نصر المجالي: تصاعد &التوتر بين النمسا وتركيا التي استدعت وزارة خارجيتها القائم بالأعمال النمساوي احتجاجاً على ما وصفته بأنه "تقرير بذيء" عن تركيا على شريط للأخبار في مطار فيينا الدولي "شفاشت".
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أن عنواناً كتب عبر شريط إخباري في المطار جاء فيه "تركيا تسمح بممارسة الجنس مع الأطفال الأقل من 15 عاماً".
وقال المسؤول بالوزارة "تم التعبير بشدة للقائم بالأعمال عن انزعاجنا ورد فعلنا على هذا الأمر الذي يلطخ صورة تركيا ويتعمد تضليل الناس"، وأضاف أنه تمت إزالة العنوان بعد تدخل الوزارة.
وكانت المحكمة الدستورية التركية قضت الشهر الماضي بإزالة مادة في قانون العقوبات تصف كل الممارسات الجنسية مع الأطفال الأقل من 15 سنة بأنها "اعتداء جنسي" بعد أن قدمت محكمة محلية طلبا بذلك.
لوحات إعلانية&
وذكر بيان الخارجية التركية، اليوم الأحد، "ندين بشدة ونأسف، لنشر أخبار كاذبة مصدرها صحيفة غير محترمة، على لوحات (إعلانية) بقاعة المسافرين بمطار فيينا الدولي، التي يزورها مواطنون من جنسيات مختلفة، وذلك بهدف تشويه صورة دولة وشعب صديق".
وخلال اليومين الماضيين، تناقلت وسائل إعلام محلية في النمسا خبراً بعنوان "تركيا تسمح للأطفال ما دون الـ 15 بإقامة علاقة جنسية"، تم نشره على اللوحات الدعائية بمطار فيينا الدولي، في حملة جديدة تستهدف تشويه صورة تركيا في الخارج.
وعملية التشويه هذه هي الثانية خلال العام الجاري، إذ سبق أن نشرت صحيفة "كرونين زيتونغ" عبر لوحات المطار، نهاية تموز/ يوليو الماضي، خبراً بعنوان "ذهابكم إلى تركيا بهدف السياحة، يعتبر دعماً لأردوغان فقط".
إزالة الخبر
ويهدف الخبر إلى دعوة الناس لعدم التوجه إلى تركيا، مدّعيةً أنّ الأوضاع فيها ليست مستقرة نتيجة محاولة الانقلاب الفاشلة، ونجحت مساعي دبلوماسية تركية حينها في إزالة الخبر.
وأشار بيان الخارجية، أنَّ تركيا أعربت عن إدانتها، عن طريق السفير التركي في فيينا، كما أوصلت إدانتها للسفير النمساوي في أنقرة.
وتصاعد التوتر بين تركيا وأوروبا بسبب حملة شنتها أنقرة في أعقاب محاولة الانقلاب الشهر الماضي.
وتضمنت الحملة اعتقال أو إقالة عشرات الآلاف أو إيقافهم عن العمل بسبب الاشتباه في صلتهم بفتح الله كولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب.
عاصمة عنصرية&
ووصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو النمسا الأسبوع الماضي بأنها "عاصمة العنصرية المتطرفة" بعدما اقترح المستشار النمساوي كريستيان كيرن إنهاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي والتي حققت تقدما طفيفا منذ انطلاقها في 2005.
ويتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والكثير من الأتراك الغرب بالتركيز بشكل أكبر على حقوق مدبري الانقلاب وأنصارهم بدلا من محاولة الانقلاب نفسها التي راح ضحيتها أكثر من 240 شخصا.
وقال تقرير لـ(رويترز) إن وقف عملية انضمام تركيا للاتحاد قد يؤدي إلى إلغاء اتفاق للهجرة بين بروكسل وأنقرة يهدف إلى وقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عن طريق تركيا مقابل تقديم مساعدات مالية لأنقرة ووعد بإعفاء الأتراك من تأشيرة دخول الكثير من دول الاتحاد وتسريع محادثات العضوية.
التعليقات