فيما تجددت تظاهرات الاحتجاج العراقية في بغداد وعدد من المحافظات الجمعة، نشرت السلطات قوات حول مقرات الاحزاب السياسية الشيعية لحمايتها من مهاجمة غاضبين دعاهم الصدر الى الضغط على الفاسدة منها .. فيما ارتكب تنظيم داعش مجزرة ضد عشيرتين في منطقة الفلوجة ادت إلى قتل واصابة العشرات بينهم اطفال ونساء.

إيلاف من بغداد: دعا زعيم التيار الصدري انصاره لان تكون مواجهتهم الاحزاب "الفاسدة" سلمية وابعاد مدينة النجف عن التظاهرات لخصوصيتها نظرا لانها تحتضن مرقد الامام علي بن ابي طالب ومقرات مراجع الشيعة الاربعة الكبار يتقدمهم آية الله السيد علي السيستاني.

وردا على سؤال وجهته الى الصدر مجموعة من اتباعه في مدينة النجف اطلقوا على انفسهم "الشباب الثائر" حول وجود اعتراضات على تنظيمهم التظاهرات واغلاق مقرات الاحزاب السياسية الفعاليات المناهظة للفساد فقد اجاب الصدر في بيان حصلت "إيلاف" على نصه قائلا: "نعم ابعدوا النجف الاشرف عن التظاهر فلها قدسية ولها ظرفها الخاص .. و من شاء فليتظاهر في بغداد .. مضيفا ان الضغط على مقرات الاحزاب الفاسدة يجب ان يكون سلميا سواء في النجف او في بقية المحافظات فثورتنا سلمية الى النهاية".

حماية المقرات

من جهتها، امرت وزارة الداخلية تشكيلاتها الامنية ‏ومنتسبيها بحماية الممتلكات العامة ومقرات الاحزاب السياسية.‏

وقال الناطق الرسمي لوزارة الداخلية العميد سعد معن في بيان صحافي الجمعة اطلعت "إيلاف" على نصه ان ‏القيادات الامنية بوزارة الداخلية عقدت اجتماعا اليوم افضى الى توجيه جميع ‏التشكيلات بحماية الممتلكات العامة ومقرات الاحزاب السياسية .‏

وقد اغلقت القوات الامنية لليوم الثاني على التوالي اليوم جسور السنك والجمهورية ‏والاحرار وسط بغداد والمؤدية الى ساحة بالحواجز الكونكريتية والاسلاك الشائكة فضلا عن اغلاق محيط والطرق ‏المؤدية الى ساحة التحرير وسط العاصمة التي تشهد تظاهرات احتجاج تطالب بالاصلاح ومواجهة الفساد كما اقامت منذ مساء امس الخميس عشرات الحواجز والكتل الكونكريتية والاسلاك ‏الشائكة وسط انتشار امني مكثف عند بوابات المنطقة الخضراء المحمية مقر الادارات الرسمية العليا والسفارات الاجنبية تتقدمها السفارتان الاميركية والبريطانية.

وفي وقت سابق اليوم وصف رئيس الوزراء العراقي مهاجمة مقار احزاب سياسية شيعية واغلاقها بالاجرامية مهددا بردعها وذلك اثر قيام متظاهرين من اتباع التيار الصدري بمهاجمة واغلاق هذه المقار في محافظات جنوبية وخاصة حزب الدعوة ردا على وصف زعيمه المالكي لهم بالبعثيين وحذر&مما اسماها &التصرفات المتهورة والأعمال الاجرامية التي تستهدف المؤسسات العامة ومكاتب الكتل السياسية تحت غطاء التظاهرات .

