مقديشو: اعلنت الشرطة الصومالية مقتل سبعة اشخاص على الاقل في مقديشو الاربعاء في انفجار سيارتين امام فندق معروف دخله بعد ذلك المسحلون وفتحوا النار فيه.

والهجوم الذي تبنته حركة الشباب الاسلامية بدأ حين اقتحمت سيارة مفخخة مدخل فندق دايا قرب مقري البرلمان والحكومة الصوماليين. وقال مسؤول الشرطة ابراهيم محمد ان مسلحين اقتحموا بعد ذلك الفندق وتبادلوا اطلاق النار مع الحراس الامنيين.

ووقع انفجار ثان بعدما حضرت سيارات الاسعاف وصحافيون الى المكان، ما ادى الى جرح اربعة صحافيين، بينهم مصور وكالة فرانس برس الذي اصيب بشظايا في كتفه ورجله.

واظهرت لقطات صورتها فرانس برس قوات الامن والمدنيين متجمعين خارج الفندق المدمر الذي تكسر زجاج نوافذه وتحطمت ابوابه بعد الانفجار الاول، عندما انفجرت سيارة ثانية مما ادى الى انبعاث دخان كثيف في الهواء وتطاير الناس. وسمع اطلاق نار من داخل الفندق بينما كان المدنيون ورجال الانقاذ يقومون بنقل المصابين. 

وقال مسؤول الشرطة "حتى الان احصينا سبعة قتلى معظمهم من المدنيين والحراس الامنيين. هناك ايضا العديد من الاشخاص الذين اصيبوا في الانفجارين". واضاف ان "مسلحين قتلا واصبحت المنطقة تحت سيطرة القوات الامنية".

واعلنت حركة الشباب الاسلامية مسؤوليتها عن الهجوم في بيان وزعته على حسابها على موقع "تلغرام". وقال البيان ان "المقاتلين المجاهدين هاجموا فندقا وتمكنوا من الدخول اليه بعد تفجير سيارة مفخخة". وتقاتل حركة الشباب الاسلامية للاطاحة بحكومة الصومال المدعومة دوليا وتشن هجمات متكررة على اهداف حكومية وعسكرية ومدنية في العاصمة وانحاء اخرى في البلاد.

انتخابات "محدودة"
تصاعدت الهجمات في مقديشو مع تقدم عملية انتخاب سلطات جديدة في الصومال. والهجوم على الفندق هو الاكثر دموية في 2017. وغرقت الصومال في فوضى وحرب اهلية منذ سقوط نظام الرئيس سياد باري في 1991 في بلد ما زال منقسما بشدة بين القبائل.

وشكل غياب القانون وتنافس العشائر تربة خصبة لحركة الشباب الاسلامية التي تريد اطاحة السلطات الضعيفة في مقديشو والمدعومة من المجموعة الدولية. وبعدما شكل عدد من الحكومات الانتقالية في الخارج، انشئ برلمان من وجهاء 135 قبيلة في 2012.

وكان الصوماليون وعدوا بالانتخاب المباشر. لكن هذا الالتزام سقط في 2015 بسبب صراعات داخلية ومراوغات سياسية ترافقت مع اضطراب امني مزمن ناجم في المقام الاول عن حركة الشباب الاسلامية التي تسيطر على مناطق ريفية شاسعة، ما ادى الى اجراء انتخابات "محدودة".

وشارك 14 الف صومالي فقط في انتخاب 275 نائبا خلال عملية امتدت بضعة اسابيع. ووزع 72 مقعدا آخر في مجلس الاعيان الجديد اختارتهم حكومات الولايات الاتحادية. ويفترض ان يصوّت المشرعون قريبا لانتخاب رئيس جديد، لكن لم يحدد موعد بعد لهذا الاقتراع.

وخسرت حركة الشباب، التي بايعت تنظيم القاعدة، السيطرة على العاصمة عام 2011 قبل ان تخسر معاقل اخرى. وحذرت الامم المتحدة من ان المتمردين الاسلاميين لا يزالون قادرين على شن هجمات واسعة النطاق رغم مزاعم ان الحركة ضعفت بعد مقتل ثلاثة على الاقل من كبار قادتها في سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار. 

وافادت في تقرير في مطلع نوفمبر ان تنظيم "الشباب المجاهدين" الاسلامي المتطرف يبقى التهديد الرئيس في الصومال في ظل جيش وطني غير ناجع وفاسد.