إيلاف من القاهرة: أكد بحث حديث أن الأميركيين ينبذون ويبددون ما يقرب من نصف المنتجات الغذائية، بسبب اهتمامهم بمعايير غير واقعية ذات صلة بكمال وجودة المنتجات نفسها، وهو ما يؤدي لتعميق حالة الجوع والعوز، وكذلك إلحاق خسائر فادحة بالبيئة.
وطبقاً لبيانات رسمية ومقابلات أجريت مع عشرات المزارعين، مسؤولي التعبئة، سائقي الشاحنات، الباحثين، النشطاء والمسؤولين الحكوميين، فإن كميات كبيرة من المنتجات الطازجة التي يتم إنماؤها في الولايات المتحدة تُترَك في الحقول إلى أن تصاب بالعفن أو تُمنَح للماشية كطعام أو يتم نقلها مباشرةً من الحقول إلى مكب النفايات.
وأوضح مزارعون ومسؤولون آخرون في سلسلة توزيع المنتجات الغذائية أن الأطعمة المغذية ذات القيمة العالية تتم التضحية بها في ظل سعي تجار التجزئة للحصول على أطعمة تتمتع بمستوى جودة يتعذر الحصول عليه.
ونقلت في هذا السياق صحيفة الغارديان البريطانية عن جاي جونسون، الذي ينقل الخُضَر والفواكه الطازجة من ولاية كارولينا الشمالية إلى وسط ولاية فلوريدا، قوله: "الموضوع كله مرتبط بالرغبة في الحصول على منتجات غذائية خالية تماماً من العيوب. وما يحدث في تجارتنا اليوم هو إما أن تحصل على منتج مثالي أو أن يتم نبذه كليةً".&
وتوصف مشكلة إهدار الطعام بأنها مشكلة "النظم الغذائية من المنتجين للمستهلكين". حيث يتعرض المحصول للفقدان في الحقول، المخازن، أماكن التغليف والتوزيع، محلات السوبر ماركت، المطاعم والثلاجات. وطبقاً لواحد من الإحصاءات الحكومية، فإن ما يقرب من 60 مليون طن من المنتجات الغذائية بقيمة تقدر بحوالي 160 مليار دولار يتم تبديدها كل عام من قبل تجار تجزئة ومستهلكين.
وتابعت الغارديان بنقلها عن وايدي كيرسكينمان، الذي تواظب أسرته على زرع البطاطس وغيرها من الخضروات قرب بيكرسفيلد في كاليفورنيا منذ ثلاثينات القرن الماضي، قوله: "يمكنني القول إنه في بعض الأحيان يتم نبذ 25 % من المحصول أو يتم تقديمه للماشية، ويمكن أن تتزايد تلك النسبة في بعض الأحيان الأخرى".
هذا وقد اعترف باحثون بأنه لا توجد حتى الآن أية حسابات واضحة بخصوص فقدان المواد الغذائية في الولايات المتحدة، رغم أن مؤسسات الفكر والرأي، كمعهد الموارد العالمية، تعمل في الوقت الراهن على إظهار حسابات أكثر دقة في ما يتعلق بهذا الشأن.
ومضت الغارديان تقول إن ما يقرب من ثلث الطعام يتعرض للفقدان حول العالم، أي ما يعادل 1.6 مليار طن من المنتجات الغذائية كل عام، بقيمة تقدر بحوالي تريليون دولار.&
وتعهدت إدارة أوباما والأمم المتحدة بخفض فضلات الطعام التي يمكن تجنبها بمقدار النصف بحلول العام 2030. وهو نفس التعهد الذي قطعته على نفسها شركات متخصصة في انتاج المواد الغذائية، سلاسل بيع بالتجزئة ومنظمات مهتمة بالمشكلة.
وأشار خبراء متخصصون في مجال الأغذية إلى أن هناك إدراكاً متزايداً بأن الحكومات لن يمكنها محاربة الجوع أو تغيّر المناخ بفعالية دون الحد من إهدار الطعام.
وقال في هذا الصدد شينغين فان، وهو المدير العام للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية في واشنطن، " هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون الجوع وسوء التغذية حتى في الولايات المتحدة. وتخميني هو أن هناك نسبة تتراوح ما بين 5 إلى 10 % من المواطنين الأميركيين&لا تزال تعاني الجوع، ولا تملك ما يكفيها لتناوله. ولهذا تحظى مشكلة إهدار الطعام بقدر كبير من الأهمية، فالناس&لا يزالون جوعى".
اعدت "إيلاف" هذه المادة نقلاً عن صحيفة الغارديان، &الرابط الأصل:
https://www.theguardian.com/environment/2016/jul/13/us-food-waste-ugly-fruit-vegetables-perfect
التعليقات