نصر المجالي: شهدت موسكو محادثات تمهيدية للقمة الروسية ـ التركية يوم الثلاثاء في سانت بطرسبيرغ، وهذه أول مشاورات بين الجانبين منذ نوفمبر 2015، وتزامنا هاجم الرئيس التركي دول الغرب التي تتناقض مع "قيمها".

وتحادث نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بغدانوف مع نظيره التركي أوميت يالتشين لمدة 4 ساعات حول الوضع في الشرق الأوسط والنزاع في سوريا.

وجرت المشاورات في إطار التحضير للقاء القمة بين رئيسي الدولتين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان &في بطرسبورغ يوم غد الثلاثاء، وكانت العلاقات بين الدولتين جمدت بسبب إسقاط مقاتلة تركية لقاذفة روسية من طراز "سو-24" فوق سوريا.

وفي وقت سابق أعلن السفير التركي في موسكو أن بغدانوف ويالتشين قد يناقشان أيضا موضوع المفاوضات السورية المشتركة التي جرى تأجيل جولتها الدورية عدة مرات.

الأزمة السورية

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اعتبر يوم الأحد أن مشاركة روسيا مهمة جدا في حل الأزمة السورية ولا يمكن تسويتها من دون جهود موسكو.

وأكد إردوغان في حديث لوكالة "تاس" الروسية قبيل توجهه إلى روسيا، قائلا: "من دون مشاركة روسيا من المستحيل إيجاد حل للقضية السورية، فقط وبالتعاون مع روسيا نستطيع وضع حل سياسي للأزمة السورية".

وأضاف "زيارته روسيا ستكون تاريخية. وبداية جديدة.. وأنا على ثقة من أن المحادثات مع صديقي فلاديمير ستفتح صفحة جديدة في علاقاتنا الثنائية"... "أعتقد أنه أمام بلدينا الكثير لنعمله معا".

مهاجمة الغرب&

وإلى ذلك، قال الرئيس التركي، اليوم الإثنين، إن العالم الغربي "يتناقض مع القيم التي يدافع عنها"، بسبب عدم ابدائهم دعما حقيقيا لتركيا اثر المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وفي حوار مع صحيفة (لوموند) الفرنسية، الأول من نوعه مع الصحافة الأوروبية منذ محاولة الانقلاب، انتقد إردوغان نظراءه الأوروبيين والأميركيين لعدم دعم الأتراك في الوقت الذي واجهت فيه تركيا عملية أكبر من كونها "هجوما إرهابيا عاديا".&

وتابع الرئيس التركي: "أحصينا 240 شهيدا و 2200 من المصابين"، مضيفا "العالم بأسره تفاعل مع الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي ابدو" ( مجلة فرنسية ساخرة)، وانضم رئيس وزرائنا الى المسيرة في شوارع (العاصمة الفرنسية) باريس. كنت أتمنى أن يتفاعل قادة العالم الغربي، أيضا، مع ما حدث في تركيا، أو كنت أود أن يأتوا، هنا، إلى تركيا".&

تناقض القيم&

وأردف: "هذا التردد تجاه تركيا، جعل العالم الغربي في تناقض مع القيم التي يدافع عنها. كان ينبغي عليهم التضامن مع تركيا التي تتوافق مع هذه القيم الديمقراطية. ولكنهم، للأسف، فضلوا ترك الأتراك بمفردهم".&

وانتقد الرئيس التركي، في هذا الاتجاه، تركيز اهتمام نظرائه الأوروبيين والأميركيين على عملية تطهير المؤسسات العمومية والجيش التركي بدل المحاولة الانقلابية نفسها، مستطردا بالقول: "من حق الدولة أن توظف وتقيل الموظفين كما تشاء، تركيا لم تطرح، أبدا، هذا السؤال على شركائها الغربيين. نحن أدرى بمن نحتفظ وبمن نقيل".&

العلاقات التركية الاوروبية

وردا على سؤال حول إعادة نظر محتملة في علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، دعا الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي إلى "محاولة تصحيح" هذه العلاقة، معربا عن أسفه إزاء النهج "غير الصادق" الذي يتبعه الأوروبيون تجاه بلاده.&

وفي هذا الإطار، قال إردوغان: "نحن على أبواب أوروبا منذ 53 عاما. الاتحاد الاوروبي هو الوحيد المسؤول والمذنب. لا أحد غير تركيا عومل بهذه الطريقة (...) الاتحاد الأوروبي لا يتصرف بصدق معنا"، مضيفا "نستقبل، حاليا، 3 ملايين لاجئ، في حين يبرز قلق الاتحاد الأوروبي الوحيد في عدم وصولهم (اللاجئين) إلى أراضيها".&

وحذر إردوغان، في هذا السياق، من مراجعة محتملة للاتفاق المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي المتعلق بالمهاجرين، لاسيما بعد عدم وفائهم بإعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى القارة العجوز، متابعا "اذا لم تتحقق مطالبنا، لن تكون إعادة الدخول ممكنة".&

أنقرة وواشنطن وموسكو

وبخصوص آفاق العلاقات التركية مع الولايات المتحدة وروسيا، لفت الرئيس التركي، إلى قضية فتح الله غولن، الذي أصدرت السلطات التركية مذكرة توقيف في حقه، مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بتسليمه لتركيا.&

وأشار إردوغان إلى أن بلاده سلمت جميع الإرهابيين، بناء على طلب من الولايات المتحدة، دون أي دليل أو أي وثيقة، مستنكرا، في هذا الصدد، عدم تسليم الولايات المتحدة غولن، المقيم، حاليا، في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ العام 1999.

وأوضح الرئيس التركي: "لقد أرسلنا 85 طردا من الوثائق للولايات المتحدة. آمل، الآن، أن يتم تسليم غولن في أسرع وقت إلى تركيا، وبالتالي، ستتبدد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في تركيا".&

وعلاوة على ما تقدم، انتقد إردوغان زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري "المتأخرة" إلى بلاده، المقررة في الـ 24 من أغسطس الجاري، مضيفا "(الزيارة) متأخرة، متأخرة جدا، وهذا يحزننا. ماذا يتوجب أكثر على الأميركيين؟ حليفهم الاستراتيجي يواجه محاولة انقلاب، وهم ينتظرون 40 يوما لزيارته. هذا صدمنا".&

وحول العلاقات التركية الروسية، ذكر الرئيس التركي أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين اتصل به لتقديم التعازي و"لم يوجه انتقادات (له) بشأن عدد العسكريين أو الموظفين الذين تمت إقالتهم".&