نصر المجالي: تواجه رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بأنها وضعت الملكة اليزابيث الثانية في "موقف صعب للغاية" بسبب توجيه الدعوة باسمها للرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة رسمية للمملكة المتحدة.&

واتهم الوكيل الدائم السابق لوزارة الخارجية اللورد ريكيتس، رئيسة الحكومة باتخاذ خطوة غاية في سوء التقدير قد تلحق الضرر بالملكة في ضوء الجدل الشديد بشأن القرار التنفيذي الذي اتخذه الرئيس الأميركي بحظر سفر مواطني سبع دول ذات غالبية إسلامية للولايات المتحدة.&

وكانت الحكومة البريطانية رفضت دعوات إلغاء الزيارة الرسمية المقترحة للرئيس الأميركي، ولم يُحدد موعدٌ للزيارة، التي أعلن عنها أثناء زيارة رئيسة الوزراء البريطانية للولايات المتحدة، لكن يُتوقع أن تتم في وقت لاحق هذا العام.

وقالت رئاسة الوزراء البريطانية لـ بي بي سي: "أميركا حليف مهم وكبير. علينا أن نفكر على المدى البعيد." وقال مصدر مسؤول إن إلغاء الزيارة سيكون بمثابة "لفتة شعبوية"، وأضاف أن الدعوة قُبلت وأن إلغاءها "سيفسد كل شيء".

الاسلاف انتظروا&

وتساءل اللورد ريكيتس الذي ترأس جهاز وزارة الخارجية حتى العام 2010 عن السر وراء منح ترامب هذا الشرف ودعوته للقيام بزيارة دولة (رسمية) للمملكة المتحدة بينما كان يتعين على أسلافه من الرؤساء الأميركيين الانتظار لسنوات لمثل هذه الزيارة.&

واقترح المسؤول الدبلوماسي البريطاني الرفيع السابق تأجيل زيارة الدولة الرسمية المنتظرة بكل ما يرتبط بها من بروتوكولات ومراسم شرف احتفالية "والاستعاضة عنها بزيارة عمل أقل مستوى". ويُعتقد أن مثل هذا الاقتراح يعني القفز على مراسم استقبال الرئيس الأميركي من جانب الملكة في أية زيارة مقبلة، حيث جرى العرف ان تكون الملكة في الاستقبال الرسمي لرئيس الدولة الجديد في حال قيامه بزيارة رسمية للمرة الأولى للمملكة المتحدة.

وعلى هذا الصعيد، قال تقرير لصحيفة (ديلي ميل) اليوم الثلاثاء إن هذا التطور يأتي وسط مؤشرات عن أن قصر باكينغهام "غير مرتاح عن كيفية معالجة دوانينغ ستريت (مكتب رئيسة لحكومة) لموضوع موقف بريطانيا تجاه القرار الأميركي "حيث لا يرغب القصر الملكي أن يبدو الأمر وكأن الملكة تتصرف بناء على رغبة رئيسة الحكومة وليس العكس".

مطالب بالإلغاء

ويشار إلى أن كبار الساسة المحافظين ونواب حزب العمال وأحزاب سياسية أخرى انضموا للمطالبة بسحب دعوة رئيسة الحكومة للرئيس الأميركي.&

وفضلا عن التظاهرات الاحتجاجية ضد قرارات ترامب في لندن ومختلف المدن البريطانية، وقع أكثر من مليون و700 ألف مواطن بريطاني عريضة تطالب بإلغاء زيارة الدولة التي يعتزم الرئيس الأميركي القيام بها إلى بريطانيا.

والعريضة التي نشرت على الموقع الإلكتروني للبرلمان البريطاني تنص على انه "بامكان ترامب المجيء إلى بريطانيا بصفة رئيس للحكومة الاميركية" لكن يجب الا يسمح له بان يقوم بزيارة دولة تشمل العديد من المراسم البروتوكولية مثل استقباله من قبل الملكة اليزابيث الثانية على عشاء في قصر باكينغهام.

وبحسب نص العريضة فان هذا الأمر "قد يكون محرجا" للملكة مضيفا أن "سلوك ترامب مع النساء وسوقيته لا يؤهلانه لاستقبال من قبل جلالة الملكة وامير ويلز" ابنها.