نصر المجالي: غداة الحديث عن اتفاق بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الأربعاء مع أفيغدور ليبرمان، السياسي القومي المتشدد من أجل ضمه إلى الحكومة الإسرائيلية كوزير للدفاع، أعلن موشي يعالون استقالة مفاجئة من الحكومة.
وفي قرار يعبر عن مدى التفكك في حكومة نتانياهو، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون عبر تغريدة على (تويتر) اليوم الجمعة استقالته واعتزاله العمل السياسي، مؤكدا عدم ثقته في رئيس الوزراء في ظل خلاف بينهما.
وكتب يعالون: "قلت لرئيس الوزراء صباح (الجمعة) انه نظرا الى سلوكه خلال الاحداث الاخيرة وعدم ثقتي به، فانني استقيل من الحكومة ومن الكنيست وابتعد عن الحياة السياسية".
وتأتي استقالة يعالون المفاجئة بعد يومين على تصريحات لوزير الخارجية السابق ليبرمان قال فيها انه منفتح على دخول حزبه "اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف الى الائتلاف الحكومي برئاسة نتانياهو، اذا ما تمت تلبية عدد من الشروط، ومنها تسميته وزيرا للدفاع.
حق التعبير
وازداد التوتر بين يعالون ونتانياهو اثر تصريحات يعالون حول حق قادة الجيش "في التعبير عن رأيهم". وكان يعلون تعرض لانتقاد شديد من الأحزاب اليمينية المتشددة الموجودة في الائتلاف لتأييده قرار الجيش تثبيت تهم القتل غير العمد ضد جندي إسرائيلي أطلق النار على فلسطيني جريح وقتله في الضفة الغربية في آذار (مارس) الماضي.
وإلى ذلك، يشار إلى أن نتانياهو - الذي فاز بولاية رابعة في الانتخابات العامة - يقود الحكومة بأغلبية صوت واحد فقط في البرلمان (الكنيست) البالغ عدد أعضائه 120 عضوا، مما يجعل إدارته عرضة للانهيار إذا تركها أي سياسي من المتحالفين معه، ولذلك فهو حريص على زيادة تلك الأغلبية.
وقال تقرير لـ(بي بي سي) إن الأمر بدا خلال الأيام الماضية يسير باتجاه ضم إسحق هيرتزوغ، زعيم حزب يسار الوسط، الاتحاد الصهيوني، الذي يشغل 24 من أعضائه مقاعد في الكنيست، بعد موافقته على التحالف مع حزب نتنياهو اليميني (ليكود).
ولكن عقب إعلان اجتماع نتنياهو وليبرمان، جمد هيرتزوغ محادثاته مع رئيس الوزراء.
قرار ليبرمان
لكن ليبرمان، وهو رئيس حزب (إسرائيل بيتنا)، اليميني المتشدد، والذي شغل منصب وزير الخارجية من قبل، عقد مؤتمرا صحفيا، في خطوة غير متوقعة، يوم الأربعاء الماضي ليبدي استعداده للتفاوض على التحالف مع نتنياهو.
ويطالب ليبرمان الذي يشغل حزبه ستة مقاعد في الكنيست بحقيبة الدفاع، كما يطالب بتشريع جديد يفرض عقوبة الإعدام على الفلسطينيين الذين ينفذون هجمات دموية.
وفي الوقت الذي تقول فيه المصادر السياسية - التي آثرت عدم الكشف عن هويتها - إن نتنياهو أذعن لمطلب ليبرمان بحقيبة الدفاع، فإنها تشير إلى أن هناك قضايا لا تزال معلقة بلا حل وإن الاتفاق بين الجانبين لم يكتمل بعد.
وكان ليبرمان الذي تولى مرتين حقيبة الخارجية في حكومتي نتانياهو، ولاتزال علاقته برئيس الوزراء متوترة شغل عناوين الأخبار غير مرة بإثارة قضية ولاء الأقلية الفلسطينية لإسرائيل.
وكان ليبرمان اقترح في الماضي نقل بعض البلدات الفلسطينية إلى الدولة الفلسطينية في المستقبل، مقابل وجود مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة.
التعليقات