عمّان: حضت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان الاثنين الاردن على تخفيف قيود تقول انها فرضت على سفر فلسطينيي قطاع غزة عبر المملكة، فيما اكدت مصادر اردنية ان "لا تغيير" في سياسة عمّان بهذا الصدد.

وقالت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، في رسالة وجّهتها إلى الحكومة الاردنية ان "على عمّان تخفيف إجراءات السفر المفروضة على الفلسطينيين الراغبين في السفر من غزة إلى دول أخرى".

واشارت الى انه "طرأت في الآونة الأخيرة على ما يبدو إجراءات مشددة على مسافري الترانزيت، أدت إلى حجب فرص مهنية وتعليمية بالخارج عن شباب غزة الذين يعانون من آثار الحصار الذي تفرضه إسرائيل".

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية للمنظمة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انه "منذ اغسطس 2015 أصبح فلسطينيو غزة يعانون مشقة متزايدة في الحصول على تصاريح ترانزيت لعبور الاردن الى دول أخرى، دون إبداء تفسير لهذا التغيير في الإجراءات".

من جهتها، اكدت مصادر حكومية اردنية متطابقة لفرانس برس ان "لا تغيير على سياسة الاردن في ما يتعلق بمرور الاشقاء الفلسطينيين بمن فيهم اهل غزة". واشارت الى ان "11 الف و116 غزيا دخلوا او مروا عبر الاردن عام 2015"، فيما لم تتحدث "هيومن رايتس ووتش" سوى عن 58 حالة رفض طلبها او لم تنل الرد.

واكدت المصادر نفسها ان "مسؤولية عبور الغزيين وحرية السفر تقع على عاتق اسرائيل ومصر بالدرجة الأولى". من جهته، قال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة لفرانس برس ان "ما قدمه الاردن الى اشقائنا الفلسطينيين لم تقدمه أي دولة في العالم، ونحن مستمرون بمساعدتهم على الصعد كافة، بما في ذلك حريتهم الانسانية بالتنقل".

اضاف ان "اشقاءنا الفلسطينيين يعلمون ان الاردن هو رئتهم، وان الحل لكل هذه المشاكل هو انهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية ليحقق الشعب الفلسطيني حلمه الوطني ويتمتع بحقوقه كما باقي شعوب العالم". واشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في رسالتها الى ان قطاع غزة كان مغلقا من قبل اسرائيل على مدار العقد الماضي في معظم الاوقات نتيجة الحصار الذي تفرضه منذ عام 2006.

ولا تسمح إسرائيل لسلطات غزة بفتح المطار أو الميناء وتحد من السفر عبر معبر بيت حانون (معبر ايريز) الواقع بين غزة وإسرائيل، بحيث يقتصر استخدامه على "الحالات الإنسانية الاستثنائية"، بحسب المنظمة.

اما مصر، التي تسيطر على الحدود البرية الأخرى للقطاع، فتفتح معبر رفح مرات قليلة سنويا. وقالت المنظمة انه "حتى وقت قريب" سهل الاردن سفر الغزيين واصدر باستمرار رسائل "عدم اعتراض" لمرورهم بالاردن. وحضت المنظمة عمان على "تيسير عبور سكان غزة (...) وضمان شفافية قراراتها من دون تعسف".