ابتداء من يوم 11 يونيو 2016، أصبحت طباعة كتاب &"كفاحي" لأدولف هتلر، ممكنة في انحاء اوروبا، وذلك بعد أن كانت حقوق طبع الكتاب الأكثر مبيعًا في العالم، تملكها ولاية بافاريا الألمانية حصرا.
لندن: قلة كانوا يتوقعون ان كتاب هتلر "كفاحي" الذي يروي فيه سيرة حياته سيصبح من أكثر الكتب مبيعاً في القرن الحادي والعشرين.
ولكن هذا ما حدث مع انتهاء حقوق طبع الكتاب التي كانت تملكها ولاية بافاريا في جنوب المانيا بقرار من قوات التحالف بعد الحرب العالمية.
واستخدمت الولاية هذه الحقوق لمنع طباعة الكتاب طيلة هذه السنوات حتى مطلع العام الحالي.
ولكن ابتداء من 11 يونيو 2016 اصبحت طباعة الكتاب جائزة في انحاء اوروبا ايضا.
وأعلنت صحيفة يمينية ايطالية انها ستوزعه مجانا مع عددها الصادر اليوم السبت.
واكدت صحيفة "ايل دجورنالي" المحافظة التي يملكها باولو برلسكوني شقيق رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، "اعرفوه كي ترفضوه"، &تبريرا لمبادرتها.
لكن سرعان ما ندد رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي بهذه المبادرة على موقع تويتر قائلا "ارى توزيع يومية ايطالية +كفاحي+ لهيتلر عملا دنيئا. اتضامن مع الطائفة اليهودية بمحبة".
وادانت مجموعة يهود ايطاليا التي تعد حوالى 30 الف نسمة مبادرة الصحيفة، وقال رئيس اتحاد الجمعيات الايطالية اليهودية رينزو غاتينيا "انه فعل مشين يبعد كل البعد عن تعميق التعلم او الدراسة بشأن الهولوكوست".
لكن الصحيفة بررت قرارها بدافع الاطلاع.
وكتبت ان "قراءة +كفاحي+ ترياق فعال ضد سموم القومية الاشتراكية"، علما انها نشرت نسخة تعود الى 1937 للكتاب تحوي ملاحظات المؤرخ فرانشيسكو بيرفيتي، مشيرة الى ان المقتطف الذي وزع مجانا هو الاول من سلسلة ثمانية كتب تاريخية حول الرايخ الثالث النازي ستباع مع الصحيفة لاحقا.
لكن الصحيفة التي تبيع يوميا حوالى 200 الف نسخة معروفة بمواقفها اليمينية خصوصا في مسألة الهجرة، ولم توجه اليها، او الى مالكيها، اي اتهامات بمعاداة السامية.&
تشكل الوثيقة التي كتبها هتلر في 1924 في جزء منها سيرة ذاتية، كما تحدد الخطوط العامة لفكره الايديولوجي الذي اسست للنازية ومنها كرهه لليهود الذي ادى الى قضاء المانيا النازية على ستة ملايين منهم.
وفي ايطاليا يكتسي اي موضوع يتطرق الى القومية الاشتراكية حساسية خاصة نتيجة تحالف نظام بينيتو موسوليني الفاشي مع هتلر في تلك الحقبة.
وأثار اعلان دار نشر يمينية في المانيا عزمها على نشر الكتاب ردود افعال مماثلة بغضبها.
ويتوفر كتاب "كفاحي" في متاجر بيع الكتب الالمانية منذ كانون يناير ولكن بطبعة تتضمن تعليقات&وملاحظات تفند آراء هتلر العرقية والمعادية للسامية وتفضح تناقضاته وأكاذيبه، على ما يُفترض.&
ويمنع القانون الالماني نشر الكتاب من دون تعليقات وملاحظات كهذه. ولكن هذا ما تعتزم شركة "شيلم" الالمانية للنشر ان تفعله على وجه التحديد.
وينظر محققون في خطط الشركة ويمكن ان يلاحقوها قانونياً قبل نشر الكتاب.
وقال المؤرخ المكتبي فلوريان سيب لصحيفة واشنطن بوست "ان الكتاب خطير جدا على الجمهور العام".&
وتحتج شركة "شيلم" الالمانية بأن نشرها سيرة حياة هتلر في كتاب "كفاحي" دون اضافات انما هو عملية توثيق تاريخية ولكن باحثين يعترضون قائلين ان الطبعة المرفقة بتعليقات تفي بهذا الغرض.&
وإذا نُشر الكتاب بدون تعليقات وشروح فانه سيتوفر على الانترنت بالدرجة الرئيسية لأن غالبية متاجر الكتب الالمانية سترفض على الأرجح عرضه على رفوفها.
وطلبت غالبية متاجر الكتب الالمانية نسخاً محدودة من الطبعة الصادرة في كانون يناير مرفقة بالتعليقات والملاحظات رغم اهتمام القراء الواسع الذي جعل كتاب هتلر "كفاحي" من أكثر الكتب مبيعاً هذا العام.
إعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة "واشنطن بوست". الرابط الأصلي (هنا)
التعليقات