إيلاف من لندن: كشفت دراسة لأكاديمي كويتي عن قنبلة موقوتة تهدد النسيج الوطني والولاء للدولة سواء بسواء، وتتمثل أبرز عناصرها بأن طلبة الجامعة لديهم شعور كبير بالخوف والقلق على الهوية الوطنية بالبلاد، وأن طلبة كلية الشريعة الأقل شعوراً بالانتماء الوطني.

وقالت الدراسة التي أجريت على 1194 طالباً وطالبةً من كليات الشريعة والتربية والآداب والعلوم والهندسة، إن طلبة السنة الأولى والثانية في جامعة الكويت أكثر نزوعاً إلى الولاء الوطني من طلبة السنة الثالثة والرابعة "، وهذا يعني أن الزمن الذي يقضيه الطلبة في الجامعة يضعف الولاء للوطن والمواطنة، وقد يعود ذلك إلى أن الجامعة لا تغذي الثقافة الوطنية على تتابع السنوات الدراسية، أو أن الطلبة يصبحون أقل تعبيراً عن مشاعرهم الوطنية".

أوضحت الدراسة التي أجراها أستاذ أصول التربية بكلية التربية بجامعة الكويت علي وطفة، ونشرتها صحيفة (القبس) الكويتية، اليوم الإثنين، أن للدين والأرض والدستور مراتب عالية في سلم أولويات المواطنة لدى الطلبة، "لكن طلبة كلية الشريعة أقل شعوراً بالانتماء الوطني مقارنة بزملائهم في بقية الكليات".

ولاءات دينية

وبينت أن هؤلاء الطلبة يتأثرون بطبيعة الدراسة في الكلية وتكون الولاءات لديهم "دينية على الأغلب"، كما أن النزعة الطائفية تبرز لدى طلبة الشريعة بشكل أكبر، في حين كانت الإناث أكثر تمسكاً بالنزعة القبلية والعروبية من الذكور، حيث يكنّ أكثر تركيزاً على أهمية الولاء للقبيلة بوصفه ركنًا مهماً من أركان الهوية.

ونقلت صحيفة (القبس) في تقريرها عن الباحث الدكتور وطفة تعليقاً، قال فيه: "إن شريحة كبيرة من الطلبة مازالت تعتقد أن الولاء للطائفة أو للقبيلة يعزز الولاء للدولة، وهذا يدل على وضع كارثي في مستوى الوعي لدى الطلبة بمقومات المواطنة وركائز الوحدة الوطنية"، مؤكداً أن الطائفية والقبلية عنصران مضادان للهوية الحضارية وعاملان لهدم وتقسيم بنيان الأمة.

كما لفتت الدراسة إلى أن هناك ضعفاً كبيراً في المقررات الجامعية الوطنية وفي النشاطات الوطنية، فضلاً عن وجود بعض النشاطات السلبية التي تأخذ طابعاً طائفياً وقبلياً لتجعل من الولاءات الصغرى محراباً يغيب الطلبة عن مقام الوطن والتضحية من أجله.

الوحدة الوطنية

وعن عناصر تهديد الوحدة الوطنية والهوية في رأي الطلبة، تصدّر بند العمالة الوافدة جميع البنود، حيث أعلن %94 من العينة أن العمالة الوافدة تمثل تحدياً وطنياً، ويأتي عامل إضعاف اللغة العربية في المركز الثاني بنسبة %91، ثم خطورة العامل الطائفي في المرتبة الثالثة بنسبة %85 من الطلبة، وجاء الخطر الإيراني في المرتبة الرابعة بـ%79.

بينما جاء دور التعليم الأجنبي في الخليج في المرتبة الخامسة، حيث أعلن %77 من الطلبة وجود هذا الخطر، وفي المرتبة السادسة جاء الولاء للقبيلة كعامل تهديد للوحدة بنسبة %70، في حين جاء بند فئة غير محددي الجنسية (البدون) في المرتبة الأخيرة من عوامل التهديد بنسبة %55 من الطلبة.

إصدار تشريعات

وفي التوصيات، اقترحت الدراسة على الادارة الجامعية إصدار تشريعات تناهض أي ممارسات تأخذ طابعاً طائفياً أو مذهبياً في الجامعة سواء أكان ذلك في مستوى القول أو العمل، مشددة على أهمية محاربة كل المظاهر الانتخابية الطلابية، التي تقوم على شعارات مذهبية ودينية.

وأشارت الدراسة إلى ضرورة تعاون الجامعة مع الاتحادات الطلابية في وضع استراتيجيات جديدة لتعزيز الانتماء إلى الوطن من دون غيره من الانتماءات الصغرى.&

كما أكدت الدراسة في الأخير على أهمية تخصيص مقررات تعنى بالتربية على المواطنة في مختلف الكليات الجامعية، وتوفير نسق من الفعاليات والمقررات الدراسية الإلزامية، التي تعزز الوعي بالهوية الوطنية وتعمق الشعور بها.
&