إبلاف من&لندن: حين أصبحت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا كانت اول خطوة اتخذتها، هي استحداث وزارة جديدة باسم وزارة بريكست.
وستكون الوزارة الجديدة أهم الوزارات في حكومة ماي خلال السنوات الخمس المقبلة. فهي ستكون الوزارة المسؤولة خلال هذه الفترة عن ادارة المفاوضات في كل جانب من جوانب السياسة البريطانية والعلاقة مع الاتحاد الاوروبي، وستتولى مهمة جسيمة اخرى تتمثل بإعادة الصلاحيات من بروكسل الى الجهات ذات الاختصاص في بريطانيا. &إنها باختصار ستكون أكثر الوزارات البريطانية نشاطاً وأكبرها أعباء. &
وتحتاج الوزارة لانجاز هذه المهمات الى كادر من مئات الموظفين. ولكن أحدث الأرقام تبين ان لدى الوزارة 40 موظفاً فقط وان تشغيل المزيد يبدو مهمة صعبة.
وقال موظفون في الحكومة ان وزارة بريكست "ترسل اعلانات عن وجود شواغر الى الوزارات الأخرى بشكل محموم، دون أن تجد راغبين". &
الوظيفة الأصعب
ونقل موقع هفنغتون بوست عن مسؤول قوله "من يريد وظيفة كهذه؟ فهي لا بد ان تكون أصعب وظيفة في السياسة البريطانية منذ نهاية الامبراطورية".
واضاف "انها وظيفة تتطلب مهارات تفاوضية من الطراز الأول ومعرفة بالتجارة على مستوى عالمي وتحليلا لقوانين الاتحاد الاوروبي على مستوى دولي... بكلمات أخرى انك ستتقاضى راتب موظف عن اسوأ خمس سنوات في حياتك". &&
وبحسب مصدر رسمي فإن جانباً من المشكلة يكمن في "الساعات الرهيبة التي من المتوقع ان تتطلبها مثل هذه المهمات".
وقال مصدر آخر ان الخطط الرامية الى الاستعانة بالقطاع الخاص لسد النقص لا تشجع على العمل في وزارة بريكست لأن الموظفين لا يريدون ان يكونوا "محاطين بمنتسبي شركات خاصة يؤدون العمل نفسه مقابل راتب يزيد اضعافاً مضاعفة على راتبهم". &
وتؤكد مصادر مطلعة ان اكبر عقبة امام استدراج موظفين الى وزارة بريكست من الدوائر الأخرى هي "ان جهاز الخدمة المدنية كله أُصيب بخيبة أمل مريرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي".
وقال احد المصادر ان الموظفين يخشون ان يدمر العمل في وزارة بريكسيت مصداقيتهم في الخارج فيما أشار آخر الى ان الذين يريدون الاشتغال مع الاتحاد الاوروبي يفعلون ذلك لأنهم "يحبون الاتحاد الاوروبي" وليس لفك الارتباط به.
وقالت المصادر ان هذا كله يعني ان وزارة بريكست "في حالة ذعر هائل" وهناك شائعات عن ضخ رهط من عديمي الخبرة الى الوزارة.
وقال موظف حكومي ان الوزارة ستقدم مغريات لاستدراج كوادر جديدة.
ولكن هناك من يرى ان الوزارة ستتمكن من ايجاد الكادر اللازم دون صعوبة.
وقال مسؤول "انها قضية اليوم الكبرى وهذا يجعلها مثيرة". وبحسب آخرين فان هناك الكثير من المستعدين للالتحاق بالوزارة "من أجل بلدهم".&
وزارة من دون مقر
ويُلاحظ ان جميع المسؤولين الذين كسبتهم وزارة بريكست حتى الآن لم يصنعوا سمعتهم بناء على الخبرة مع الاتحاد الاوروبي.
ويضفي هذا مصداقية على شائعة تسري في جهاز الخدمة المدنية عن وجود تحيز ضد الأشخاص الذين تولوا وظائف ومسؤوليات لها علاقة بالاتحاد الاوروبي "لأن هؤلاء كلهم ضد بريكست".&
من التحديات الأخرى التي تواجه وزارة بريكست إيجاد مقر لها.
ونقل موقع هفنغتون بوست عن مصدر رسمي قوله ان وزارة بريكست ما زالت تعقد اجتماعاتها في مقهى في شارع فكتوريا لأنها لم تجد مبنى لها حتى الآن.&
وتنفي وزارة بريكست ذلك قائلة ان عنوانها هو 9 داوننغ ستريت ولكن البعض يقول ان 9 داوننغ ستريت هو المدخل الخلفي الى مكتب رئاسة الوزراء ، الأمر الذي يعني ان وجودها هناك حل موقت.
الباحثة في معهد الادارة الحكومية جيل راتر اقترحت ان يكون وزير شؤون بريكست وزير دولة "عائماً بحرية" بحيث يتمكن من العمل منسقاً بين الوزارات المعنية بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وقالت ان وحدة صغيرة لدعم هذا الدور كانت ستؤدي المهمة مشيرة الى التكاليف المترتبة على بناء منظومة بريد الكتروني للوزارة الجديدة وتخصيص ميزانية لها وموارد بشرية ونقل رواتب الموظفين من الوزارات الأخرى اليها.
وقالت ان آخر ما يريده المسؤول هو الانشغال بهذه اللوجستيات بدلا من التركيز على المهمة الأساسية.
اعداد عبد الاله مجيد عن موقع هفنغتون بوست على الرابط التالي.
التعليقات