يريفان: وصل البابا فرنسيس الجمعة الى ارمينيا حيث يترقبه السكان المسيحيون بورع اذ يرون فيه رسول سلام وافضل مدافع عن قضيتهم ازاء انقرة التي لا تزال ترفض الحديث عن ابادة الارمن بين 1915 و1917.
وفي الطائرة التي كانت تقله في رحلته الرابعة عشرة الى الخارج، دعا البابا الى "مسؤولية" اوروبا من اجل "ضمان العيش المشترك" بعد تصويت البريطانيين التاريخي على الخروج من الاتحاد الاوروبي.
ويعتزم البابا في مطلع رحلته ال14 الى الخارج والتي تستمر حتى الاحد، التوجه اولا للصلاة في الكاتدرائية الرسولية الارمنية في اتشميادزين (18 كلم من العاصمة) برفقة الكاثوليكوس كاراكين الثاني.
وسيركز برنامج البابا على الجانب الديني، لكن دون الزيارات المعتادة الى السجون او المراكز الاجتماعية. كما سيقوم بمبادرات نحو الكنيسة الارمنية التي انفصلت عن روما في القرن الرابع وينتمي اليها اكثر من 90% من السكان بينما يتبع ال10% الباقون الكنيسة الكاثوليكية.
وتتضمن الزيارة محطتين يمكن ان تنطويا على ابعاد سياسية هما لقاؤه الجمعة مع الرئيس سيرج ساركيسيان و240 ممثلا من الطبقة السياسية والمدنية والدبلوماسية، وزيارته السبت الى نصب "تزيتزرناكابرد" التذكاري الذي اقيم لتكريم ضحايا المجازر ابان الحكم العثماني خلال الحرب العالمية الاولى.
ويشعر الارمن بالامتنان الشديد للبابا بعد ان استخدم كلمة ابادة في نيسان/ابريل 2015 في الفاتيكان للاشارة الى مقتل 1,5 مليون ارمني بين عامي 1915 و1916.
وآنذاك، قامت انقرة التي تعتبر ان الامر يتعلق بحرب اهلية راح ضحيتها بين 300 الف و500 الف ارميني وعدد مشابه من الاتراك، باستدعاء سفيرها الى انقرة بشكل مؤقت.
غموض
ويامل العديد من الارمن ان ينطق البابا بكلمة "ابادة" خلال الزيارة، في وقت لجأ الى تركيا عدد كبير من مسيحيي سوريا والعراق، بينهم ارمن.
واستنكرت انقرة بشدة اعتراف مجلس النواب الالماني بابادة الارمن في مطلع حزيران/يونيو.
وقال رئيس هيئة العلاقات بين الكنائس في الكنيسة الرسولية الارمنية الكاهن شاهي انانيا ان "البابا قال بوضوح انه يلتزم بموقفه بحزم. ورسالته موجهة الى العالم اجمع ومن شانها ان تشجع على الاعتراف الدولي بالابادة".
ويقول المعهد الوطني الارمني ان 27 دولة اعترفت حتى الان بالابادة وفي طليعتها المانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة فضلا عن الفاتيكان.
والهويتان الدينية والقومية مرتبطتان في التاريخ الارمني بما في ذلك بين الشتات الذي يشمل نحو سبعة ملايين ارمني منتشرين من كاليفورنيا الى لبنان، مرورا بروسيا.
ويقول عميد المعهد البابوي الارمني (كاثوليكي) في روما الاب لويس نامو "عندما نتحدث عن ارمني في ارمينيا، فالمقصود انه مسيحي. الشعب الارمني يؤمن بقيامته بعد ان مر بكثير من المآس. البابا يتوجه لزيارة ابنائه".
وسيشجع البابا الايمان المسيحي الحي في هذا البلد الفقير الذي اعيد تشكيله قبل 25 عاما فقط، وحيث تعرض المسيحيون للاضطهاد في عهد ستالين.
وبتمييزه زيارته لارمينيا عن الزيارة التي يعتزم القيام بها في ايلول/سبتمبر للدولتين الاخريين من جنوب القوقاز، اذربيجان وجورجيا، قال الاب انانيا ان البابا "يشير الى ان الكنيسة الارمنية تحتل مكانة خاصة في العالم المسيحي ككنيسة تحمل قيما مسيحية، بسبب الدور الذي تلعبه من اجل الحفاظ على هذه القيم".
وفي رسالة وجهها الاربعاء الى الارمن في شريط فيديو، اكد البابا فرنسيس "آتي حاجا لأغرف من حكمة شعبكم العريقة، وارتوي من منابع ايمانكم المتين مثل صلبانكم الشهيرة المنقوشة في الصخر"، وهي صلبان منتشرة في جميع انحاء ارمينيا.
وتابع "آتي الى مرتفعات بلادكم الجليلة (...) لأن محطات تاريخ شعبكم الحبيب تثير في الاعجاب والالم".
التعليقات