أعلن يوسف الشاهد رئيس الحكومة المكلف في تونس السبت تشكيلة حكومة وحدة وطنية ستخلف حكومة الحبيب الصيد التي سحب منها البرلمان الثقة في 30 يوليو الماضي إثر انتقادات كبيرة.
تونس: تتكون الحكومة الجديدة من 26 وزيرًا، بينهم ست نساء، و14 كاتب (وزير دولة) بينهم امرأتان، وينتظر عرضها على مجلس نواب الشعب (البرلمان) لنيل الثقة.
واعلن مكتب اعلام مجلس نواب الشعب (البرلمان) مساء السبت ان رئيس المجلس محمد الناصر دعا مكتب البرلمان الى الاجتماع الاثنين المقبل لتحديد تاريخ جلسة عامة مخصصة للتصويت على منح الثقة للحكومة التي اقترحها الشاهد.&وبحسب الفصل 142 من النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب "يتولى المكتب في اجتماعه ذاك تحديد موعد الجلسة العامة في أجل أسبوع من اجتماع المكتب".
وتضم تركيبة الحكومة الجديدة وزراء مستقلين وآخرين من أحزاب "نداء تونس" وحركة النهضة الاسلامية، وكلاهما يحظى بغالبية مقاعد البرلمان، و"آفاق" (8 مقاعد) و"الجمهوري" (مقعد واحد) و"المسار" (غير ممثل في البرلمان).
وكانت حكومة الصيد تضم وزراء من أربعة أحزاب، هي النداء والنهضة وآفاق، والاتحاد الوطني الحر، الذي غاب عن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية.
حظيت حركة النهضة بوزاتين (التكوين المهني والتشغيل، والصناعة والتجارة) وكتابة دولة واحدة (التكوين المهني والمبادرة الخاصة) بعدما كانت ممثلة بوزارة واحدة (التكوين المهني والتشغيل) في حكومة الحبيب الصيد.
وأبقى يوسف الشاهد على سبعة وزراء من حكومة الحبيب الصيد في مناصبهم، وهم وزراء الداخلية والدفاع والشؤون الخارجية والنقل والسياحة والتجهيز والتربية، وعين وزيرة المرأة (في حكومة الصيد) وزيرة للصحة.
وعيّن الشاهد القاضي غازي الجريبي (مستقل) وزيرا للعدل خلفًا لعمر منصور، ولمياء الزريبي (مستقلة) وزيرة للمالية خلفا لسليم شاكر (نداء تونس) وعبد الجليل بن سالم وزيرا للشؤون الدينية خلفا لمحمد خليل المحسوب على حركة النهضة الاسلامية.
وكان غازي الجريبي تولى وزارة الدفاع في حكومة مهدي جمعة التي سيرت البلاد من مطلع 2014 وحتى بداية 2015. وأخيرًا طالب الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) بتغيير وزيري المالية والشؤون الدينية.&
وعيّن الشاهد، سمير بالطيب عن حزب المسار وزيرًا للزراعة، وإياد الدهماني النائب عن "الجمهوري" وزيرا مكلفا بالعلاقة مع البرلمان. كما عيّن عبيد البريكي وزيرا للوظيفة العمومية والحوكمة ومحمد الطرابلسي وزيرا للشؤون الاجتماعية.&
والبريكي والطرابلسي قياديان سابقان في اتحاد الشغل، وقد قرأ مراقبون تعيينها في حكومة الشاهد على انه محاولة من الاخير لكسب تأييد المركزية النقابية لاصلاحات اقتصادية يطالب بها صندوق النقد الدولي وتصفها السلطات بـ"الموجعة".
حضور للشباب والمرأة
وقال الشاهد في كلمة بثتها القناة الاولى للتلفزيون الرسمي "أذكر بالتعهد الذي قطعناه على انفسنا في خطاب (التكليف) يوم 3 أغسطس (عندما) قلنا انها ستكون حكومة سياسية وحكومة كفاءات وطنية من دون محاصصة مع حضور للشباب والمرأة.&
هذا ما قمنا به من خلال تكليف ثماني كفاءات نسائية بحقائب وزارية مهمة مثل المالية والصحة، اما الشباب فقد افردناه بـ 14 حقيبة وزارية من بينها 5 حقائب لشباب دون 35 سنة". وهذا اعلى عدد من النساء والشباب تضمه حكومة تونسية منذ الاطاحة في مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
أضاف الشاهد "قمنا بهيكلة الحكومة حسب أولويات المرحلة المقبلة التي ذكرتها في خطاب 3 أغسطس" ومنها مكافحة الارهاب والفساد والبطالة.
