إيلاف من لندن: في مؤشر ينذر بتوتر العلاقات بين أنقرة وبرلين، استدعت السلطات التركية القائم بالأعمال الألماني، على خلفية منع بلاده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التواصل مع أنصاره عبر دائرة تلفزيونية، خلال تظاهرة لهم بمدينة كولونيا.

وكانت المحكمة الدستورية الألمانية منعت، يوم السبت، متظاهرين في مدينة كولونيا الألمانية منددين بمحاولة الانقلاب، من إجراء اتصال بواسطة دائرة تلفزيونية مغلقة (تيلي كونفرنس)، مع الرئيس التركي، حيث كان من المخطط أن يلقي من خلاله كلمة للمتظاهرين.

وانتقد الناطق باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين ما وصفه بـ "حظر" ألمانيا ظهور الرئيس في بث حي خلال مسيرة أنصاره بكولونيا، كما ندد أردوغان نفسه بـ "القيود" المفروضة من قبل برلين.

وقفة تأييد

وشارك نحو 50 ألف تركي وأوروبي، يوم الأحد، في وقفة بمدينة كولونيا، غرب ألمانيا، تنديدًا بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو الحالي.

واجتمع الآلاف في ميدان ديوزر ويفرت للمشاركة في الوقفة، التي نظمها "منتدى الديمقراطية ضد الانقلاب" (منتدى تركي غير حكومي)، بحضور وزير الشباب والرياضة التركي، عاكف جغطاي قليج، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، مهدي أكر، ورئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، مصطفى ينر أوغلو، والنائب عن حزب "العدالة والتنمية"، متين كولونك، إلى جانب عدد كبير عن ممثلي منظمات المجتمع المدني.

وبدأ المتظاهرون فعاليتهم بترديد النشيدين الوطنيين لكل من تركيا وألمانيا، أعقبها وقوف دقيقة صمت على أرواح القتلى الذين سقطوا ليلة 15 يوليو الجاري دفاعًا عن بلدهم ضد الانقلابيين، وأرواح من سقطوا في العمليات الإرهابية في كل من باريس وميونيخ.

كما رفع المتظاهرون أعلام ألمانيا وأفغانستان والثورة السورية، إلى جانب العلم التركي.

رسالة اردوغان

وشهدت الوقفة قراءة رسالة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وجهها للجماهير، وكان من المفترض أن يلقيها لهم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (تيلي كونفرنس)، مساء أمس السبت، غير أن المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا منعت ذلك.

ولفت أردوغان في رسالته، إلى أن تركيا تعرضت في ليلة 15 يوليو لأبشع أنواع الانقلابات على الإطلاق والهجمات الإرهابية الرامية لاحتلال البلاد، مشيرًا إلى أن مجموعة صغيرة داخل الجيش التركي تتبع لمنظمة فتح الله غولن (الكيان الموازي) الإرهابية هي من نفذت تلك المحاولة الانقلابية.

وأوضح أردوغان أنه منذ اللحظات الأولى لمحاولة الانقلاب في تركيا، كانت قلوب الأتراك ودعواتهم في ألمانيا مع بلدهم، معربًا عن شكره للمواطنين الذين سارعوا إلى ساحات وشوارع ألمانيا في تلك الليلة، تعبيرًا عن رفض الانقلاب في تركيا.

وفي الأخير، يشار إلى أن تظاهرات أخرى مناهضة لتظاهرة مؤيدي إردوغان، سارت حيث اضطر وزير الداخلية في كولونيا رالف ياغر إلى التحذير من تدخل الشرطة بشكل قاسٍ إذا صدرت دعوات للعنف.
&