تظاهرات&

وقد تجدد الحرك الشعبي الذي يقوده التيار الصدري في بغداد و محافظات البلاد الجنوبية الشيعية اليوم مطالبين بإغلاق مقرات لاحزاب سياسية مشاركة في السلطة متهمين اياها بالتسبب بالخراب الذي يعيشه العراق .&

ففي بغداد تظاهر المئات في ساحة التحرير وسط العاصمة بعد الافطار مطالبين بتنفيذ الاصلاحات الحكومية واسترداد الاموال المهربة وكشف اسماء المفسدين امام الاعلام. كما دعوا الى تنفيذ البرامج الاصلاحية في الجوانب الاقتصادية والامنية.

كما شهدت محافظات جنوبية عراقية اليوم تظاهرات مزق خلالها المحتجون من صور ولوحات في مقرات الاحزاب السياسية ومكاتب مجلس النواب.

وقام المتظاهرون بمهاجمة مقار مكاتب مجلس النواب وانزال لوحات الدلالة التي تحمل عنوانه وتهشيم مصابيح الانارة ثم قاموا بالعبث بمحتويات مقرات تيار الاصلاح وحزب الدعوة الاسلامية. وطالب&المتظاهرون بالاسراع في تشكيل حكومة التكنوقراط وانجاز الاصلاحات.. وشددوا على ضرورة&كشف جميع الفاسدين وتقديمهم الى القضاء والابتعاد عن المحاصصة الفئوية والحزبية .

ومنذ ثلاثة ايام يقوم شبان تابعون للتيار الصدري يطلقون على أنفسهم "الثورة الشعبية الكبرى".. بمهاجمة وإغلاق عدد من مقار الأحزاب الشيعية المشاركة في السلطة في محافظات جنوب العراق. فقد اغلق المحتجون مقار حزب الدعوة الإسلامية بزعامة الوزراء السابق نوري المالكي وحزب الفضيلة بقيادة المرجع محمد اليعقوبي ومقر المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة عمار الحكيم ومقر حركة الإصلاح لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

مجزرة&

واعلن في بغداد اليوم عن قيام تنظيم داعش بارتكاب مجزرة بحق عشيرتين غرب مدينة الفلوجة ادت الى سقوط 30 قتيلاً وجريحاً في صفوف ابناء هاتين العشيرتين.

وقالت خلية الاعلام الحربي التابعة للقوات العراقية المشتركة في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه إن "عناصر تنظيم داعش قاموا اليوم بارتكاب مجزرة ضد عشيرتي البوصالح والبوحاتم في منطقة تقاطع السلام غرب الفلوجة". واشارت الى ان هذه المجزرة تسببت بمقتل العشرات من الاشخاص&بينهم نساء وأطفال غرب الفلوجة التي تشهد عمليات عسكرية لطرد التنظيم منها.

وأضافت ان عناصر التنظيم فتحوا النار على العوائل الخارجة باتجاه العامرية حيث كانت الحصيلة الاولية لهذه الجريمة سقوط حوالى 30 مواطنا بين قتيل وجريح &واكثرهم من الاطفال والنساء ولا تزال جثثهم في مكان الحادث.

وسبق لتنظيم داعش ان اصدر تعليمات بمنع خروج الاهالي من مدينة الفلوجة من اجل استخدامهم كدروع بشرية لتعطيل تقدم القوات الامنية التي تحاول تحرير المدينة فيما هدد بقتل العوائل التي تحاول الهرب من سيطرة التنظيم الى المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة.

وحاليا تقوم القوات العراقية التي بدأت عملياتها العسكرية في الفلوجة في 23 من الشهر الماضي باستعادة احياء عند مداخل المدينة (60 كم غرب بغداد) استعدادا لدخولها وانتزاعها من ايدي تنظيم داعش الذي يحتلها منذ مطلع عام 2014 حيث تعتبر المدينة مركزا دينيا مهما للسنة في العراق وتسمى "مدينة المساجد" نظرا لانتشار مئات المساجد فيها، وفيها برز أول اتباع المذهب الوهابي في العراق نظرا لوجودها على مفترق طرق مع السعودية والاردن.
&