وتابع "بالنسبة إلى الامن ومقاومة الارهاب سيقع تثبيت وتعزيز المنظومة الامنية التي حققت نجاحات مهمة في الفترة الاخيرة، أما بالنسبة الى مقاومة الفساد فقد وقع توضيح صلاحيات بين الحكومة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (دستورية مستقلة) التي سيقع تعزيز امكانياتها".&
وافاد "بالنسبة الى مسألة التنمية والنمو سننطلق في تغيير منوال التنمية تدريجيا، وذلك بالتركيز على تكنولوجيات الاتصال والمعلومات وعلى الطاقات البديلة والمهن الصغرى والمبادرة الخاصة ودفع التصدير". وتابع "أما بالنسبة الى مسألة النظافة فقد قمنا باصلاح اشكال مؤسساتي كان يعوق منظومة النظافة وذلك بادماج وزارة الشؤون المحلية ووزارة البيئة" في وزارة واحدة.&
التحلي بروح المسؤولية
وقال "تحملت مسؤولياتي كاملة في تكوين هذا الفريق وادعو كل الاحزاب وكل المنظمات الوطنية الى التحلي بروح المسؤولية ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، اليوم بلادنا تعيش ظرفا صعبا واستثنائيا وكل التوانسة ينتظروننا وليس لنا الحق في ان نخيب امالهم".
ودعا "كل التونسيين والتونسييات الى الالتفاق حول هذه الحكومة ودعمها لانه اذا كان السند الشعبي موجودا فالنجاح سيكون حليفنا". وفي الثالث من الشهر الحالي، كلف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي يوسف الشاهد بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
واعلن الشاهد في خطاب القاه في اليوم نفسه "هذه الحكومة ستشتغل على البرنامج الذي جاء مع وثيقة قرطاج مع التركيز على خمس اولويات اساسية: أولا كسب المعركة ضد الارهاب، ثانيا اعلان الحرب على الفساد والفاسدين، ثالثا الرفع في نسق النمو لخلق الشغل، رابعا التحكم في التوازنات المالية (العامة للدولة)، وخامسا مسألة النظافة والبيئة".
ويوسف الشاهد كان وزير الشؤون المحلية في حكومة الحبيب الصيد، وقيادي في حزب نداء تونس الذي اسسه قائد السبسي في 2012. والشاهد الذي سيبلغ 41 عاما في 18 سبتمبر المقبل، هو أصغر سياسي يتم تكليفه ترؤس حكومة في تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956.
وبحسب الفصل 142 من النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب "يدعو رئيس المجلس مكتب المجلس الى الاجتماع في غضون يومين من تلقيه الملف المتضمن لطلب عقد جلسة للتصويت على منح الثقة للحكومة (...). ويتولى المكتب في اجتماعه ذاك تحديد موعد الجلسة العامة في أجل أسبوع من اجتماع المكتب".
قائمة وزراء الحكومة
في ما يلي قائمة وزراء الحكومة كما اعلنها يوسف الشاهد في خطاب بثته القناة الاولى للتلفزيون الرسمي التونسي:
وزير العدل: غازي الجريبي (جديد)
وزير الدفاع الوطني: فرحات الحرشاني (احتفظ بمنصبه)
وزير الداخلية: هادي مجدوب (احتفظ بمنصبه)
وزير الشؤون الخارجية: خميس الجهيناوي (احتفظ بمنصبه)
وزير الشؤون الدينية: عبد الجليل بن سالم (جديد)
وزيرة المالية: لمياء الزريبي (جديدة).
وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي: فاضل عبد الكافي (جديد)
وزير الصناعة والتجارة: زياد العذاري (جديد)
وزير الشؤون المحلية والبيئة: رياض المؤخر (جديد)
وزير التربية: ناجي جلول (احتفظ بمنصبه)
وزير التعليم العالي والبحث العلمي: سليم خلبوس (جديد)
وزيرة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة: هالة شيخ روحو (جديدة)
وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري: سمير بالطيب (جديد)
وزير التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية: محمد صالح العرفاوي (احتفظ بمنصبه)
وزيرة الصحة: سميرة مرعي (جديد)
وزير الشؤون الاجتماعية: محمد الطرابلسي (جديد)
وزير التكوين المهني والتشغيل: عماد الحمامي
وزيرة &السياحة والصناعات التقليدية: سلمى اللومي (احتفظت بمنصبها)
وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي: انور معروف
وزير الشؤون الثقافية: محمد زين العابدين (جديد)
وزير النقل: أنيس غديرة (احتفظ بمنصبه)
وزيرة شؤون الشباب والرياضة: ماجدولين الشارني (جديدة)
وزيرة المرأة والاسرة والطفولة: نزيهة العبيدي (جديدة)
وزير الوظيفة العمومية والحوكمة: عبيد البريكي (جديد)
وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الانسان: مهدي بن غربية (جديد).
وزير لدى رئيس الحكومة مكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب: اياد الدهماني (جديد)
التعليقات