سرت: أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية انها تمكنت في اعقاب هجوم شنته صباح الثلاثاء من السيطرة على كامل الحي الرقم 2 في سرت، وهو أحد ثلاثة احياء يتحصن فيها عناصر تنظيم داعش في المدينة الساحلية.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال رضا عيسى المتحدث باسم "البنيان المرصوص"، العملية التي بداتها الحكومة المعترف بها دوليا قبل ثلاثة اشهر لاستعادة سرت من التنظيم الجهادي، ان "قواتنا حررت كامل الحي الرقم 2 وهي تتقدم حاليا داخل الحي الرقم 1" الواقع في وسط سرت والذي يشكل مع الحي الرقم 3 الواقع الى الشرق آخر جيوب الجهاديين في المدينة الواقعة في شمال وسط ليبيا.

وأكد مصور فرانس برس في الميدان هذه المعلومات.

وقال المصور ان قوات المشاة تعمل على تمشيط الحي فيما بدأت المدرعات بالتوغل في الحي الرقم 1، مشيرا الى انه اثناء سيطرتها على الحي 2 ارسل الجهاديون سيارة مفخخة يقودها انتحاري ولكن تم تفجيرها قبل وصولها الى القوات.

وكانت دبابات ومدرعات تابعة للقوات الموالية للحكومة بدأت صباح الثلاثاء بالتقدم في الحي الرقم 2 الواقع في الشطر الغربي من سرت تحت غطاء ناري لمدافع الهاون والميدان.

سلاح الانتحاريين

وبعيد بدء توغل القوات الموالية للحكومة في الحي الرقم 1 افاد مصور وكالة فرانس برس عن انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري على مقربة من تجمع للمقاتلين والصحافيين في الحي قرب مبنى الهلال الاحمر.

وقال المصور ان السيارة خرجت فجأة من احد الشوارع وانفجرت على بعد عشرة امتار منه، ما اسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى لم يتسن له حصرهم اضافة الى تضرر ثلاث آليات تابعة للقوات الموالية للحكومة، بينما لم يصب هو بأي اذى.

من جهتها قالت "البنيان المرصوص" في صفحتها على فيسبوك ان "قواتنا تتوغل في الحي الرقم 1 وتتعامل مع سيارتين مفخختين حاولتا التقدم" باتجاه القوات الموالية للحكومة.

ولم تعرف في الحال حصيلة معارك الثلاثاء، فيما اكدت "البنيان المرصوص" ان هناك "عشرات الجثث لعصابة داعش في أرض المعركة"، في معلومة لم يؤكدها اي مصدر آخر.

وبحسب مصوري فرانس برس فان المقاومة التي يبديها الجهاديون لم تعد تشمل الاسلحة الثقيلة، ربما لنفاد الذخيرة، وباتت تقتصر على القناصة والاسلحة الخفيفة والمتوسطة اضافة الى العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون.

وكان تنظيم داعش اعلن ان اثنين من انتحارييه فجرا الاحد سيارتين مفخختين قرب تجمعين لقوات "البنيان المرصوص" في سرت، متحدثا عن مقتل واصابة "العشرات"، في حصيلة قالت القوات الموالية للحكومة انها "مضخمة" لان عدد القتلى كان اثنين فقط اضافة الى ستة جرحى.

وبعدما كان تنظيم داعش يسيطر على كامل انحاء سرت ويتخذها معقلا اساسيا له ومنطلقا لتهديد اوروبا الواقعة على الضفة المقابلة من البحر المتوسط، باتت سيطرته تقتصر حاليا على اثنين فقط من احياء المدينة هما الحيان 1 و3، بينما تطوقه قوات "البنيان المرصوص" من جميع الجهات بما في ذلك من البحر حيث تتمركز قطع بحرية تمطر مواقعه بوابل من القذائف والصواريخ.

ومنذ بدئها في 12 مايو، قتل في عملية "البنيان المرصوص" اكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية واصيب اكثر من 1800 بجروح، بينهم 150 اصاباتهم خطرة.

وبعد ثلاثة اشهر على بدء عملية "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت التي اصبحت في حزيران/يونيو 2015 معقل تنظيم داعش في ليبيا، اعلنت القوات الموالية للحكومة الاسبوع الماضي السيطرة على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات.

معارك في بنغازي

وفي شرق البلاد اعلنت القوات الموالية للحكومة غير المعترف بها دوليا مقتل عشرة من عناصرها واصابة 34 آخرين بجروح في اشتباكات دارت قرب بنغازي الاثنين بينها وبين قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي"، ابرز جماعة مسلحة مناهضة لهذه الحكومة التي تسيطر على انحاء واسعة من الشرق.

وقال مسؤول في الكتيبة 302 في القوات التي يقودها الفريق اول خليفة حفتر لوكالة فرانس برس انه خلال المعارك التي دارت الاثنين في حي القوارشة الذي يبعد حوالى 10 كلم من وسط بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) ويعتبر المدخل الغربي لكبرى مدن الشرق الليبي "فقدنا عشرة جنود ولدينا 34 جريحا".

واضاف انه في اعقاب هذه المعارك "تمكنت قوات الجيش من السيطرة على نقاط جديدة في شارع الشجر" الذي يعتبر الطريق الرئيسي بين بوابة القوارشة والاحياء السكنية الواقعة شرقا وهما منطقتان سيطرت عليهما اخيرا القوات التي يقودها حفتر.

في المقابل لم يعلن "مجلس شورى ثوار بنغازي" حصيلة المعارك. ويضم "مجلس شورى ثوار بنغازي" خليطا من الجماعات الاسلامية بينها "انصار الشريعة" القريبة من تنظيم القاعدة.

وتشهد بنغازي منذ اكثر من عامين معارك يومية بين القوات المدعومة من البرلمان المعترف به وجماعات مسلحة معارضة ابرزها "مجلس شورى ثوار بنغازي". واستعادت القوات التي يقودها حفتر خلال الاشهر الماضية السيطرة على مناطق واسعة في بنغازي كانت خاضعة للجماعات المناهضة لها، الا انها لم تتمكن من السيطرة على كامل المدينة بعد.

وتسيطر على شرق ليبيا حكومة غير معترف بها ولكنها منبثقة من برلمان منتخب معترف به دوليا، وتحظى هذه الحكومة بدعم من القوات الموالية لحفتر. وتتنازع هذه الحكومة السلطة مع حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا وتسيطر على غرب البلاد ويدعمها المجتمع الدولي.