شهدت بريطانيا ازديادا في جرائم الكراهية بعد الاستفتاء

قضيتان بارزتان تستحوذان على اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد: التنافس على رئاسة الوزراء البريطانية، وتأثير نتائج الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي على الشارع البريطاني.

في صحيفة الأوبرزفر نقرأ تقريرا بعنوان "كيف أطلق الاستفتاء العنصرية من عقالها"، أعدته إيفون روبرتس.

تنقل معدة التقرير مخاوف عمال وعاملات نظافة من أمريكا الجنوبية يحملون جوازات سفر إسبانية.

وتتراوح شكاوى الإسبان بين التمييز ضدهم في أماكن العمل وتغيير في شروط عقود العمل منذ الاستفتاء الذي جرى في بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتعليقات غاضبة يسمعونها في الشارع أو الحافلات.

واشتكت امرأة من أنها سمعت تعليقا في حافلة من رجل غاضب لانها كانت تتحدث في الهاتف بالإسبانية.

يبدأ هؤلاء العمال يوم عملهم في الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا، ولا يستفيدون من خدمات النظام الصحي لأنهم "لا يملكون رفاهية المرض"، كما قالت إحدى العاملات.

وتقول معدة التقرير إن الشرطة سجلت ارتفاع "جرائم الكراهية" لخمسة أضعافها منذ إعلان نتائج الاستفتاء.

وتنسب معدة التقرير إلى البروفيسورة روث ووداك مؤلفة كتاب "سياسة الخوف " القول إن مظاهر العداء والتمييز وعدم القبول قد تكون تجسدت الآن بشكل أكثر وضوحا، لكنها تطورت تدريجيا عبر سلوك وخطاب السياسيين ووسائل الإعلام.

وتقول ووداك ان بعض المهمشين أحسوا بأنهم تعرضوا للخيانة فوجهوا غضبهم نحو "الآخر".

وترى ووداك أن على السياسيين أن يتعاملوا مع الفروق والثغرات بين فئات المجتمع، وعليهم أن يقدموا عواطف بدل التهديدات، والا فان الموضوع سيصبح تحريضا على إيجاد "كبش فداء".

لماذا تأخر تقرير شيلكوت ؟

وتتساءل صحيفة الصنداي تلغراف في إحدى افتتاحياتها عن سبب استغراق السير جون شيلكوت كل هذا الوقت لاعداد تقريره عن غزو العراق.

وقد استغرق إعداد التقرير نفس وقت الحرب تقريبا، كما ترى الافتتاحية.

وسبب هذا الوقت الطويل الضيق لعائلات 179 شخصا فقدوا حياتهم في الحرب ، وللكثير من الجرحى، لكنهم سيحصلون على بعض الإجابات الاربعاء، حين يعرض السير شيلكوت تقريره.

كذلك يحتاج الشعب أيضا لمعرفة فيما إذا كان هناك مبرر لإرسال قواتنا للحرب في الصحراء أم أن ذلك حصل بناء على مبررات غير حقيقية.

وهل جرى تحريف المعلومات الاستخبارية التي استخدمت كمنطلق رئيس للحرب بهدف تبريرها ؟

وتطرح الافتتاحية قضية تراها مثيرة للاستغراب، وهي الزاوية التي تبدي منها المحكمة الجنائية الدولية اهتمامها بتقرير شيلكوت.

تقول الصحيفة إن المحكمة تنتظر صدوره من أجل استخدامه لاستباط أدلة تدعم تقديم عسكريين للمحاكمة.

وتستغرب الافتتاحية أن تكون محكمة الجنايات الدولية معنية بمحاكمة منفذي الأوامر من الجنود والضباط دون المسؤولين عن إعلان الحرب وإرسال أولئك الأفراد إلى جبهات القتال.

وترى الصحيفة أن هذه طريقة خاطئة للتعاطي مع الموضوع.

وبالرغم من أنه من الطبيعي أن يعاقب العسكريون في حال اقترافهم جرائم لكن من الضروري أن تفحص حوافز ومنطلقات المسؤولين عن إشعال تلك الحرب بالمقام الأول.

"صائدة الجهاديات"

سافرت فتيات بريطانيات إلى سوريا للالتحاق بتنظيم الدولة

وفي صحيفة الميل أون صنداي تقرير عن الفتاة التي لعبت دورا حاسما في تنظيم نساء شابات بريطانيات مسلمات لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" وإقناعهن بالسفر إلى سوريا.

تعرف هذه الفتاة، وهي في الأصل من سكان لندن، على وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدمها لاصطياد "عرائس الجهاد" باسم أم مثنى البريطانية، واسمها الأصلي توبة غوندال.

تحولت هذه القتاة البالغة من العمر 22 عاما من ابنة رجل أعمال ناجح تعيش بسلام في لندن إلى امرأة تتشح بالبرقع وتلوح بيدها ببندقية آلية من طراز Ak-47 على مدى سنوات، وتحلم بأن تصبح "شهيدة" عبر تفجير نفسها في عملية انتحارية.

ولهذه الفتاة تأثير على متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، وغاليتهم فتيات شابات.

وليس واضحا كيف انتهت توبة هذه النهاية.

وكانت قد كشفت حين كانت تحاول إقناع فتاة مراهقة بالسفر إلى سوريا والالتحاق بتنظيم الدولة، لكن تلك "الفتاة المراهقة" لم تكن سوى صحفية متخفية، أبلغت بدورها الاستخبارات البريطانية عنها.