تناولت صحف عربية - بنسختيها الورقية والإلكترونية - تأثير التقارب الروسي الإسرائيلي على الوضع في سوريا. واعتبر بعض الكتاب أن التقارب الروسي الإسرائيلي من مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد. كما تحدثت بعض الصحف عن وساطة إسرائيلية لإعادة العلاقات بين روسيا وتركيا. ويأتي ذلك على خلفية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستهل الشهر الحالي إلى موسكو ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. " غطاء لبوتين" وقال غسان المفلح في جريدة السياسة الكويتية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يتحول إلى غطاء لبوتين كما كان ولايزال غطاءا للأسد". وكتب المفلح: "معظم النخب الإسرائيلية، تعادي شعوب المنطقة. حيث استمرارها مرتبط باستمرار الجريمة، بحق هذه الشعوب. من جهة أخرى يتحول بوتين إلى الشخصية الأبرز في (الايباك) الروسي الذي يتشكل على وقع الدم السوري. كلما أوغل بوتين في دماء شعبنا ازدادت حظوظه في ترؤس (الايباك) الروسي... أثناء زيارة بنيامين نتانياهو الأخيرة لموسكو قبل ايام، كان يعقد اجتماع بين وزراء دفاع إيران وروسيا والأسد من أجل المزيد من قتل السوريين. هذه الزيارة لنتنياهو كانت تناقش مستقبل سوريا، حيث اعتبر نتنياهو أن مصير الأسد مسألة ثانوية أثناء لقائه بيهود روس". وقال محمد عاكف في صحيفة البيان الإماراتية إن اهتمام روسيا بتطوير علاقاتها مع إسرائيل "يتجاوز قناعتها بأهمية الدور الذي تلعبه تل أبيب في حاضر سياسات المنطقة ومستقبلها وما يفرضه الوجود الروسي الكثيف في سوريا من متطلبات لتعاون وتنسيق أمني يومي مع إسرائيل، يتجاوز ذلك إلى رغبة روسيا كسب ود اللوبي اليهودي القوي (إيباك) في الولايات المتحدة الذي يلعب دوراً لا يمكن التغاضي عن أهميته في رسم السياسات الأميركية من خلال نفوذه في الكونغرس الأمريكي بمجلسيه". ويضيف الكاتب: "لا شك أن الرئيس الروسي قد أصغى بعناية إلى ما أعرب عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي من قلق على أمن إسرائيل بسبب الوجود الإيراني الكثيف وميليشيات حزب الله في سوريا". وأرجع بعض الكتاب السبب وراء التقارب الروسي الإسرائيلي هو محاولات إسرائيل لإيجاد صيغة تفاهم بين موسكو وأنقرة. قال هاني شادي في جريدة السفير اللبنانية إن "المتابع لتطورات الأزمة الروسية التركية منذ إسقاط أنقرة في خريف العام الماضي للقاذفة الروسية، يلاحظ أن الأسابيع الأخيرة تشهد غزلاً واضحاً بين بوتين و(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان". ويرى الكاتب أن إسرائيل " تدعم المصالحة الروسية التركية وربما تلعب دورا فيها". وتحدث الكاتب عن تأثير هذه المصالحة على الوضع في سوريا، قائلا إن الوضع في سوريا سيترك "بصماته في جميع الأحوال" على عملية استئناف العلاقات وتطبيعها بين موسكو وأنقرة ، خاصة في ظل "تحول تركيا الواضح من استراتيجية هجومية في الأزمة السورية إلى استراتيجية يمكن وصفها بالسلبية أو الدفاعية، تحاول الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الإقليمية والداخلية". وكتب عامر نعيم في صحيفة الوطن السورية أن "ما يجري اليوم واضح لجهة نزوع كافة الأطراف المنخرطة في النزاع السوري إلى ملء الفراغ تحسباً لمرحلة ما بعد داعش المركزية في المدن، لكن الأهم يبقى توحيد الجهد العسكري في مواجهة سياسة الحلف المقابل الذي لا يسير بشكل منفرد، فالأطلسي ممثل بالأتراك والفرنسيين والأمريكيين والبريطانيين بات له وجود محسوس على الأرض، وهذا يتطلب قيادة مركزية وموحّدة للجهد الروسي السوري الإيراني في سوريا".
- آخر تحديث :
التعليقات