انضم مجلس النواب الأميركي الجمعة إلى مجلس الشيوخ في إقرار إجراء يعتبر خطوة أولى أساسية نحو إلغاء قانون إصلاح نظام التأمين الصحي، الذي يعد أحد أهم إنجازات الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.&

إيلاف - متابعة: أقرّ المجلس اقتراحًا للموازنة بأكثرية 227 صوتًا مقابل 198، ما يؤمّن للجمهوريين، الذين يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ، إطار عمل يمكنهم من إلغاء نظام الرعاية الصحية المعروف باسم "أوباماكير".

قبل أسبوع واحد فقط من تولي الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب مهامه، يبدو من الملحّ الآن أن يقدم حزبه بديلًا من هذا النظام، بينما يحذر الديمقراطيون من نتائج كارثية في حال تسرع الجمهوريون في قراراتهم.

طلقة البداية
قبيل بدء التصويت، قال النائب الجمهوري عن أوهايو بيل جونسون "هذا القرار يشكل (...) طلقة البداية لإلغاء أوباماكير". أما رئيس مجلس النواب بول راين فقد قال لزملائه النواب إن "هذه خطوة أولى حاسمة للتخفيف عن الأميركيين الذين يعانون من تأثير هذا القانون". ووصف الجهود الأخيرة لإلغاء أوباماكير "بالمهمة الإنقاذية". أضاف أن "هذه التجربة فشلت، وعلينا أن نتدخل قبل أن تزداد الأمور سوءًا".

وكان مجلس الشيوخ أقر الخميس اقتراح الموازنة من دون أن يحظى بدعم من قبل الديمقراطيين، كما حدث تمامًا عند التصويت عليه في مجلس النواب، في مؤشر إلى النزاع الحاد المقبل بين الحزبين.

يؤمّن القرار للجمهوريين أداة قوية تسمى "التسوية"، وهي عملية تشريعية تسمح بتمرير إلغاء القانون في مجلس الشيوخ، المكوّن من مئة عضو بغالبية بسيطة، بدلًا من ستين صوتًا، وتمنع إجراءات تعطيل من قبل الديمقراطيين.

وكان إلغاء النظام الصحي "أوباماكير" أحد العناوين الأساسية لحملة ترامب الانتخابية. وقال الرئيس المنتخب في تغريدة الجمعة إن "نظام الرعاية الصحية الباهظ الكلفة سيصبح قريبًا جزءًا من التاريخ". وأعلن الجمهوريون قبل أيام أنهم سيعملون على إلغاء نظام "أوباماكير" وطرح نظام بديل بسرعة و"بتزامن".

الديمقراطيون يحذرون
بما أن إلغاء "أوباماكير" يتطلب عملًا هائلًا، تتحرك القيادة الجمهورية بحذر، مشددة على أنها لا تنوي "سحب البساط من تحت أحد" يمكن أن يخسر تأمينه الصحي، في حال عدم وجود بديل في متناول اليد. وجرى جدل بين الجمهوريين حول كيفية وسرعة العملية.

صوّت تسعة نواب جمهوريين ضد القرار، بمن فيهم المعتدل تشارلي دنت، الذي عبّر عن "تحفظاته" حول إلغاء أجزاء من "أوباماكير" بسرعة من دون وجود بديل موثوق وجاهز. وقال لشبكة "سي إن إن" إنه يعتقد أن "خطة الإلغاء تحتاج أن تطور بشكل كامل، وتعرض بوضوح قبل التقدم بأي خطوة إلى الأمام".

ويعتبر البيت الأبيض نظام التأمين الصحي الذي عرضه أوباما برنامجًا ناجحًا، مؤكدًا أن أكثر من عشرين مليون أميركي حصلوا على تأمين صحي من خلاله. هذا القانون يمنع شركات التأمين من رفض منح التغطية بسبب حالات صحية سابقة. وهو يلغي السقف الذي تحدده الشركات للإنفاق الصحي خلال مدة التأمين. كما يسمح للأبناء بالبقاء ضمن تغطية آبائهم حتى سن 26 عامًا.

هذه النقاط الثلاث لقيت شعبية كبيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما يحذر الديمقراطيون من أن إلغاء القانون قد يؤدي إلى خسارة ملايين الأميركيين للتغطية الصحية. ووصفت زعيمة الأقلية الديمقراطية نانسي بيلوسي الجمهوريين بأنهم "يريدون إلغاء المكاسب والهرب"، متهمة راين بترويج "لأساطير" حول القانون.&


&