الرباط: على بعد أقل من شهرين من انعقاد المؤتمر الوطني الثامن لحزب العدالة والتنمية المغربي الذي سيلتئم يومي 9 و 10 ديسمبر المقبل، ما زال موضوع الولاية الثالثة لعبد الإله ابن كيران، أمين عام الحزب ورئيس الحكومة السابق يثير الجدل، حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي.
ويبدو أن قادة الحزب وأمينه العام أصبحوا يتضايقون من الموضوع بشكل كبير، خصوصا بعد تناسل العديد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " ومنها صفحة تحمل اسم''pjd ولاية ثالثة''، التي تروج لاستمرار ابن كيران على رأس الحزب، الأمر الذي دفعه لإصدار بيان يعلن تبرؤه فيه من هذه الصفحات وما ينشر فيها.
واعتبر حزب العدالة والتنمية في بيان رسمي يحمل توقيع أمينه العام عبد الإله ابن كيران، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن منشورات الصفحات التي تروج لولاية ثالثة لابن كيران "مسيئة للحزب وماسة بقواعده المنهجية والمؤسساتية والقانونية".
وأشار البيان إلى أن المادة 71 من النظام الداخلي للحزب تنص على أن " التعبئة التي تسبق أو تواكب انعقاد مختلف مؤسسات الحزب والهيئات الموازية والتي تتم لفائدة أو ضد أشخاص معينين، أو قرارات بعينها، تخل بقواعد العمل المؤسساتي داخل الحزب"، وأن" أي تصرف من التصرفات المذكورة يوجب المتابعة الانضباطية أمام الهيئات المختصة واتخاذ الإجراءات الاحترازية الملائمة".
وأضاف الحزب بأن النشر في الصفحات المعنية "يخل بمقتضيات المذكرة التنظيمية الصادرة عن الإدارة العامة للحزب والتي نصت على أن "المجموعات التواصلية والافتراضية لا ينبغي أن تتحول إلى مجالات لمناقشة قضايا تنظيمية داخلية أو قرارات الهيئات التنظيمية والسياسية"، كما أكدت ذات المذكرة أنه "لا ينبغي أن تتحول تلك الفضاءات إلى مجالات للتعبئة لآراء أو أشخاص أو ضدهم قبل انعقاد اجتماعات الهيئات الحزبية".
ولم يقف البيان عند هذا الحد، بل أضاف مذكرا أن "المذكرة منعت أعضاء الحزب من أن يقوموا بمبادرة منهم أو باتفاق مع مجموعة من مناضلي الحزب أو غيرهم من خارج الهيئات المسؤولة بتأسيس فضاءات تواصلية موسومة بعلامة الحزب"pjd" أو رمز "المصباح".
وشدد البيان ذاته، على أن حزب العدالة والتنمية "يعلن تبرؤه من هذه الصفحة ومن الصفحات التي تشبهها، ويعلن أنه غير مسؤول عنها وعما ينشر فيها"، مجددا تذكير أعضائه ب"ضرورة التقيد بالمقتضيات المذكورة وبعموم القواعد المتعارف عليها داخل الحزب".
تجدر الإشارة إلى أن نقاش الولاية الثالثة لابن كيران، في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، خلق انقساما واضحا في الحزب بين مؤيد ومعارض، إذ يرى مؤيدو الولاية الثالثة أن ابن كيران زعيم وطني يستحق أن يمنح ولاية ثالثة وأكثر وتغيير القانون الداخلي للحزب من أجل ذلك ليس فيه أي عيب، فيما يرد عليهم معارضو الولاية الثالثة وهم في غالبيتهم من المحسوبين على ما بات يعرف بتيار "الاستوزار" بأن الحزب فوق الأشخاص ولا يمكن أن نغير القانون من أجل شخص مهما كان شأنه، مطالبين بالتغيير وتجاوز مرحلة ابن كيران والتطلع للمستقبل.
التعليقات