دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، المملكة المتحدة إلى تسريع إجراءات خروجها من الاتحاد الأوروبي، وذلك في أول لقاء مع رئيسة الحكومة تيريزا ماي، مؤكداً أنه "كلما اسرعت، كلما كان أفضل".

إيلاف من لندن: بعد محادثاته مع رئيسة الحكومة تيريزا ماي يوم الخميس، قال الرئيس الفرنسي إنه لا يمكن لبريطانيا أن تحصل على الحق في الوصول الكامل إلى السوق الأوروبية الموحدة دون احترام الحريات الأساسية الأخرى الأربع للاتحاد الأوروبي، ومن بينها حرية تنقل الأشخاص.&

وقال هولاند: نحترم قرار بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو مسؤوليتها، ومع تفهمي لطلب رئيسة الحكومة بمزيد من الوقت للاستعداد لإجراءات مفاوضات الخروج، فإن أي محادثات رسمية يجب أن تستند إلى المادة 50 من معاهدة لشبونة.

6 أشهر&

من جانبها، قالت رئيسة الحكومة البريطانية خلال المؤتمر الصحفي المشترك إنها لن تبدأ على الأرجح الإجراءات الرسمية للخروج من الاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام "لفترة ستة اشهر"، وإن القرار بهذا الصدد يخص الحكومة البريطانية وحدها.

وقالت ماي إنها تريد الإبقاء على روابط اقتصادية وثيقة مع فرنسا رغم تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأضافت: "مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون علينا أن نقرر كيفية الحفاظ على أوثق روابط اقتصادية ممكنة بين بلدينا"، وأكدت أنها تريد "تعظيم الفرص لكل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي".

شراكات مع فرنسا

وسلطت رئيسة الحكومة الضوء على الشراكات القائمة بين بريطانيا وفرنسا، وخاصة في مجال الدفاع. وقالت: "قلت للرئيس هولاند أريد بريطانيا لمواصلة العمل مع شركائنا الأوروبيين لتعزيز التجارة والنمو الاقتصادي في بلدينا".

وأكدت ماي أن بوابات بريطانيا لا تزال مفتوحة لرجال الأعمال، وسيظل المواطنون الفرنسيون ونظراؤهم في الاتحاد الأوروبي موضع ترحيب كبير، كما أن أعمالهم ستستمر في بريطانيا".

ويشار إلى أن رئيسة الحكومة البريطانية سعت في زيارتيها لكل من برلين وباريس لطمأنة المواطنين الـ3 ملايين من الاتحاد الأوروبي، الذين يعيشون حاليًا في المملكة المتحدة، بأن حقوقهم في البقاء ستكون محمية الى حين قطع العلاقات رسميًا مع بروكسل.&

لكنها دعت بالمقابل إلى الحفاظ على حقوق نحو مليون ومائتي ألف بريطاني يعيشون في دول الاتحاد.

طلب توضيح

وكان الرئيس الفرنسي قال قبل لقائه يوم الخميس إنه يرغب في أن تبدأ بريطانيا سريعًا محادثاتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، وإنه سيطلب توضيحًا من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بشأن أي تأخير في ذلك خلال لقائه معها في وقت لاحق يوم الخميس في باريس.

وقال هولاند خلال مؤتمر صحفي أثناء زيارته لأيرلندا، "سأقابل تيريزا ماي الليلة. وهذه ستكون مناسبة لأستمع إلى الحجج. ما المصلحة في التأخير؟ أريد تبريرات".

وأضاف هولاند "في بادئ الأمر تحدثنا عن سبتمبر ثم عن أكتوبر، والآن عن ديسمبر. يجب ان تكون هناك مبررات. إذا كان ذلك بغرض تأجيل المفاوضات التي ستستغرق وقتًا، فأنا أعتقد أن ذلك سيوجد حالة مدمرة من عدم التيقن".

وتابع "أما إذا كان ذلك من أجل إتاحة المزيد من الوقت ... حتى تستغرق المفاوضات نفسها وقتاً أقل، فإن ذلك يمكن تصوره".

وقالت متحدثة باسم ماي ردًا على سؤال بشأن تصريحات هولاند "إن موقف رئيسة الوزراء كان واضحًا وموعد البدء في تنفيذ البند 50 هو قرار يخص الحكومة البريطانية".
&