قال رئيس الوزراء العراقي ان مباحثاته خلال 30 اجتماعا في نيويورك اسفرت عن الحصول على تأكيدات قادة العالم بالاستعداد لمواصلة تقديم دعم متواصل للعراق في الحرب ضد داعش واستمرار التسليح والدعم اللوجستي للقوات المسلحة العراقية وجهود اعادة الاعمار والاستقرار الى المناطق المحررة مؤكدا انهم عبروا عن إعجابهم بالتقدم الكبير في العراق وإعادة الثقة بقواته الامنية التي أصبحت تقاتل لتحرير الموصل.
إيلاف من بغداد: اشار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة متلفزة الى العراقيين تابعتها "ايلاف" وذلك بعد ساعات من عودته الى بغداد من نيويورك اليوم الجمعة حيث رأس الوفد العراقي لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الى انه عقد حوالي 30 اجتماعا مع قادة العالم، مؤكدا وجود استعداد لتقديم دعم دولي متواصل للعراق، فيما أشار إلى الحاجة لجهود كبيرة من أجل إعادة إعمار المناطق المحررة واستمرار تدريب القوات العراقية.
مساعدة العراق بعد داعش
وأضاف أن "هناك استعدادا لتقديم دعم دولي متواصل للعراق وأننا بحاجة إلى جهود كبيرة لإعادة إعمار المناطق واستمرار تدريب القوات العراقية".. مشددا على أن "الإرهاب أصبح مشكلة كبيرة في دول العالم التي تعتبر أن العراق اكتسب قدرات هائلة في محاربة الإرهابيين وانه اصبح دولة مهمة تتجه الى النجاح بعد ان كانت مهددة قبل عامين".
واوضح ان اجتماعاته مع قادة العالم في نيويرك قد تركزت على استمرار الدعم الدولي في الحرب ضد داعش واستمرار التسليح والدعم اللوجستي للقوات المسلحة العراقية فضلا عن الاستمرار بجهود اعادة الاعمار والاستقرار الى المناطق المحررة. واشار الى ان "جميع القادة والزعماء ابدوا اعجابهم بالانجاز العراقي الذي عدوه غير متوقع وذكروا انه خلال العامين المنصرمين حدث تحول اساسي في العراق نحو الانتصار على الارهاب وداعش واعادة الثقة بالقوات الامنية والمسلحة العراقية التي اصبحت الان تقاتل حول حدود الموصل لتحريرها ".
اوباما والعبادي يتراسان وفدي بلديهما في مباحثاتهما |
خبرة في محاربة الارهاب
وقال "هناك استعداد دولي لمواصلة تقديم الدعم للعراق واردنا من خلال الزيارة ان نضمن استمرار هذا الدعم الدولي حتى بعد مرحلة داعش لحاجتنا الى جهود كبيرة لاعادة الاعمار والاستقرار في المناطق المحررة، واستمرار تدريب وتسليح القوات العراقية ودعمها لوجستيا". وبين ان هذا الامر يتطلب الاستمرار لبضع سنوات مقبلة للقضاء على الارهاب لانه حتى بعد القضاء على الجانب العسكري لداعش سيكون هناك تحد ارهابي.
واكد ان زعماء العالم يعتبرون العراق اكتسب خبرة وقدرات هائلة في محاربة الارهابيين عسكريا وامنيا، وقال "لدينا معلومات كبيرة حصلنا عليها من الارهابيين الذين تم اعتقالهم وبالتالي العالم يريد ان يتعاون استخباريا وامنيا وعسكريا مع العراق لمشاركة هذه المعلومات ".
دعم النازحين
واشار العبادي الى ان "برنامج اعادة النازحين الى مناطقهم يسير على قدم وساق "وعقدنا سلسلة اجتماعات مع المنظمات الانسانية والمالية الدولية لاسناد العراق بعد انهيار اسعار النفط وهناك محددات في الموازنة مع صعوبة توفر السيولة النقدية في العراق وقد ابدت الدول الكبرى دعمها للعراق في مواجهة ذلك". واشار الى ان سقف سعر النفط للعام المقبل 2017 اقل من العام 2016 وهذا وضع محددات كبيرة في الموازنة كما ان المنظمات المالية الدولية اشادت بالاصلاحات الحكومية في الجوانب الاقتصادية والادارية والمالية .
