بيتر هيغز الحائز على جائزة نوبل يريد أن تبقى بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

حذرت مجموعة تضم 13 عالما حائزا على جائزة نوبل من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يشكل "خطرا رئيسيا" على العلم فيها.

وتقول المجموعة - التي تضم بيتر هيغز الذي تنبأ بوجود جسيم "بوزون هيغز"، وعالم الجينات السير بول نيرس - إن فقدان بريطانيا لتمويل الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يضع البحوث العلمية في المملكة المتحدة "في خطر".

وقالت المجموعة: "داخل الاتحاد الأوروبي، تساعد بريطانيا في قيادة أكبر قوة علمية في العالم".

أما منظمة "فوت ليف" أو (صوتوا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) فتقول إن الحديث عن أن التمويل يأتي من بروكسل هو محض "خرافة".

"كتلة مهمة"

وفي رسالة إلى صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، قالت المجموعة إن العلم يجب أن "يأتي في مقدمة ومركز النقاش بشأن الاتحاد الأوروبي"، لأنه كان محركا أساسيا في النمو في مجالات الصحة والابتكار والاقتصاد.

وقالت الرسالة: "الاتحاد الاوروبي يضم كتلة مهمة من الخبرة، حيث يتنقل أكثر من واحد بين كل خمسة من الباحثين في العالم بحرية داخل حدوده".

وأضاف أن "قرارات الاتحاد الأوروبي بشأن السياسة العلمية والتمويل والأطر التنظيمية تؤثر على العلوم في جميع أنحاء العالم، وتتأثر بالعلماء البريطانيين. وفي داخل (الاتحاد الأوروبي) تتمتع بريطانيا بمدخل إلى الناس والتمويل وتحظى بنفوذ علمي عالمي، أكبر بكثير مما نمتلكه بمفردنا".

ويضم الموقعون على الخطاب أيضا السير مارتن إيفانز، الحائز على جائزة نوبل عن عمله في الخلايا الجذعية، والسير أندريه غييم الذي حصل على جائزة نوبل لتجاربه الرائدة في مادة الغرافين، التي يتوقع أن تحدث ثورة في التصنيع.

خطط طوارئ

يأتي هذا الخطاب في الوقت الذي حث فيه نواب في البرلمان البريطاني الوزراء على وضع خطط طوارئ لحماية قطاع العلوم في المملكة المتحدة في حال التصويت بمغادرة الاتحاد الأوروبي يوم 23 يونيو / حزيران.

وقالت لجنة العلوم والتكنولوجيا بمجلس العموم إن المملكة المتحدة استفادت "بشكل كبير" من الحصول على ميزانيات البحوث من الاتحاد الأوروبي، وسوف تضطر إلى البحث عن مصادر أخرى للتمويل إذا تم سحبه.

وسلطت اللجنة الضوء في "مثال تحذيري" على سويسرا، التي حرمت من الحصول على برامج التمويل العلمي عندما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها ردا على تصويتها للحد من حرية الحركة.

يقول العالم ستيفن هوكينغ إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون "كارثة للعلم في المملكة المتحدة"

وقالت نيكولا بلاكوود، رئيسة اللجنة: "في ضوء ذلك، يتعين على الحكومة إجراء تحليل مخاطر لمعرفة تأثير التصويت بمغادرة الاتحاد الأوروبي على التمويل العلمي والتعاون الدولي".

ولم تبد اللجنة - التي تضم مؤيدين ومعارضين للخروج من الاتحاد الأوروبي – رأيها في الانسحاب أو الاستمرار في الاتحاد، مشيرة إلى أن هناك "فوائد وتكاليف" لقطاع العلوم البريطاني من عضوية الاتحاد الأوروبي.

يأتي هذا بعد تصريحات العالم ستيفن هوكينغ بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون "كارثة للعلم في المملكة المتحدة".

لكن مجموعة أخرى من الباحثين يختلفون مع هذه الرؤية ويقولون إن بريطانيا لن تكون أسوأ حالا في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي.

يقول البروفسور أنغوس دالغليش، من جامعة لندن والمتحدث باسم هيئة "علماء من أجل بريطانيا": "إننا نقف ضد ما تعتقده مجموعة كبيرة للغاية من الناس الذين يشعرون بأن خروجنا من الاتحاد الأوروبي سيكون كارثة بالنسبة إلى التمويل والتعاون - ونحن ندحض ذلك تماما".

وأظهر استطلاع للرأي، أجرته مجلة "نيتشر" في شهر مارس / آذار وشمل ما يقرب من ألفي باحث يعيشون في الاتحاد الأوروبي، أن 83 في المئة منهم يفضلون بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

يقول المتحدث باسم منظمة "فوت ليف": "أكبر خرافة في هذه الحملة هي أن الأموال التي تمول جامعاتنا ومزارعينا تأتي من شجرة سحرية للمال في بروكسل".

ويضيف: "لا يوجد شيء من هذا القبيل فيما يتعلق بأموال الاتحاد الأوروبي – فكلها مدفوعة من جانب دافعي الضرائب البريطانيين كجزء من الـ 350 مليون جنيه استرليني التي ترسل إلى بروكسل كل أسبوع".

شركات التنمية العقارية تصوت بالبقاء

وفي الوقت ذاته، حثت مجموعة من أكبر شركات التنمية العقارية ببريطانيا الناخبين على التصويت بالبقاء في الاتحاد الأوروبي.

وتقول شركات بناء المنازل والجمعيات السكنية، بما في ذلك شركة "بارات للتطوير" وشركة "واتيس غروب"، إن التصويت بخروج بريطانيا سوف يسبب حالة من عدم اليقين الاقتصادي ويضر بالاستثمار، وهو ما من شأنه أن يجعل أزمة السكن أسوأ.

وقالت شركات التطوير العقاري في رسالة مفتوحة: "ما تحتاجه أي شركة عقارات هو الثقة والدعم المستمر من قبل المستثمرين الماليين - وهؤلاء المستثمرين بحاجة إلى حالة من اليقين فيما يتعلق بظروف السوق على نطاق أوسع".

وأضافت الرسالة : "ترك الاتحاد الأوروبي سيكون له تأثير أيضا على الشركات المتخصصة في مواد البناء في المملكة المتحدة، والتي توظف الملايين من الناس في جميع أنحاء المملكة المتحدة. قد يؤثر هذا بالسلب على إنتاج واستيراد الإمدادات اللازمة للبناء مثل الطوب. سيؤدي هذا أيضا إلى تأخير عمليات البناء وزيادة التكاليف على شركات البناء في بريطانيا".

وقالت حملة "فوت ليف" إن حجم الهجرة من الاتحاد الأوروبي هو السبب في كثير من الضغط على سوق الإسكان.