إيلاف من لندن: كشف نشطاء أكراد عن تمركز قوات عسكرية روسية &في حي الشيخ مقصود الغربي في مدينة حلب شمال سوريا، والذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د).

وأكد ابراهيم ابراهيم مسؤول الهيئة الإعلامية لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا في تصريح لـ"إيلاف" أن تمركز القوات الروسية "لضمان تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وعدم ثقة وحدات حماية الشعب بالنظام، وقد عقد اتفاق بينها وبين القوات الروسية كونها هي الراعية لعملية الهدنة".

وأضاف: "ينص هذا الاتفاق حسب المعلومات من حلب على أن يتم نشر قوات روسية على طول الخط الفاصل بين النظام ووحدات حماية الشعب وعلى أن تكون هذه القوات قوات فصل بين النظام ووحدات الحماية وعلى هذا الأساس تم انشاء مركز مراقبة وخطوط فاصلة من القوات الروسية".

وردًا على سؤال هل يتوقع وجود اتفاق سري أو بنود غير معلنة خاصة بالأكراد في الاتفاق الروسي التركي؟ اعتبر أن "ليس هناك أمر مستبعد وخاصة من الجانب التركي، لاسيما وقد تبين أن تركيا كان هدفها الرئيسي من كل سلوك سلكته اتجاه سوريا والثورة السورية نابعًا من معاداتها للأكراد ووقوفها أمام أي تطور في المسألة الكردية في سوريا، وتجلى ذلك واضحًا في سحبها كل القوات التابعة لها من حلب لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الشهباء"، حسب قوله .

تعقيدات

لكن في النهاية اعتبر أن "حل القضية السورية بما فيها من تعقيدات غير محصور في الرؤى التركية والروسية وأن الأكراد وحلفاءهم من العرب والآشور والسريان هم العنصر الأساس في معادلة الحل ولا يمكن تجاوزهم، لا سيما وأنهم أصبحوا جزءاً مهماً من التحالف الدولي المناهض للارهاب مع الأخذ في&الاعتبار المصالح الدولية التي تتحكم في القضية السورية".

كما &رأى "أن روسيا لم تصل الى مستوى تركيا في سطحية تفكيرها بهذه القضية"، حسب تعبيره.

ويتمركز في المقر الجديد عسكريون روس مهمتهم مراقبة الأوضاع الأمنية داخل الحي، بالتعاون مع وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة التابعتين لحزب الاتحاد الديمقراطي.

وقالت مصادر متطابقة إن عناصر مع القوات الروسية وزعت مساعدات على المدنيين في حي الهلك، الذي سيطرت عليه وحدات الحماية الكردية بعد انسحاب الثوار منه، وجاء ذلك بالتزامن مع انسحاب مجموعة من الوحدات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي من حي الشيخ مقصود نحو مدينة عفرين بريف حلب، كما شنت قوات النظام حملة تفتيش لمطلوبين للخدمة العسكرية في حي الهلك.

خطوة أولى

ولفت ناشطون أن مسألة إنشاء القوات الروسية مقرات أمنية في حي الشيخ مقصود يعتبر أمراً مهماً، خاصة وأن الطرف الروسي هو طرف ضامن لتطبيق اتفاق الهدنة الموقع مؤخرًا، وعليه فإن القوات الكردية كونها طرفاً ثالثاً خلافًا للطرفين الآخرين "المعارضة والنظام" فتنسيقها مع موسكو في الشيخ مقصود يعتبر خطوة أولى لتوثيق التواصل، وخاصة أن الأحزاب الكردية التقت مسؤولين روساً في مركز حميميم، وقد يكون الاتفاق على هذه الخطوة تم هناك، ومن المتوقع افتتاح مقر ثانٍ للقوات الروسية في حي الشيخ مقصود الشرقي خلال الأيام القادمة.

وكانت قد سيطرت وحدات حماية الشعب على مناطق وأحياء السكن الشبابي وجزء من حي الأشرفية وبستان الباشا والهلك والحيدرية وبعيدين والشيخ فارس والشيخ خضر، في حلب الشرقية، بعد انسحاب الثوار.