«إيلاف» من الرباط: رغم أنه غير معني بمشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، بعدما أعلن منذ ظهور نتائج انتخابات 7 أكتوبر الماضي، أنه لن يتحالف مع حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) الذي تصدر نتائجها، لا يفوت حزب الأصالة والمعاصرة، أي فرصة سانحة للتعبير عن مواقفه وانتقاداته لتأخر رئيس الحكومة المعين، عبد الإله ابن كيران، في جمع الغالبية المطلوبة لإنهاء حالة الجمود التي دخلتها البلاد.

وعبر المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، في بيان لدورته الاستثنائية التي انتهت أشغالها أمس الأحد، بمدينة بوزنيقة (قرب الرباط)، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، عن "قلقه البالغ إزاء تعثر تشكيل الحكومة الجديدة بعد انقضاء أزيد من 110 يوما"، مشيرا إلى أن هذا التعثر له "انعكاسات سياسية، واقتصادية، واجتماعية سلبية ضدا على انتظارات الشعب المغربي، وضدا على السياق الدستوري الذي يفترض التفعيل الأمثل لمقتضيات الحكامة التدبيرية في أبعادها التنفيذية والتشريعية".

وجدد حزب الأصالة والمعاصرة، حسب المصدر ذاته، التأكيد على مواقفه "الثابتة منذ البداية باختياره التموقع المبكر في المعارضة، والتعبير عن مواقفه من مجريات تشكيل الحكومة في مختلف بياناته"، وذلك في رد واضح منه، على بعض التحليلات التي ذهبت إلى القول إن رئيس الحكومة المعين، في حالة استمرار الجمود وتشبث رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، بفرض شروطه عليه، يمكن أن يقلب الطاولة على الجميع ويتجه للتحالف مع خصمه الأصالة والمعاصرة، للخروج من الأزمة التي تعيشها مساعي تشكيل الحكومة، رغم أن هذا الخيار يبقى بعيدا وغير واقعي بالنظر للتصريحات والمواقف التي يعبر عنها ابن كيران وقيادة حزب العدالة والتنمية، التي ظلت تعتبر التحالف مع الأصالة والمعاصرة خطا أحمر.

واعتبر المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أن المرحلة السياسية التي يجتازها المغرب "استثنائية"، حيث أعلن مناضلو الحزب تثمينهم لـ"الجهود التي يبذلها المغرب في أفق تمتين الروابط التاريخية والاستراتيجية مع إفريقيا، وعودة بلادنا إلى الاتحاد الإفريقي"، كما دعا إلى ضرورة التعبئة الوطنية المستمرة لـ"مجابهة تحديات قضية وحدتنا الترابية مع ما تفترضه من رهانات جهوية، وإقليمية، ودولية".

وأكد الحزب ،حسب المصدر ذاته، على ضرورة التصدي "الحازم لمختلف المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار بلادنا، وثمن عاليا يقظة الأجهزة الأمنية"، كما نبه في الآن ذاته، إلى "المخاطر التي تهدد الأمن الاجتماعي والروحي والديني والثقافي جراء توسع دوائر التطرف والعنف"، ويأتي هذا الموقف بعد إعلان المغرب تفكيك خلية إرهابية تضم 7 عناصر موالين لـ"داعش" بمدينة الجديدة، كانت بحوزتهم أسلحة وذخائر يعتزمون توظيفها لتنفيذ عمليات نوعية تستهدف أمن واستقرار البلاد.