تمثل اضطرابات الأكل واتباع نظام غذائي والتمارين المكثفة مشكلة للطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية في بريطانيا على حد سواء، حسبما أفادت دراسة جديدة. وقال 55 في المئة من ألف طالب تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاما استطلعت الدراسة آراءهم إنهم سيفكرون في تغيير نظامهم الغذائي من أجل تحسين مظهرهم. وأعرب 23 في المئة عن اعتقادهم بأن هناك جسما مثاليا للرجل. وقالت كارين فريزر مديرة مؤسسة "كريدوس" البحثية المتخصصة في مجال الدعاية والإعلان التي أجرت الاستطلاع إن "الأولاد يكونون قلقين بشأن مظهرهم على نحو متزايد." ورأى نفس العدد تقريبا أن اتباع نظام غذائي (55 في المئة) وتمارين مكثفة (48 في المئة) هي قضايا تشغل اهتمام الجنسين من الذكور والإناث. لكن بالرغم من هذا الضغط، فإن الفتيان المستطلعة آراؤهم وجدوا من الصعب الحديث عن مخاوفهم للآباء والمعلمين وقالت فريزر مديرة مؤسسة "كريدوس" إن "قلة الوعي نسبيا بين الآباء والمعلمين بالمشاكل المتعلقة بالصورة الذهنية للجسم لدى الأولاد، بالإضافة إلى ثقافة الأولاد بعدم الحديث عن شواغلهم يجعل هناك بيئة صعبة للأولاد لطلب الدعم." وقال أحد المعلمين للباحثين إنه من الصعب في أغلب الأحيان الكشف عن مشاكل استعراض القوة من خلال المظهر البدني بين الأولاد." وأضاف:"بالنسبة للفتيات، تقول إحدى الفتيات للأخرى 'أنتِ بدينة' وتابع: "رد الفعل الطبيعي (في هذا الموقف) هو أن الفتاة تبكي (لدى سماعها هذه الكلمة)، والفتاة الأخرى تشعر بالذنب، وينتهي الأمر. لكن بالنسبة للأولاد، فإن هناك قدرا أكبر من المزاح." وقال: "يمكن أن ترى أن الأولاد يشعرون بالإساءة في أغلب الأحيان، في حال استعراض القوة، لكن الأمر المتوقع يكون الضحك وتجاهل الأمر." وبحسب الاستطلاع، فإن أكبر العوامل المؤثرة على الأولاد، والتي تدفعهم للبحث عن تحسين مظهرهم البدني تشمل ما يلي: وأظهر استطلاع أكثر تفصيلا لآراء الأولاد أنه بالرغم من إدراكهم للتلاعب الرقمي بالصور، فإنهم صدموا بسبب معدل تغيير عارضات الأزياء لمظهرهن. وأعرب العديد من الأولاد عن معرفتهم بتقنية التجميل باستخدام مرذاذ الهواء "اير براشنغ"، لكنهم ربطوا هذا الأمر بصور النساء فقط. وأوصى التقرير بالخطوات التالية: ونشر هذا البحث بجانب أدوات تعليمية لمحو الأمية تدعمها الحكومة تقدمها شركة "ميديا سمارت" لمساعدة الآباء والمعلمين للتحدث إلى الأطفال بشأن كيفية صناعة الإعلانات وكيف يمكنها التأثير على إدراك الذات. وقالت فريزر: "يجب علينا أن نقر بأن الدعاية ووسائل الإعلام على النطاق الأوسع تلعب دورا في الصورة التي يكونها الشباب الصغار عن أنفسهم سواء بالإيجاب أو السلب". وأعربت عن أملها في أن ينخرط مسؤولو الدعاية والإعلان بصورة أكبر في هذا النقاش. واتفقت كارولين دايننيدج ، الوزيرة المختصة بشؤون المساواة، مع الرأي الذي يقول إن الدعاية قد يكون لها تأثير كبير على عقول الشباب الصغار، مشيرة إلى أهمية مساعدة الشباب في تكوين رؤية نقدية أكبر عنها. وأضافت دايننيدج: "هذه الأدوات التعليمية هي مورد رائع يمكن أن يساعد الآباء والمعلمين في الحديث عن الصورة الذهنية عن الجسم والصور النمطية للجنسين فيما يتعلق بالإعلانات التي نراها يوميا".
- آخر تحديث :
التعليقات