مع تطورات الأوضاع القتالية على الأرض في العراق وسوريا ضد تنظيم (داعش)، عززت الولايات المتحدة وجودها البحري في شرق المتوسط، في خطوة لتحقيق التوازن مع الأنشطة العسكرية الروسية في المنطقة.

واشنطن: مع إبحار حاملة الطائرات الأميركية (هاري ترومان) من منطقة الخليج إلى المتوسط، أصدرت القيادة الأميركية في أوروبا بيانًا أكدت فيه دخول الحاملة (دوايت دي أيزنهاور) ومجموعة السفن المصاحبة لها البحر المتوسط يوم الأربعاء.

تتزامن الخطوة مع تدريبات عسكرية لحلف الأطلسي في أنحاء مختلفة في شرق أوروبا، وفي تركيا، قد تثير توترًا مع روسيا. ويقول مسؤولون أميركيون إن روسيا تنشر سفنًا حربية وغواصات في البحر المتوسط وتخطط لتدريبات خاصة بها في الأسابيع المقبلة.

قمة وارسو
كما يأتي التحرك الأميركي البحري قبل قمة لحلف شمال الأطلسي في العاصمة البولندية وارسو، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى الإسراع في وتيرة قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، "دعمًا لمصالح الأمن القومي الأميركي في أوروبا والمتوسط".

وقالت مصادر أميركية إن الحاملة (اري إس ترومان) ستسلم المهمة لحاملة الطائرات (دوايت دي. أيزنهاور) عندما تصل في طريقها إلى الخليج، مما يسمح لترومان بالعودة إلى الولايات المتحدة بعد مهمة امتدت ثمانية أشهر.

توازن القوى
من جانبه، شرح البنتاغون لماذا ينقل حاملة الطائرات "هاري ترومان" من الخليج إلى البحر المتوسط. وقال الأميرال بريت باتشلدر للصحافيين الأميركيين على متن حاملة الطائرات، إن هذا استعراض للقدرات القتالية هو لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة من الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وتأكيد حرص الولايات المتحدة على المحافظة على توازن القوى في البحر المتوسط.

وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، نقلًا عن مصدر عسكري أميركي قوله، إن إدخال حاملة الطائرات "هاري ترومان" إلى البحر المتوسط يعتبر بمثابة رسالة إلى روسيا، يجب أن تحمل الروس على التحسب كثيرًا قبل الإقدام على خطوة ما.

وأضافت أن حاملة الطائرات قامت بمناورتها المفاجئة في الأسبوع الماضي، وأبحرت من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط، وتشير إلى أنه في السنوات الثلاث الماضية كان يتواجد ما بين&10-15 سفينة بحرية روسية في المتوسط.

رسالة إلى موسكو
وذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن مناورة حاملة الطائرات هاري ترومان هي بمثابة "إشارة" إلى موسكو، بأن وجود هذه السفينة بمثابة ردع لروسيا، قائلًا: " قرارنا المفاجئ بنقل هاري ترومان إلى المتوسط من شأنه أن يجعل روسيا تفكر مرتين"، حسب تعبيره.

وبحسب مسؤول أميركي، فإن التناوب المشترك لحاملتي الطائرات سيدعم عملية "العزيمة الأطلسية" التي يخوضها حلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة في الدول الأوروبية. وقال الكابتن ريان شول ضابط القيادة في حاملة الطائرات ترومان، إنه لا توجد أي تعاملات مع السفن الحربية الروسي، وإن الطيارين الأميركيين والروس ملتزمون بشكل كبير بقواعد الاشتباك في العمليات الجوية بهدف تجنب احتمال سوء التقدير.

من جهته، قال الكابتن داني هرنانديز المتحدث باسم القيادة الأميرية الأوروبية إن "إرسال (الحاملة) ترومان والتحركات في مسرح القيادة الأوروبية، إضافة إلى التداخل مع أيزنهاور يتيح لنا مواصلة إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وتحقيق مجموعة من المزايا التشغيلية".

وقال إن التداخل في انتشار حاملتي الطائرات مقصود به أيضًا تعزيز مهام مثل عملية حسم الأطلنطي الهادفة إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.

ترومان وداعش
وقالت البحرية الأميركية يوم الأربعاء إن ترومان استعملت الطائرات التي على متنها، وعددها 72، في إسقاط 1481 قنبلة ذكية ومنشورات على الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ ديسمبر 2015 عندما وصلت إلى الخليج.

وقالت إن الطائرات الموجودة على ترومان شنت 68 غارة على العراق وسوريا، وأطلقت 52 سلاحًا دقيق التوجيه منذ تحركها إلى البحر المتوسط من الخليج يوم الجمعة الماضي.

وقال الأميرال بريت باتشيلدر، قائد المجموعة الضاربة على ترومان إن الدولة الإسلامية فقدت 45 في المئة من أراضيها في العراق ونقص عائدها من النفط في سوريا إلى النصف.
&