برلين: بعد مسيرة مهنية امضاها في البرلمان الاوروبي، يستعد مارتن شولتز لمنافسة انغيلا ميركل في السابق على منصب المستشار، معتمدًا على سمعة اكتسبها في بروكسل، لكنه يواجه مشكلة عدم امتلاكه اي خبرة سياسية في المانيا.

شولتز، الذي بقي حتى الآن في منأى عن النزاعات الالمانية، غادر البرلمان الاوروبي في منتصف يناير بعد خمس سنوات من رئاسته. وهو يتمتع بشعبية في المانيا تضاهي تلك التي تحظى بها ميركل.

وفي ديسمبر، حصل شولتز في استطلاعات الرأي على تأييد 57 بالمئة من الالمان، وهي نسبة التأييد التي تحصل عليها منافسته وان كان الحزب المحافظ الذي تقوده الاتحاد الاجتماعي المسيحي يتقدم بفارق كبير على حزبه الاشتراكي الديموقراطي في نوايا التصويت.

وبعدما اختاره حزبه لخوض لحملة تمهيدا للانتخابات التشريعية التي ستجري في سبتمبر، قدم شولتز نفسه على انه ضامن "النموذج الاشتراكي الديموقراطي الالماني" في "مرحلة بالغة الصعوبة".

وكان الرجل المستعد دائمًا للدفاع عن الاتحاد الاوروبي، والمعروف بصراحته، وتهاجمه باستمرار احزاب اليمين المتطرف، اعلن في نهاية نوفمبر انه يريد قيادة لائحة الحزب الاشتراكي الديموقراطي في رينانيا شمال فيستفاليا المنطقة الصناعية التي تضم اكبر عدد من السكان في المانيا، لانتخابات سبتمبر.

ضد "شرور القرن العشرين"
في نهاية المطاف، سيكون شولتز الشخصية الرئيسية للحزب على المستوى الوطني. وهذا الاشتراكي الديموقراطي منذ البداية البالغ من العمر 61 عاما، كرّس نفسه حتى الآن للبرلمان الاوروبي وساهم في زيادة تأثيره في عمليات اتخاذ القرار. وهو يرى ان الاتحاد الاوروبي هو الحصن ضد "شرور القرن العشرين"، مثل كره الاجانب والعنصرية ومعاداة السامية. 

وطلب منه التعليق بعد قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الاوروبي في يونيو، فقال "اذا دمرنا الادوات التي طردنا فيها شرورنا، فاننا سنطلقهم من جديد"، في اشارة الى تيارات اليمين الراديكالي المعادي للتكامل الاوروبي في القارة. ومنذ ان اصبح البرلمان ينتخب بالاقتراع العام في 1979، كان شولتز الوحيد الذي تولى رئاسته فترة طويلة تبلغ نحو خمس سنوات. وقد بقي عضوا فيه 22 عاما.

ويبدو انه كان يرغب في البقاء في هذا المنصب، لكن الفكرة اثارت استياء اليمين، الذي يشكل غالبية في البرلمان الاوروبي ويتطلع الى التناوب على رئاسته. وشولتز الذي يقول معارضوه انه لطيف، لكنه متسلط وحتى قاس، اخفق في ان يصبح رئيسا للمفوضية الاوروبية في 2014، وهزم امام جان كلود يونكر.

يرفض الرجل شبه الاصلع ذو العيني الزرقاوين واللحية الرمادية، اللغة الخشبية. ويقول "يجب ان نتحدث بصراحة ليفهمنا الناس".
ومارتن شولتز ولد في 20 ديسمبر 1955 وعاش في شبابه في مدينة آخن على الحدود مع بلجيكا وهولندا.

"كابو" 
كان شولتز الذي درس في مؤسسة كاثوليكية، ومن مشجعي فريق كولن لكرة القدم، يحلم بان يصبح لاعب كرة قدم محترفا، قبل ان تستهويه الكتب، ويعمل في مكتبة في فورسالن ضاحية آخن. وقد كرّس نفسه لهذا العمل من 1982 الى 1994.

لكنه ايضًا مواطنا التزم مبادئ الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الذي التحق به في سن التاسعة عشرة. وفي 1987 عندما كان في الحادية والثلاثين من عمره انتخب رئيسا لبلدية فورسالن المنصب الذي شغله احد عشر عاما.

في العام 2000، اصبح شولتز زعيم كتلة النواب الاوروبيين للحزب الاشتراكي الديموقراطي. وفي 2004 انتخب رئيسا لمجموعة الحزب الاشتراكي الاوروبي في البرلمان الاوروبي، التكتل الذي يضم خصوصا النواب الالمان والفرنسيين والايطاليين.

يعود الجزء الاكبر من شهرته الى مواجهة حادة في 2003 مع رئيس الحكومة الايطالية حينذاك سيلفيو برلوسكوني، خلال رئاسة ايطاليا للاتحاد الاوروبي. وتحدث شولتز حينذاك عن "فيروس تضارب المصالح"، بحضور رجل الاعمال المثير للجدل. ورد برلوسكوني بانه يرى فيه احد السجناء الذين كان النازيون يختارونهم لمواكبة المهجرين الآخرين، ويطلق عليهم اسم "كابو".