واكد انه تم تخفيض الانفاق الحكومي بدرجة كبيرة جدا وهو ما اثار استغراب البنك الدولي من قدرة العراق على خفض هذا الانفاق بدرجة كبيرة والتماشي مع انخفاض اسعار النفط وقدرة الحكومة على الاستمرار في دفع الاستحقاقات الواجبة وهي رواتب الموظفين وتمويل نفقات الحرب وتسيير امور البلاد عموما رغم انهيار الواردات بنحو الثلث عما كانت عليه قبل عامين".
العبادي عائدا الى العراق |
معركة الموصل
وحول الاستعدادات الجارية لاطلاق معركة تحرير مدينة الموصل الشمالية من قبضة تنظيم داعش التي سيطر عليها في يونيو عام 2014 فقد اشار العبادي الى ان هناك مخاطرة انسانية كبيرة في الموصل تتطلب مساعدة دولية في اطار ذلك وهي مساعدة اكدت الدول الكبرى استعدادها لتقديمها.
وقال "نحن فرحون بالانجاز العراقي واستمرار الدعم الدولي لكن ذهبنا الى نيويورك لطلب المزيد لكي نضمن استمرار هذا الدعم لا ان يترك العراق بعد تحرير الموصل وبعد القضاء على داعش عسكريا لان الارهاب قضية دولية كما ان داعش احدث دمارا كبيرا في العراق تصل تكاليفه الى نحو 35 مليار دولار حتى الان عدا الكلفة البشرية الهائلة التي تركت اثرها على جميع مكونات الشعب العراقي.
واشار الى ان العالم اجمع قد اصبح يرى في العراق املا كبيرا ويتوقع ان العراق سيكون اهم دول المنطقة خلال سنوات قليلة بعد الانتصارات المهمة على داعش .
العراق يتجه للنجاح
واشار العبادي في الختام الى ان خلاصة الاجتماعات مع قادة وزعماء العالم والمنظمات المالية والانسانية العالمية الكبرى اظهرت اجماعا على ان العراق اصبح دولة تتجه الى النجاح بعد ان كانت قبل عامين دولة مهددة وفاشلة وسائرة نحو الانفصال والتشرذم لكن العراق اليوم بات اكثر وحدة وصلابة واكثر قدرة على المضي للامام اقتصاديا وماليا رغم انهيار اسعار النفط .
واكد ان زعماء وقادة دول العالم تعهدوا باستمرار دعم العراق لان العراقيين اثبتوا جدارة كبيرة في قيادة بلدهم وتسيير الامور نحو النجاح ولاننسى ان النجاح الاهم هو قدرة المقاتلين على تحرير الاراضي.
وكان العبادي القى كلمة العراق امام الجمعية العامة للامم المتحدة الليلة الماضية حيث المجتمع ادولي الى تعاون جاد لمحاصرة الارهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وتدمير شبكات ومراكز تجنيد عناصره المنتشرة في كل العالم محذرا من انه بدون هذا التعاون سيصل الارهاب الى كل مكان وستتزايد اعداد اللاجئين الهاربين من مناطق النزاع والتي بلغت مستويات خطيرة وغير مسبوقة.
وناشد العبادي دول العالم الى العمل على منع تقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجاميع الارهابية.. مؤكدا عزم العراق على تنفيذ برنامجه الاصلاحي الشامل ومكافحة الفساد المتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع منوها الى انه برنامج لايقل صعوبة وخطورة عن مواجهة الارهاب .. مشددا على ان حكومته مصممة على تنفيذه رغم كل التحديات معبرا عن تفاؤله بالانتصار في معركة الاصلاحات.. وقال "ان شعبنا يقف في خندق واحد لمحاربة الارهاب والفساد ويعمل لبناء الدولة على اسس التعايش السلمي واحترام التنوع الفكري والديني والمذهبي في ظل سيادة قيم ومبادئ العدالة والمساواة.
التعليقات