باريس: انحصرت المنافسة في الدورة الأخيرة من انتخابات مدير عام منظمة اليونسكو مساء الجمعة في باريس بين الفرنسية أودري أزولاي والقطري عبد العزيز الكواري، في استحقاق غلب عليه الطابع السياسي غداة انسحاب الولايات المتحدة واسرائيل من المنظمة.

 وخلال جولة جديدة من التصويت جرت بعد الظهر حصلت المرشحة الفرنسية على 31 صوتا مقابل 25 صوتا للمرشحة المصرية مشيرة خطاب. واقترع مندوبان ببطاقة بيضاء.

وسارعت الحكومة المصرية الى الدعوة للتصويت لصالح مرشحة فرنسا أمام المرشح القطري علما أن مصر من الدول الأربع التي قطعت علاقاتها مع قطر منذ يونيو.

وقال عضو في حملة المرشحة المصرية مشيرة خطاب التي استبعدت من المنافسة الجمعة أمام المرشحة الفرنسية أن وزير الخارجية المصري سامح شكري الموجود في باريس "يدعو كل أصدقائه للتصويت لفرنسا" خلال الدورة الأخيرة التي تجري مساء الجمعة مع القطري حمد بن عبد العزيز الكواري.

وكانت كل من المرشحتين الفرنسية والمصرية حصلت مساء الخميس على 18 صوتا مقابل 22 صوتا للمرشح القطري الذي تصدر الانتخابات منذ بدايتها الاثنين.

ودفع هذا السيناريو غير المتوقع اليونسكو الى تنظيم جولات مرحلية لتوزيع اصوات المرشحتين في مواجهة المرشح القطري، علما بانه وزير ثقافة سابق ومستشار في الديوان الاميري منذ 2016. 

علاوة على ذلك، أثيرت مجددا شكوك حوله تتعلق بمعاداة السامية، وعبر عنها في الايام الاخيرة مركز سيمون فينزتال في اوروبا ورابطة مكافحة التشهير في الولايات المتحدة.

انحياز ضد اسرائيل

ودخلت عملية انتخاب خلف للبلغارية ايرينا بوكوفا التي بدأت الاثنين، مرحلتها الاخيرة وسط توتر في منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) التي تعاني من غياب الاجماع ومن الحاجة الى الاصلاح، وخصوصا بعد اعلان الولايات المتحدة واسرائيل الخميس انسحابهما منها.

فمن دون انتظار نتيجة الانتخابات، عبرت واشنطن وتل ابيب عن استيائهما من منظمة تتهمانها بانها مناهضة لاسرائيل.

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان أن "القرار لم يتخذ بتسرّع وهو يعكس قلق الولايات المتحدة من متأخرات الدفع المتزايدة في اليونسكو والحاجة الى اصلاحات اساسية في الوكالة ومواصلة انحياز اليونسكو ضد اسرائيل".

وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت قائلة "هل سنواصل دفع مزيد من الاموال لمنظمة منحازة ضد اسرائيل؟".

وأعربت بوكوفا عن "الاسف العميق" للقرار الاميركي. وقالت الجمعة لاذاعة "فرانس اينفو" ان "الطابع العالمي للمنظمة مهدد،" مشددة على ان "العديد من المؤسسات الثقافية في الولايات المتحدة ومنظمات غير حكومية" عبرت عن "خيبة املها".

وعبرت فرنسا التي تضم مقر المنظمة والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن الموقف نفسه. وشدد غوتيريش على "الدور الرئيسي الذي تلعبه الولايات المتحدة في اليونسكو منذ تأسيسها" في العام 1946، بينما اعتبرت روسيا ان "الخبر مؤسف".

وبعد ساعات على الاعلان الاميركي، أعلنت اسرائيل بدورها قرارها بالانسحاب من المنظمة، معتبرة انها "مسرح للعبث يشوه التاريخ بدلا من الحفاظ عليه".

وقال سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون "بدأنا عهدا جديدا في الامم المتحدة. هناك ثمن يجب دفعه مقابل التمييز ضد اسرائيل".

وكان التوتر كامنا منذ سنوات على خلفية مواقف اليونسكو المثيرة للجدل حول القدس والخليل.

وزاد انضمام فلسطين الى المنظمة في العام 2011 من التوتر، وأدى الى تعليق المساهمات المالية الاسرائيلية والاميركية التي توازي اكثر من 20% من ميزانيتها.

في يوليو، حذرت واشنطن من انها ستعيد النظر في علاقتها مع اليونسكو، معتبرة أن قرار المنظمة اعلان الخليل في الضفة الغربية المحتلة "منطقة محمية" في التراث العالمي "اهانة للتاريخ".

وأثار القرار غضب اسرائيل، إذ يقيم نحو 800 يهودي تحت حماية عسكرية في الخليل التي يبلغ عدد سكانها 200 الف فلسطيني.

ويدخل الانسحاب الاميركي من المنظمة حيز التنفيذ في اواخر 2018، وستظل فيها بصفة مراقب.

وهذه ليست المرة الاولى التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من المنظمة، فقد قامت بذلك في العام 1984 ابان حكم رونالد ريغن احتجاجا على سوء الادارة المالية للمنظمة ولم تعد اليها الا في العام 2002.