قالت مصادر عراقية إن مساعدًا لزعيم تنظيم "داعش"، أبي بكر البغدادي، وصهره قتلا إلى جانب قادة آخرين للتنظيم المتشدد، في غارة جوية عراقية غربي البلاد استهدفت اجتماعا لما يعرف بولايات التنظيم، واعلن عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير "جزيرة الخالدية" آخر معاقل تنظيم داعش شرق الرمادي.


محمد الغزي: قصف&الجيش العراقي، السبت، أهدافا عسكرية على جزيرة الخالدية الواقعة بين مدينتي الرمادي والفلوجة وسط البلاد، فيما اعلن قائد عمليات الانبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، انطلاق عملية تحرير جزيرة الخالدية من تنظيم داعش من ثلاثة محاور شرق الرمادي، وذلك بعد ساعات على إعلان بغداد مقتل عشرات الارهابيين وقادة بارزين في التنظيم الارهابي بينهم مساعد البغدادي وصهره بقصف للطيران العراقي في مدينة القائم.

وقال المحلاوي إن "قطعات الجيش والقوات البرية وشرطة الانبار والشرطة الاتحادية بدأت صباح اليوم، عملية عسكرية لتحرير جزيرة الخالدية (23كم شرق الرمادي) من تنظيم داعش"، مبينا انها "عبارة عن مناطق وقرى زراعية (أراضٍ خضراء) يستخدمها تنظيم داعش كمقرات ومخابئ ومستودعات للأسلحة".

وأضاف المحلاوي، أن "العملية العسكرية شارك فيها طيران التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي، فضلًا عن مقاتلي الحشد العشائري وقوات الشرطة المحلية من مراكز شرطة الأندلس، والتحرير، وأفواج طوارئ شرطة الأنبار”، وأشار المحلاوي إلى&أن "العملية انطلقت من ثلاثة محاور، وهي مناطق البوزعيان، والبوشهاب، والبوبالي، وجميعها واقعة على الطريق الدولي السريع، وتقدمت القوات نحو نهر الفرات وهي مناطق وقرى جزيرة الخالدية"، وتابع "أن جزيرة الخالدية تعدُّ آخر معاقل تنظيم داعش شرق الرمادي، على الطريق الدولي السريع، ويستخدمها التنظيم منطلقًا لعملياته الإرهابية واستهداف المدنيين والأجهزة الأمنية في مركز مدينة الخالدية".

من جهته قال رئيس مجلس قضاء الخالدية علي داود إن "قصفاً عنيفاً للطائرات الحربية استهدف معاقل التنظيم في جزيرة الخالدية وأوقع بهم خسائر مادية وبشرية كبيرة جدا"، مشيرا الى ان القصف جاء بهدف تأمين غطاء جوي للقوات الأمنية المشتركة التي بدأت عملية تحرير الخالدية، وتعد استعادة السيطرة على جزيرة الخالدية ذات أهمية استراتيجية، بسبب وقوعها على الطريق الدولي السريع الذي يربط بغداد بالأردن وسوريا مرورا بالرمادي.

مقتل صهر البغدادي

ويأتي القصف الجديد على جزيرة الخالدية، بعد ساعات من إعلان الجيش العراقي مقتل 13 قائدا في تنظيم داعش، من بينهم مساعد زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، في غارة استهدفت اجتماعا لهم في قضاء القائم التابع لمحافظة الأنبار غربي البلاد.

وقالت خلية الاعلام الحربي في بيان اطلعت "إيلاف" عليه ان خلية الصقور الاستخبارية رصدت حركة غير اعتيادية في منطقة القائم بحضور قيادات داعش في ما يسمى ولاية شمالي بغداد وولاية الجنوب والفلوجة والأنبار والموصل والفرات وولاية الخير(سوريا)، وحسب معلوماتها الاستخبارية وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة وجهت طائرات القوة الجوية العراقية ضربات دقيقة نحو هذه اﻻهداف لتدمر ثلاثة منها.

