برلين: يعمل نواب في البوندستاغ الالماني على اعداد مشروع قرار يعترف للمرة الاولى بتعرض الارمن للابادة خلال حكم السلطنة العثمانية قبل نحو مئة عام، كما يعترف بان المانيا تتحمل "جزءا من المسؤولية" عن هذه الجرائم، حسب مشروع القرار الذي اطلعت فرانس برس على نصه الخميس.

جاء في مشروع القرار الذي يحمل عنوان "ذكرى ابادة الارمن مع اقليات مسيحية اخرى قبل مئة عام وعام" ان مجلس النواب الالماني (البوندستاغ) "يأسف للاعمال التي قامت بها حكومة تركيا الفتاة في تلك المرحلة، والتي ادت الى ابادة شبه كاملة للارمن".

وتقدم الائتلاف الحكومي في برلين، الذي يضم اليمين واليسار على حد سواء، بمشروع القرار بالتعاون مع حزب الخضر المعارض. ويشير مشروع القرار ايضا الى "ترحيل وابادة مدبرين لاكثر من مليون ارمني" على ان يعرض على التصويت الخميس المقبل.

كما يعرب مشروع القرار عن اسفه "للدور المؤسف الذي قام به الرايخ الالماني الذي، بصفته الحليف العسكري الاساسي للسلطنة العثمانية، ورغم المعلومات الواضحة من دبلوماسيين ومبشّرين المان تتعلق بالترحيل والابادة بحق الامن، لم يتخذ اي خطوة لوقف هذه الجرائم ضد الانسانية".

جاء ايضا في مشروع القرار ان المانيا "تتحمل جزءا من مسؤولية هذه الاحداث" في موقف مشابه لما اعلنه في العام الماضي الرئيس الالماني جواكان غاوك بان ما حصل للارمن عام 1915 يرقى الى اعمال ابادة.

تابع مشروع القرار "ان التجربة الالمانية بمواجهة تاريخها نفسه تكشف كم هو صعب بالنسبة الى مجتمع تحمل مسؤولية صفحات سوداء من تاريخه" في اشارة الى المراجعة الالمانية البطيئة لمرحلة النازية والى المصاعب التي تواجهها تركيا بشأن الملف الارمني.

وتتهم تركيا الذين يعتبرون ان ما حصل في تركيا اعمال ابادة بانهم انما "يدعمون المطالب القائمة على الاكاذيب الارمنية". وفي حال صوّت البوندستاغ على مشروع القرار فان العلاقات التركية الالمانية قد تتعرّض لهزة شديدة، خصوصا انها لم تكن على ما يرام خلال المرحلة الاخيرة.