نيروبي: دعا نائب الرئيس الجديد في جنوب السودان تبان دينغ الاربعاء سلفه وحليفه السابق رياك مشار الذي فر من جوبا اثر المعارك فيها الى عدم التدخل في الشؤون السياسية للبلاد بهدف السماح بتنفيذ اتفاق السلام.

وكان دينغ حليفا وصديقا للمتمرد السابق مشار قبل ان يخلفه في منصب نائب الرئيس اثر معارك بالاسلحة الثقيلة في جوبا بداية يوليو بين قوات الرئيس سلفا كير والمتمردين السابقين بزعامة مشار، وكان دينغ ايضا كبير المفاوضين الذين مثلوا مشار خلال المفاوضات التي ادت الى توقيع اتفاق سلام في اغسطس 2015 بهدف انهاء نزاع اهلي اندلع في ديسمبر 2013 وخلف عشرات الاف القتلى وتسبب بتشريد 2,5 مليون اخرين.

وقال دينغ في مؤتمر صحافي في العاصمة الكينية "دعوا رياك يندد بالعنف، دعوه يعمل من اجل السلام ولينتظر انتخابات 2018"، واضاف "لا يمكن ان تحصل اعمال عنف في 1991، في 1998، في 2013 ثم مجددا في 2016"، في إشارة الى حركات التمرد التي تورط فيها مشار مدى اعوام، متابعا "اعتقد انه كان عليه التعلم من اخطائه".

ودينغ الذي عينه سلفا كير في 25 يوليو كان اعلن انه مستعد للانسحاب لمصلحة مشار اذا عاد الاخير الى جوبا، ولكن يبدو انه بات يقدم نفسه زعيما لقبيلة النوير داخل حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها كير ومشار في ابريل، وقال دينغ ايضا "خلال الاشهر التي كان فيها رياك مشار نائبا للرئيس لم نر اي تقدم على صعيد تنفيذ اتفاق السلام".

غير أن الدعم الذي يحظى به دينغ داخل قبيلة النوير وفي صفوف المتمردين السابقين لا يزال صعب التقييم وخصوصا ان العديد من كوادر هؤلاء، سواء في المنفى او خارج جوبا، اعتبروا ان تعيينه خيانة. 

وأضاف "اذا كانت استقالتي ستعيد السلام الى جنوب السودان فساكون مستعدا لها في الوقت المناسب. ولكن حاليا، لن اعمل على ابطاء ارساء السلام. لقد نجحت في تأمين تجانس على صعيد الرئاسة وداخل حكومة الوحدة الوطنية"، وفي غمرة تعيين تبان دينغ في منصب نائب الرئيس، استبدل سلفا كير خمسة وزراء قريبين من مشار بشخصيات قريبة من دينغ في مسعى الى تهميش الاول.