واضاف البيان ان "القصف اسفر عن قتل عشرات اﻻرهابيين وجرح احد عشر اخرين وتدمير مقر الاجتماع والمضافة ومعملا بالكامل"، كما اسفرت العملية أيضا عن انفجار ثانوي كبير قد يكون من الأحزمة الناسفة والعتاد فضلا عن تدمير ثلاث عجلات وتفجير مخزن داخل المقر وتفجير سيارتين مفخختين وتدمير مواد شديدة الانفجار.

وبحسب البيان فقدت اكدت مصادر خلية الصقور ان العملية ادت الى قتل نائب أبي بكر البغدادي من دون تحديد اسمه او هويته، والاكتفاء بالإشارة الى انه هو الذي أدار اجتماع الولايات المذكورة، اضافة الى مقتل كل من والي الفلوجة وهو بديل المقتول ماهر البيلاوي، ومسؤول مفارز الانتحاريين في ولاية الفلوجة، الارهابي المدعو أبي بكر العاني وهو من أهالي اليوسفية ، وحضر الاجتماع ممثلا عن ولاية الجنوب في داعش، أبو عبدالله العيساوي وهو ممثل من الجنوب في داعش، نائب وزير الحرب المدعو (أبو قسورة)، نائب مسؤول كتيبة دابق في تنظيم داعش،& أبو طه العزاوي (متزوج من أخت أبي بكر البغدادي) ولديه اتصال مباشر مع من يعرف بالشيخ أحمد حسن أبو الخير، نائب الظواهري في تنظيم القاعدة، وهو يسعى، بحسب البيان إلى تحسين العلاقة بين أبي بكر البغدادي والظواهري بعد أبي محمد الجولاني مسؤول جبهة النصرة والذي شكل جبهة فتح الشام وتولي البغدادي على سوريا والعراق.

كما وقتل مسؤول كتيبة الصحراء (ولاية الفرات) في تنظيم داعش والمسؤول الأمني عن قاطع الكرابلة، وأبو اسحاق الجبوري ، نائب عن ولاية شمال بغداد، وأبو يحيى&المغربي نائب والي ولاية الخير.

من القاعدة الى فتح الشام&

كما كان من بين القتلى ارهابيون أجانب من روسيا والشيشان والقوقاز ، ويبدو ان البيان ولأهمية العملية تم اعداده بناء على معلومات المصدر الاستخباراتي حيث اعتمد على "مجاهيل" في تعريف القيادات الإرهابية. &

وعن هذه العملية قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي لـ"إيلاف" إن "خلية الصقور الاستخبارية هي ذروة ما وصلت اليه استخبارات العراق من اختراق تنظيم داعش وقبلها القاعدة ، وتكرار عملياتهم في راوة والقائم دليل على ذلك وان اهم ما في هذه العملية التي استهدفت اجتماع الولايات هو مقتل طه العزاوي صهر البغدادي".

وأوضح ان العزاوي "هو منسق بريد الامارة مع باقي الولايات، واقرب ما يكون امين سر البغدادي وهو أيضا عضو مجلس شورى وعضو اللجنة المفوضة لإدارة داعش في العراق وسوريا"، وأضاف "ان ما يقال عن وساطات فهو يحتاج الى ادلة ووثائق وربما خلية الصقور مطلعة على اسرار لم يعلن عنها بعد".

وبشأن تزامن قصف اجتماع قيادات داعش مع اعلان أبي محمد الجولاني فك ارتباطه بالقاعدة وتشكيل فتح الشام قال الهاشمي: "إن التوقيت يفرضه المصدر الاستخباراتي الميداني في عمق العدو وبالتالي لا اعتقد اعلان أبي محمد الجولاني تشكيل فتح الشام وفك ارتباطه مع القاعدة".

يذكر أن القوات الأمنية العراقية حررت مدينة الرمادي، نهاية العام الماضي، من قبضة تنظيم داعش، فيما بقي بعض المناطق المحيطة بها خاضعة لسيطرة التنظيم، وتواصل القوات العراقية حملة عسكرية واسعة لتحرير تلك المناطق ولطرد مسلحي "داعش" من محافظة الأنبار، وكذلك الزحف شمالًا نحو الموصل، معقل داعش الرئيس.