ربطت الإدارة الأمريكية بين إبرام أي صفقة جديدة بشأن المهاجرين الشباب الذين ليست لديهم الوثائق اللازمة وبين حملة ضد الهجرة غير الشرعية تتضمن إقامة الجدار الحدودي المقترح مع المكسيك.
وفي إطار هذه الحملة يطالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتمويل الجدار والترحيل السريع للمهاجرين غير الشرعيين، والتعاقد مع آلاف موظفي هجرة جدد.
وكان ترامب قد أنهى الشهر الماضي برنامج "حالمون" الذي كان يؤمن الحماية لنحو 690 ألف مهاجر، والذي وضع في عهد سلفه باراك أوباما.
وقد رفض نواب ديمقراطيون بارزون في الكونغرس مقترحات ترامب الأخيرة، واتهموه بالتراجع عن التزامه السابق بعدم إدراج الجدار الحدودي في المفاوضات حول وضع المهاجرين الشباب، والذي ينحدر معظمهم من المكسيك ودول أمريكية لاتينية أخرى.
وسينتهي في آذار/ مارس المقبل العمل ببرنامج (داكا)، الذي يُعنى بالقصّر من المهاجرين غير الشرعيين، والذي سنته إدارة أوباما عام 2012، ما يضع إشارات استفهام حول مستقبل المحميين بموجب البرنامج.
مشروع تمويل جدار ترامب الحدودي مع المكسيك يواجه ضغوطا
ما هي مطالب ترامب؟
تشمل قائمة "المبادئ" التى قدمها البيت الأبيض للكونغرس يوم الأحد ما يأتي:
- بناء الجدار الحدودي مع المكسيك
- توظيف 10 آلاف موظف إضافي للهجرة والجمارك و ألف محام لوكالة الهجرة
- تعيين 370 قاضيا إضافيا في مجال الهجرة و 300 من المدعين العامين الفيدراليين
- منع المهاجرين من جلب أقاربهم إلى الولايات المتحدة
- معاقبة "المدن " التي قاومت جهود إدارة ترامب للقضاء على الهجرة غير الشرعية
- إيجاد شركات تستخدم برنامج التحقق الإلكتروني لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الحصول على وظائف
وإلى جانب القائمة السابقة وجه ترامب رسالة للكونغرس قال فيها "تحدد هذه النقاط الإصلاحات التي يجب إدراجها كجزء من أي تشريع يتناول وضع القصّر من المهاجرين غير الشرعيين".
وقال ترامب الشهر الماضي للكونغرس، الذي يهيمن عليه حزبه الجمهوري، إن أمامه ستة أشهر لإقرار تشريعات جديدة لمساعدة "الحالمين".
من هم "الحالمون"؟
"الحالمون" هم اليافعون الذين تم جلبهم إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني حين كانوا أطفالاً، وجراء ذلك يواجهون إمكانية ترحيلهم.
وبموجب برنامج أوباما، أصبحوا مخولين للتقدم بطلبات للحصول على تصاريح العمل والدراسة، لكن منتقدي البرنامج قالوا إنه تجاوز كونه خطة لتسوية وضع المهاجرين ليصبح أقرب إلى عفو عن المهاجرين غير الشرعيين.
وكان على المتقدمين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً تقديم معلومات شخصية إلى الأمن الداخلي، من أجل الحصول على برنامج "داكا".
كما كان عليهم المرور بتدقيق يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي، للتأكد من أن لديهم سجلاً جنائياً نظيفاً، وأن يكونوا في مرحلة التعليم، أوقد تخرجوا مؤخرا أو تم تخريجهم من الجيش بشكل مشرف.
وفي المقابل، وافقت الحكومة الأمريكية على "تأجيل" أي إجراء بشأن وضع الهجرة الخاص بهؤلاء لمدة عامين.
ماذا يقول الديمقراطيون؟
في بيان مشترك قالت نانسي بلوسي زعيمة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، وتشاك شومر زعيم الحزب في مجلس الشيوخ "لا يمكن للإدارة أن تكون جادة في زعمها برغبتها في التوصل إلى حل وسط أو مساعدة "الحالمون"، إذا بدأت بهذه القائمة التي تسيء لـ"الحالمين" ولمجتمع المهاجرين، وللغالبية العظمى من الأمريكيين".
وأضاف البيان: "القائمة تتضمن الجدار الذي استُبعد صراحة من المفاوضات، وإذا كان الرئيس جاداً في حماية "الحالمين" فإن موظفيه لم يبذلوا جهداً صادقاً لتحقيق ذلك".
وكان شومر و بلوسي قالا بعد اجتماع مع ترامب الشهر الماضي إنه قال لهم إن تمويل الجدار لن يكون جزءاً من صفقة "داكا".
لكن المسؤولة الإعلامية للبيت الأبيض سارة هاكبي ساندرز، قالت في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، في اليوم التالي للاجتماع "لم يتم الاتفاق على استثناء موضوع الجدار".
هل سيتم بناء الجدار بالفعل؟
كان بناء الجدار واحداً من تعهدات ترامب الانتخابية الأكثر إثارة للجدل، واحتدم النقاش حينها حول كيفية تمويل بناء جدار كهذا. وأصر ترامب حينها أن المكسيك هي التي يجب أن تدفع كلفة بناء الجدار، غير أن السلطات المكسيكية رفضت الفكرة جملة وتفصيلاً.
وقد تم الأسبوع الماضي إنشاء نموذج أولي للجدار بالقرب من سان دييغو في ولاية كاليفورنيا.
التعليقات