شاحنات إغاثة تصل إلى سوريا عبر معبر حدودي مع تركيا يوم 25 سبتمبر/أيلول

وصلت 70 شاحنة من المعونات الإنسانية إلى أربع بلدات سورية محاصرة للمرة الأولى منذ أكثر من ستة أشهر، حسبما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقالت اللجنة إن "قوافل الإغاثة سُلمت إلى مضايا والزبداني بالقرب من دمشق، وإلى قريتي الفوعة وكفريا في إدلب شمال غرب سوريا".

ويبلغ تعداد مضايا، الواقعة بالقرب من الحدود مع لبنان، نحو 40 ألف شخص، وتقع تحت حصار القوات الموالية للحكومة السورية منذ نحو ستة أشهر. ولم يبق في الزبداني سوى ألف شخص.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن كفريا والفوعة يوجد بهما نحو 20 ألف شخص، وهما محاصرتان منذ إبريل 2015.

وكانت الأمم المتحدة قد استأنفت عمليات الإغاثة في سوريا بعد توقف دام 48 ساعة إثر هجوم عنيف على قافلة تضم 31 شاحنة الاثنين الماضي قرب حلب مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا وتدمير مخزن للمعونات.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أفاد فيه نشطاء سوريون بأن أكثر من مئتي مدني قتلوا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب منذ إعلان الجيش السوري إنهاء الهدنة وبدء شن ضربات جوية مكثفة على المدينة.

"بربرية روسيا في حلب"

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن 26 شخصا على الأقل قتلوا يوم الأحد.

وتتبادل الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات بالمسؤولية عن تصاعد العنف منذ فشل الهدنة.

واتهمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة موسكو بـ"البربرية" في القصف بمدينة حلب.

وقالت سامانثا باور، خلال اجتماع طارئ بمجلس الأمن الدولي، إن روسيا "كذبت على المجلس بشأن سلوكها في سوريا".

وأضافت باور أن روسيا والنظام السوري "يدمران ما تبقى من مدينة شرق أوسطية أيقونية".

وتقول روسيا إنها تحاول القضاء على إرهابيين في سوريا مع الحد بقدر الإمكان من الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

أصبحت مدينة حلب، شمالي سوريا، واحدة من ساحات القتال الرئيسية في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن إرساء السلام في سوريا أصبح "مهمة شبه مستحيلة الآن". كما اتهم جماعات المعارضة المسلحة بتخريب وقف إطلاق النار الذي انهار مؤخرا.

وأصبحت مدينة حلب، شمالي سوريا، واحدة من ساحات القتال الرئيسية في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات.

وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية إن العاملين بمجال الإغاثة على الأرض ذكروا أن نحو نصف الضحايا الذين يتم انتشالهم من وسط الركام أطفال.

وقال القائمون على مستشفى هناك إن 43 في المئة من المصابين الذين تلقوا العلاج السبت كانوا أطفالا، فيما قال طاقم إسعاف سوري إن أكثر من 50 في المئة ممن تم نقلهم خلال اليومين الماضيين كانوا أطفالا.

"التحلي بالشجاعة"

واتهمت روسيا بالإعداد للضربات الجوية على القسم الشرقي من حلب في الوقت الذي كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يُبلغ الأمم المتحدة أن بلده ملتزم بالحل السلمي في سوريا.

ودعت باور المجلس إلى "التحلي بالشجاعة لأن يُعلن هوية المسؤول ويُبلغ روسيا أن تتوقف".

وألمح عدد من الممثلين في الاجتماع إلى أن روسيا ربما ارتكبت جريمة حرب بقصف قافلة المساعدات الإنسانية بالقرب من حلب يوم الاثنين الماضي.

ونفت روسيا تنفيذ الغارات التي أسفرت عن تدمير 18 شاحنة من إجمالي 31 كانت تتألف منهم القافلة. وقالت روسيا إن القصف كان إما عن طريق مسلحي المعارضة أو بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار.

وجاء اجتماع مجلس الأمن الذي عُقد بطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بعد تصاعد حملة القصف على حلب.

وقال ستافان دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا إن النزاع بلغ "مستويات مرتفعة جديدة من الإرهاب".

وكان الجيش السوري قد أعلن شن حملة جديدة ضد شرقي حلب وبدأت الطائرات قصف المنطقة المحاصر فيها نحو 275 ألف شخص.

وقال مندوب روسيا إن هناك ممر إغاثة يُمكن للمدنيين استخدامه لكن مسلحي المعارضة أغلقوه.

قال ستافان دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا إن 213 مدنيا على الأقل قتلوا منذ بدء الحملة

وقال دي مستورا إن ثمة تقارير تشير إلى أن روسيا استخدمت أسلحة حارقة في حلب "تسببت في لهب شديد لدرجة أنه أضاء ظلام حلب كما لو كان ضوء النهار".

وأضاف أن روسيا والحكومة السورية تستخدمان القنابل الخارقة للحصون، المصممة لتدمير الأرض والقضاء على أهداف موجودة أسفلها، في مناطق آهلة بالسكان.

وقال "الاستخدام المنهجي الذي لا يُميّز لمثل هذه الأسلحة في مناطق يوجد بها مدنيون قد يصل إلى حد جريمة حرب".

ودعا دي مستورا المجلس إلى اقتراح هدنة أسبوعية لمدة يومين بهدف ضمان قدرة موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة على الوصول إلى شرقي حلب.