الكهربائي. وكان الهزارة نظموا تظاهرات احتجاجية عدة ضد غني خلال قمة مكافحة الفساد في لندن خلال الاسبوع الماضي.
ويواجه الرئيس تراجعا في شعبيته مع تزايد البطالة وتفاقم غياب الامن في افغانستان. ويبلغ تعداد الهزارة حوالى ثلاثة ملايين نسمة (نحو 10 بالمئة من سكان افغانستان). وعانى الهزارة من الاضطهاد في عهد طالبان (1996-2001) واصبحوا اكثر فاكثر ضحايا عمليات خطف وقطع رؤوس يتبنى معظمها مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية.
وعبر آلاف منهم في 11 نوفمبر الماضي عن غضبهم في شوارع كابول وطالبوا بالامن. وجاءت تظاهرتهم بعد العثور على جثث مقطوعة الرؤوس لسبعة منهم في ولاية زابل في جنوب شرق البلاد. واتهمت السلطات المحلية مقاتلين مرتبطين بتنظيم الدولة الاسلامية بارتكاب عمليات القتل هذه بدون ان تقدم ادلة ملموسة.
التعليقات