إيلاف من تونس: قال الشاهد للصحافيين عقب لقائه قائد السبسي في قصر الرئاسة في قرطاج "التقيت اليوم رئيس الجمهورية الذي كلفني بتكوين حكومة وحدة وطنية". والشاهد قيادي في حزب نداء تونس الذي اسسه قائد السبسي في &2012 وفاز في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2014. واستقبل قائد السبسي في قصر قرطاج الرئاسي يوسف الشاهد وكلفه رسميًا بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في اجل لا يتعدى 30 يوما، عملا بالدستور. &
وعقب اقتراح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في وقت سابق القيادي في حركة نداء تونس يوسف الشاهد لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها بدلا من حكومة الحبيب الصيد، التي تحولت إلى حكومة تصريف أعمال بعد حجب الثقة عنها اواخر الشهر الماضي، عقدت الاحزاب السياسية والمنظمات المشاركة في ما يُعرف في تونس بحوار قرطاج اجتماعات داخلية لتنطلق تباعا في الكشف عن مواقفها من مقترح قائد السبسي.
وانقسم المشاركون في المرحلة الثانية من مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في تونس بين مؤيد لمقترح السبسي بتكليف القيادي في الحزب الذي اسسه بتشكيل تلك الحكومة ورافض قطعي للفكرة ولكل شق حججه.
اول المؤيدين لمقترح الرئيس التونسي قائد السبسي كان بطبيعة الحال حزبه نداء تونس، فقيادات الحزب التي بقيت تعتبر انها أخطات بالتخلي عن رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية في 2014 لصالح الحبيب الصيد المستقل رغم انه الحزب الفائز وهو ما ساهم في تصدعها وحصول خلافات داخلية، واليوم تريد تحمل مسؤوليتها في ادارة شؤون البلاد عبر ترشيح يوسف الشاهد لترأس حكومة الوحدة وفق تعبير ناطقها الرسمي عبد العزيز القطي خلال تصريح لـ"إيلاف".
قائد السبسي الذي يمنحه الدستور التونسي حق ترشيح شخصية من الحزب الغالبي لترأس الحكومة يحضى بدعم حركة النهضة في كل تفاصيل المبادرة وحتى القيادي الشاب في الحزب الذي اسسه لا تمانع الحركة تواجده على راس الحكومة.&
إذ اكد العجمي الوريمي لـ"ايلاف" ان النهضة لن تعارض ترأس حكومة الوحدة الوطنية شخصية من حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات، رغم ان النهضة حاليا تمثل الكتلة الاكبر في البرلمان التونسي بـ69 نائبا، في حين تتركب كتلة النداء من 67 بعد انشقاقات حصلت داخل الحزب ذهبت معها صفة الكتلة الاكبر بـ89 نائبا حصيلة فوز حركة نداء تونس في الانتخابات التشريعية.
كما يساند تولي يوسف الشاهد خطة رئاسة حكومة الوحدة الوطنية شريكان آخران للسبسي في حكومة الصيد وهما آفاق تونس والاتحاد الوطني، حيث اعلن الحزبان انهما يرحبان بمقترح الرئيس، وهو موقف حزب المبادرة نفسه الذي يقوده كمال مرجان احد وزارء زين العابدين بن علي.
الحياد
وتحاول المنظمات الاجتماعية الثلاث المشاركة في مشاورات حكومة الوحدة الوطنية، وهي اتحاد العمال ومنظمة ارباب العمل واتحاد الفلاحين، النأي بنفسها عن الدخول في تفاصيل الاسماء علنا على الاقل.&
اذ تعتبر هذه المنظمات رغم تاثيرها الكبير انها غير معنية بالجوانب السياسية، وقد رفضت منذ البداية عرض السبسي بالمشاركة في حكومة الوحدة، وستساند حكومة الوحدة الوطنية اذا تقيدت بالوثيقة التي امضت عليها والاحزاب المشاركة في المرحلة الاولى من المشاورات. &&
يُذكر ان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد استأنف يوم الإثنين الماضي اجتماعه مع الأطراف المشاركة في الحوار حول حكومة الوحدة الوطنية، والتي من المقرر أن تحل محل حكومة الحبيب الصيد لتصريف الأعمال وللتشاور حول رئيس الحكومة الجديد بعد توقفها طيلة الفترة الماضية في انتظار سحب الثقة من حكومة الصيد وهو ما حصل في نهاية الشهر الماضي.
الرافضون لتكليف متحزب
الرافضون لمقترح الباجي قائد السبسي بتولي وزير الشؤون المحلية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هم احزاب المعارضة المشاركة في حوار قرطاج، الحزب الجمهوري والمسار وحركة الشعب، وقد كونوا تنسيقية لتوحيد مواقف الاحزاب الثلاثة وفي علاقة بالاسم الذي طرحه السبسي فقد كان الموقف واضحا وموحدا، رفض قطعي لتراس شخصية متحزبة حكومة الوحدة الوطنية.
واكد الامين العام لحزب المسار في تصريح لـ"إيلاف" ان سبب رفض مقترح رئيس الجمهورية هو رؤيتها المتمثلة في ضرورة أن يكون رئيس الحكومة القادم شخصية وطنية مستقلة وعلى المسافة نفسها من كل الاطراف كما أن عملية سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد تشمل كامل وزرائه باعتبارهم أعضاء في حكومة فاشلة، ومنهم مرشح السبسي يوسف الشاهد. وفي حال تشبّث السبسي بمقترحه فمن المستبعد أن تواصل الاحزاب الثلاثة المشاركة في المشاورات.
وافرزت الازمة داخل نداء تونس خلال الاشهر الماضية حزبا يشغل منصب الامانة العامة داخله الامين العام السابق للنداء محسن مرزوق، واليوم &تعارض حركة مشروع تونس، كما يُسمى الحزب الذي ولد من رحم ازمة النداء تكليف يوسف الشاهد بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فهو يتبنى ذات تصور احزاب المعارضة، فضلا عن أن حكومة الوحدة الوطنية يجب ان تتراسها شخصية مستقلة، وان كان لها انتماء حزبي سابق، وفق ما اكده القيادي في حركة مشروع تونس وليد الجلاد لـ"إيلاف" فالمشاكل الداخلية للاحزاب يمكن ان تؤثر على مردود رئيس الحكومة.
خبير في السياسات الزراعية
وأسندت الى الشاهد الذي ترفضه أربعة احزب من جملة 9 مشاركة في المشاورات، حقيبة الشؤون المحلية في حكومة الحبيب الصيد التي أعلنها في شهر يناير الماضي بعد اجراء تحوير على الحكومة التي تولى فيها الشاهد كذلك مسؤولية كاتب الدولة (مساعد وزير) مكلف بالصيد البحري في فبراير 2015 تاريخ تسلم حكومة الصيد لمقاليد السلطة في تونس، كما ان للشاهد صلة قرابة بقائد السبسي.
وقبل ذلك عمل الشاهد استاذًا جامعيًا وخبيرًا دوليا في السياسات الزراعية، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الزراعية، كما درس في جامعات في البرازيل واليابان، وله العديد من الإصدارات والمشاركات في عدد من التظاهرات العلمية العالمية كما يُتداول انه عمل موظفا في السفارة الاميركية في تونس في خطة مستشار زراعي.
التعليقات