تحاول جماعة الإخوان المسلمين في مصر، رغم حالة الإنقسام التي تبدو عليها، إستغلال الاحتشاد والكثافة التي تحظى بها المساجد خلال شهر رمضان؛ لتكون نواة لاستقطاب الأنصار، ومحاولة لاستغلال المصلين في تنظيم مظاهرات بالشوارع ضد حكم عبد الفتاح السيسي.


أحمد حسن من القاهرة: أصدر محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان في مصر، رسالة لقواعد الجماعة بمناسبة حلول شهر رمضان، يحرضهم فيها على الاحتشاد في المساجد خلال صلاة التراويح أو صلاة التهجد.

قالت رسالة محمود عزت التي نشرها الموقع الرسمي للإخوان: "يا أيها الإخوان، إلى المساجد تجمعوا في الدروس واحتشدوا في التراويح والتهجد".

كما حرض القائم بأعمال مرشد الإخوان، أعضاء التنظيم على التصعيد في شهر رمضان، مطالبًا إياهم بالمشاركة في المظاهرات، والتوحد مع القوى السياسية التي وصفها بالوطنية.

معارضة

من جانبها، عارضت قيادات إخوانية هذه الرسالة، حيث امتنع موقع "إخوان أون لاين" عن نشرها على موقعه، واكتفت الجماعة بنشر الرسالة عبر بعض الصفحات المتعلقة بالمتحدثين الإعلاميين التابعين لجبهة عزت.

وصف عز الدين دويدار، القيادي الإخواني المنشق عن محمود عزت دعوة الاحتشاد في المساجد بـ"الفاشلة".

ووجه دويدار رسالة للقائم بأعمال المرشد وأنصاره قائلًا: "فوقوا أصبحنا في ستين داهية ولبستونا في قيادات فاشلة ومنعتوا محاسبتهم وتغييرهم.. العالم بيضحك علينا".

أربعة بيانات

كانت جماعة الإخوان وهيئات تابعة لها قد استقبلت شهر رمضان بإصدار أربعة بيانات، طالبت جميعها من أنصار الجماعة في مصر بضرورة التصعيد خلال شهر رمضان المبارك، واستعادة أجواء اعتصام أنصار الرئيس "المعزول" في ميدان رابعة العدوية والنهضة، أثناء شهر رمضان عام 2013.

فقد أصدرت اللجنة الإدارية العليا للإخوان بيانًا خاطبت فيه أنصارها في القاهرة قائلة: "أكملوا الطريق ولا تترددوا، نريد في هذا الشهر أن نحيي كل معاني رمضان رابعة وأكثر في كل الميادين".

كما حرض ما يسمى "المجلس الثوري في تركيا" أنصار الإخوان على التصعيد خلال شهر رمضان، زاعمين أنهم "لن يتنازلوا عن مطالبهم".

من جانبه، أصدر محمد منتصر، المتحدث الإعلامي للإخوان والمجمد عضويته، بيانًا هنّأ فيه أعضاء الجماعة بشهر رمضان، وحرض في الوقت نفسه أنصار التنظيم على التصعيد في الميادين خلال هذا الشهر.

وطالب المتحدث الإعلامي للإخوان، التنظيم "بعدم نسيان أجواء رابعة التي تمت منذ ما يقرب من 3 سنوات، ومحاولة إحيائها من جديد".

وفي المقابل، أصدر محمد عبد الرحمن المرسي، عضو مكتب إرشاد الإخوان، بيانًا لم يتضمن دعوات للتظاهر، واكتفى فيه بتهنئة أنصار الإخوان وتذكيرهم بفضائل الشهر.

تحصين المساجد

في المقابل، أصدرت وزارة الأوقاف قرارات استثنائية &لتحصين المساجد ضد دعوات الإخوان بالاحتشاد بداخلها.

فقد طالب محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، مفتشي المساجد بمنع قيام الإخوان من إمامة صلاة التراويح أو إعطاء الدروس الدينية، كما تم التنبيه أيضًا على تحرير محاضر ضد المصلين الذين يثيرون الشغب داخل المساجد أو يدعون للتظاهر عقب كل صلاة.

كما طالبت وزارة الأوقاف من بعض الجهات الأمنية وضع المساجد الكبرى تحت المراقبة طوال شهر رمضان.

دعوة فاشلة&

يقول سعد بدير، الباحث في الشؤون الإسلامية إن رسالة محمود عزت "موجهة في الأساس للفريق المعارض له بهدف &التأكيد على أنه مازال يدير جماعة الإخوان، ونفي ما قيل&خلال الفترة الماضية عن رفض غالبية الشباب&داخل الجماعة استمراره في القيادة".

وأشار بدير في تصريح لـ"إيلاف"، إلى أن هذه الرسالة "سوف تزيد الانقسامات داخل الجماعة في الداخل والخارج، وهو ما توضّح من خلال البيانات الصادرة عن قيادات الجماعة الإرهابية"، على حد تعبيره.

وأكد أن دعوات الاحتشاد في المساجد "سوف تفشل كما في السابق، خاصة وأن المساجد الآن تحت المراقبة الشديدة من جانب وزارة الأوقاف والجهات الأمنية، بما في ذلك حتى المساجد التي يكثر فيها الإخوان والمنتشرة في القرى والنجوع".
&
وأضاف الخبير في شؤون الحركات الإسلامية: "التنظيم ارتبط في ذهنه بما حدث في اعتصامي رابعة والنهضة، ولا يريد نسيانه، ودائمًا ما يسعى لتذكير قواعده كي لا ينتبهوا إلى حالة الفشل والإخفاق التي وصل لها التنظيم الآن".

دعوة للعنف&

في السياق ذاته، قال كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، لـ"إيلاف"، إن دعوات محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، لعناصر الجماعة في مصر بالاحتشاد في المساجد لأداء صلاة التراويح ودروس العلم "هي دعوة لعنف جديد قد تستخدمه الجماعة خلال الفترة القادمة ضد الشعب والحكومة".

يضيف: "لذلك لا يجب الاستعانة بتلك الدعوات المخربة التي تشير إلى أن الإخوان لديهم إصرار على المضي قدمًا نحو التحريض والعنف، وخلط الدين بالسياسة، رغم الأخطاء الجسيمة والفادحة التي ارتكبوها في حق البلد منذ عزل محمد مرسي".

وطالب الهلباوي الحكومة بضرورة "التصدي بكل قوة لأي استخدام سياسي للمساجد خلال شهر رمضان من قبل أعضاء الجماعة الإرهابية"، على حدّ تعبيره.
&