جنيف: اشاد مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء بـ"تراجع كبير في العنف" بعد اكثر من 24 ساعة على اعلان وقف اطلاق النار في هذا البلد، الا انه قال ان المخاوف الامنية منعت توزيع المساعدات.

وقال دي ميستورا للصحافيين في جنيف ان "الوضع تحسن في شكل كبير"، لكنه اشار الى اعمال عنف معزولة وخصوصا مساء الاثنين ارتكب بعضها مقاتلو المعارضة. ولفت ايضا الى اطلاق قذائف هاون من جانب مسلحين معارضين على طول طريق الكاستيلو التي تعتبر معبرا حيويا في شمال حلب يؤدي الى الحدود التركية. لكنه اكد ان الوضع كان عموما هادئا الثلاثاء.

واكد الجيش الروسي الثلاثاء ان القوات النظامية السورية احترمت وقف اطلاق النار، متهمًا الفصائل المقاتلة باطلاق النار "23 مرة على أحياء سكنية ومواقع للقوات الحكومية".

ونفى دي ميستورا تقارير للاعلام الرسمي التركي افادت ان شاحنات تابعة للامم المتحدة عبرت الثلاثاء الحدود باتجاه مدينة حلب السورية. وقال "ليست لديّ اية معلومات حول اي شاحنات تابعة للامم المتحدة تتحرك في هذه المرحلة"، مطالبا بـ"تطمينات الا يصاب السائقون والقوافل باذى". 

وشدد على وجوب ان يوافق قادة المعارضة في المناطق التي يسيطرون عليها على هذه المساعدة "من دون شروط" قبل ان يتم توزيعها.

بدوره، اكد المتحدث باسم مكتب الشؤون الانسانية في المنظمة ينز لاركيه انه لم يتم ارسال اي قوافل تابعة للامم المتحدة عبر الحدود او داخل سوريا منذ بدء الهدنة قبل 24 ساعة.

وينص الاتفاق الروسي الاميركي على السماح بممر انساني عبر طريق الكاستيلو الذي يجب ان يكون "خاليا من السلاح". لكن مصدرا عسكريا اكد ان الجيش السوري كان لا يزال في المكان عصر الثلاثاء. غير ان دمشق اكدت رفضها ادخال مساعدات انسانية الى حلب ولا سيما من تركيا من دون التنسيق مع حكومتها ومع الامم المتحدة.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال مساء الاثنين "احض جميع الاطراف على دعم (الاتفاق) لانه قد يكون الفرصة الاخيرة المتوافرة لانقاذ سوريا موحدة". وسكتت المدافع مع بدء سريان اتفاق الهدنة في حلب التي تعد ساحة رئيسية للمعارك في البلاد، واكد مراسلو وكالة فرانس برس في الشرق حيث تسيطر الفصائل المقاتلة والغرب الخاضع لسيطرة النظام ان الليل كان هادئا. وانتهز السكان فرصة الهدوء وتوقف القتال للخروج الى الشوارع والاحتفال باول ايام عيد الاضحى حتى منتصف الليل.

تعاون غير مسبوق

وسيؤدي الاتفاق في حال استمرار تطبيقه الى تعاون غير مسبوق بين روسيا والولايات المتحدة لمواجهة التنظيمين الجهاديين. لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية صرح انه حتى اذا صمدت الهدنة لسبعة ايام فان ذلك لا يعني بدء التعاون بشكل تلقائي. وقال ان "المهل قصيرة لكن الريبة كبيرة". 

وتسعى راعيتا الاتفاق موسكو حليفة النظام وواشنطن التي تدعم الفصائل المقاتلة عبر تطبيق الاتفاق الى التشجيع على استئناف المحادثات بين النظام والمعارضة. لكن المهمة تبدو صعبة لان النزاع معقد ومتشعب الاطراف.

ورغم التوصل الى اتفاق الهدنة، اكد الرئيس السوري بشار الاسد "تصميم الدولة على استعادة كل المناطق" في سوريا، مستبعدا اي افق لحل سياسي سريع. وطالب كيري النظام السوري بالامتناع عن شن غارات "على المناطق التي تتواجد فيها المعارضة والتي تم الاتفاق عليها".