أسامة مهدي: اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان الانتخابات الاميركية المقبلة لن تؤثر على دعم واشنطن لبلاده وقال لدى توجهه الى نيويورك للمشاركة باجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة حيث سيلقي كلمة العراق ويجري مباحثات مع قادة دول العالم يتقدمهم اوباما تتناول الاستعدادات لتحرير مدينة الموصل من قبضة داعش، انه سيحث المجتمع الدولي على دعم نازحي بلاده واعادة اعمار مناطقهم التي دمرتها العمليات العسكرية ضد التنظيم.

ويرافق العبادي في زيارته هذه ومباحثاته التي سيجريها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وفد رسمي يضم وزراء المالية هوشيار زيباري والزراعة فلاح حسن الزيدان والخارجية ابراهيم الجعفري اضافة الى عدد من المستشارين والمسؤولين.

الانتخابات الاميركية لن تؤثر على دعم واشنطن للعراق

وأكد العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة حيث توجه الى نيويورك ان الانتخابات الاميركية لن تؤثر على دعم واشنطن للعراق واوضح انه سيجري لقاءات مع قادة العالم على هامش مشاركت في اجتماعات الجمعية العمومية ليبحث خلالها الاسهام في تدريب القوات العراقية.

واشار الى ان وجود القوات التركية على اراضي العراق الشمالية بمحافظة نينوى يعرقل جهود القضاء على تنظيم داعش داعيا الى سحبها، مشددا على ان المعركة ضد التنظيم ليست حربا تقليدية لان هناك غطاء سياسي للارهاب.

ودعا العبادي اهالي الموصل الى التصدي بانفسهم للدواعش الذين يحتلون مدينتهم منذ يونيو 2014.&وقال "هدفنا تحرير الانسان وهو اهم من تحرير الارض بالنسبة لنا".&

واوضح ان مجلس الوزراء اقر خلال اجتماعه الاسبوعي برئاسته اليوم نظام تجميد اموال الارهابيين.&وقال ان المجلس اقر ايضا القرض الياباني لتمويل عدد من المشاريع في المحافظات الجنوبية".&لدينا خطة لاعادة الاستقرار وتوفير الخدمات في المناطق المحررة.

مباحثات مع اوباما

وسيبحث العبادي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا الاثنين في نيويورك الاستعدادات الجارية لمعركة تحرير مدينة الموصل الشمالية من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ يونيو عام 2014 &وزيادة المساعدات الدولية المقدمة للنازحين العراقيين الذين تجاوز عددهم الاربعة ملايين شخص واعادة اعمار مناطقهم اضافة الى دعم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في العراق.

كما سيناقش العبادي مع عدد من رؤساء الوفد المشاركة سبل تعزيز التعاون مع هذه الدول سياسيا واقتصاديا وخاصة محاربة الارهاب.

ومن جهته قال سعد الحديثي المتحدث باسم العبادي ان رئيس الوزراء سيبحث مع قادة وزعماء دول العالم القضايا التي تهم الحكومة العراقية على المستويات السياسية والانسانية والعسكرية لتحرير الموصل وبقية المناطق وتحقيق النصر النهائي على الإرهاب . وأضاف أن المباحثات ستشمل أيضاً ملف النازحين واعادة اعمار المناطق المحررة ودعم الحكومة لاجتياز الازمة المالية الحالية.

واوضح ان الاجتماع المرتقب بين العبادي واوباما سيكرس لبحث التنسيق في ما يخص الجهود المشتركة في الحرب على الارهاب والعمليات العسكرية المنتظرة لاستعادة الموصل.

وقال ان العبادي سيقوم باستعراض استعدادات حكومته والقوات الامنية في الجوانب العسكرية والانسانية من خلال تحقيق اجماع وطني بشأن عمليات تحرير الموصل وتنسيق الجهد الوطني بما يضمن وحدتها الادارية ومشاركة كل المكونات الاجتماعية بالجهد العسكري والامني وعودة الاستقرار الى المدينة.

ومن المنتظر ان تنطلق الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء المقبل وتستمر عشرة أيام بمشاركة 86 رئيس دولة إضافة إلى رؤساء حكومات ومسؤولين كبار من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 193 دولة.

وتتميز اجتماعات العام الحالي بمشاركة دولية غير مسبوقة من قبل زعماء دول العالم بينهم 86 رئيس دولة و5 نواب رؤساء دول و49 رئيس حكومة و51 وزيرا وولي عهد.

مئات الجنود الاميركيون يصلون قاعدة القيارة

وبالترافق مع ذلك فقد وصل المئات من الجنود الاميركيين الى قاعدة القيارة الجوية (60 كم جنوب الموصل) لتوفير الدعم اللوجستي الى القوات العراقية في عمليات تحرير الموصل مركز محافظة نينوى (405 كم شمال بغداد) حيث بدأوا بأعادة تأهيل القاعدة واستخدامها من قبل طائرات التحالف بينما ينتظر ان تبدأ هذه العمليات في وقت متقدم من الشهر المقبل.

وكشف مسؤولون عسكريون اميركيون اليوم عن وجود حوالي اربعة آلاف وخمسمائة عنصر من تنظيم داعش داخل الموصل موضحين في تصريحات صحافية ان مئات من الجنود الاميركيين قد وصلوا الى قاعدة القيارة جنوب الموصل لدعم القوات العراقية في عمليات تحرير الموصل.

وأوضحوا ان "المهمة الرئيسة للقوات الاميركية المتواجدة في القاعدة ستتركز على توفير الدعم اللوجستي والتجهيزات للقوات العراقية في هجومها لتحرير الموصل اضافة الى اعادة تأهيل القاعدة لتتمكن الطائرات الاميركية وطائرات دول التحالف الاخرى من الانطلاق منها لقربها من الموصل وهو ما يشكل عاملاً تكتيكياً مهماً في المعركة.

وتوقع المسؤولون ان يبدأ الهجوم الكبير لتحرير الموصل في اقرب وقت من الشهر المقبل مشيرين الى ان المعركة ستكون صعبة حيث ان داعش بدأ منذ عام 2014 بتهيئة سواتر دفاعية وحفر مواضع حيث يوجد هناك مابين ثلاثة آلاف الى 4500 مقاتل من التنظيم داخل المدينة.

ومن جانبها نقلت شبكة "سي ان ان" الاميركية عن عسكريين قولهم ان المستشارون العسكريين الاميركيين سيكونون أقرب إلى الخطوط الأمامية مما يُعرضهم لمواجهة خطر أكبر.

ويوجد في جنوب الموصل وفي قاعدة القيارة الجوية تحديدا مئات من عناصر الجيش الأميركي على الأرض لتقديم الدعم للوحدات العراقية وقد تبدأ الطائرات المقاتلة الأميركية تحليقها لتنفيذ هجماتها من هناك خلال الأيام القليلة المقبلة حيث يشير المسؤولون الى ان توقيت بداية الهجوم يعتمد على مدى استعداد الوحدات العراقية وإذا لم تتعرقل فستكون خلال أيام قليلة.

كان العبادي وصل الى مدينة القيارة بمحافظة نينوى بعد ايام من تحريرها حيث تجول في احيائها.

وتفقد مناطقها ومنها آبار النفط التي احرقها داعش وقامت السلطات العراقية باطفاء معظمها الاسبوع الماضي.

وكانت معركة تحرير القيارة استمرت اسابيع عدة أحرق خلالها التنظيم الارهابي ابار النفط ما تسبب بتلوث بيئي للسكان المدنيين.