كركوك: في كركوك، أغلقت محال تجارية ابوابها الجمعة وتوجه عدد كبير من السكان الى محطات المحروقات للتزود بالوقود، فيما حمل آخرون أسلحتهم تحسبا للأسوأ، مع سماع أخبار تقدم القوات الحكومية الى مواقع قوات البشمركة على بعد كيلومترات من مدينتهم.
وقال متين حسن، وهو صاحب فرن في مدينة كركوك في شمال العراق لوكالة فرانس برس "أغلقت فرني اليوم خوفا من وقوع صدام عسكري يدفع ثمنه المواطن العراقي الفقير".
وتصاعدت التوترات بين الحكومة المركزية واقليم كردستان منذ تنظيم الاقليم استفتاء على الاستقلال في 25 سبتمبر، وانعكس الامر على المناطق المتنازع بين الجانبين وابرزها محافظة كركوك الغنية بالنفط.
وقال قائد شرطة شرطة كركوك العميد خطاب عمر "الوضع الامني في مدينة كركوك مستقر ولا توجد مشاكل تذكر" في المدينة التي تضم أكثر من مليون شخص بينهم اكراد وعرب وتركمان وأقليات أخرى.
لكن تصريحات قائد الشرطة لم تكفي لطمأنة الاهالي، فسارع كثيرون يحملون حاويات بلاستيكية الى محطات الوقود للحصول على بنزين وتخزينه.
في الاحياء الشمالية ذات الغالبية الكردية، حمل البعض اسلحتهم.
وقال خسرو عبد الله وهو يحمل سلاحا في حي رحيم اوه "نحن على استعداد للقتال الى جانب قوات البشمركة".
وأكد أراس محمود، وهو شاب من حي الشورجة في وسط المدينة، وهو يحمل بندقية كلاشينكوف "سندافع عن كركوك حتى الموت ولن نسمح لاي قوة باقتحامها".
في غضون ذلك، قال ضابط في الجيش العراقي يتواجد قرب ناحية تازة الواقعة الى الجنوب من كركوك، ان لا مبرر للقلق "لم نخطط لدخول المدينة في الوقت الحاضر".
واضاف الضابط رافضا كشف اسمه "لم تكن هناك اي مواجهة مع البشمركة" حتى خارج كركوك.
واستعادت القوات الاتحادية العراقية الجمعة مواقع سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية قبل ثلاث سنوات في محافظة كركوك في شمال البلاد بعد أحداث يونيو 2014 في خضم استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في المنطقة.
وقال قائد قوات البشمركة في محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى خلال مؤتمر صحافي ظهر اليوم ان "البشمركة انسحبت من هذه المواقع، لانها دخلتها لمحاربة داعش".
تطالب بغداد بالغاء نتائج الاستفتاء، وقد اتخذت اجراءات لردع حكومة اربيل بينها غلق مطارات الاقليم امام الرحلات الاجنبية.
حقول النفط
وقال قائد المحور الرابع ومسؤول عن غرفة عمليات قوات البشمركة في الجبهة الجنوبية اللواء رسول عمر انه تم حشد قوات جنوب كركوك لمواجهة تحركات القوات العراقية.
وانتشرت قوات للحكومة المركزية بينها دبابات ودروع ترفع اعلاما عراقية على امتداد الطريق الرئيسي المؤدي الى مدينة تكريت الواقعة جنوب محافظة كركوك.
وقام بعض مقاتلي القوات الحكومية بطلاء علم اقليم كردستان ذي الالوان الاحمر والاخضر ويتوسطها قرص شمس. وكتب على إحداها "كلا مسعود بارزاني"، رئيس الاقليم والمسؤول الرئيسي عن تنظيم الاستفتاء.
وتعد آبار النفط الواقعة في القسم الجنوبي من محافظة كركوك المورد الاهم الذي يتمسك به الاكراد لمواجهة الازمة الاقتصادية القاسية في الاقليم، بينما تسعى بغداد الى استعادة السيطرة على عائداتها لصالح شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط.
وتعاني بغداد من انخفاض اسعار النفط، المورد الرئيسي لميزانية البلاد، ومن أزمة مالية خصوصا نتيجة نفقات الحرب التي تدور منذ ثلاثة اعوام ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال قائد قوات البشمركة في كركوك جعفر الشيخ مصطفى الجمعة "البشمركة هي التي حالت دون مهاجمة داعش المنشآت الصناعية وحقول النفط وشركة الغاز ومحطات الكهرباء وقامت بحماية اهالي كركوك".
وقال محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم ان "قادة في البشمركة بينهم نائب رئيس اقليم كردستان كوسرت رسول، يتواجدون على الجبهة ومستعدون للدفاع عن كركوك".
واضاف المحافظ الذي اقالته الحكومة المركزية قبل الاستفتاء، "الافضل لبغداد الا تفكر بحل المشاكل عن طريق ارسال القوات". وتابع "الحرب ليست في مصلحة احد".
التعليقات