شدد وكيل وزارة الخارجية الإيرانية، سيد محمد كاظم سجادبور، في حديث لبي بي سي على أن ما سماه بالعقلية الفوضوية في الولايات المتحدة هي من يتحمل مسؤولية التهديد الذي يواجهه الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي لبلاده.

وقال سجادبور "ثمة وضوح في الصورة لدى المجتمع الدولي بأن إيران ملتزمة بشروط الاتفاق".

وأضاف أن رفض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دعم الاتفاق والإقرار بالتزام إيران بشروطه يتعلق بقضايا تخص السياسية المحلية في بلاده.

وأشار سجادبور إلى أنه إذا فرض البرلمان الأمريكي (الكونغرس) عقوبات على الحرس الثوري الإيراني فإن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد تبعا لهذا الموقف.

وفي غضون ذلك، أعادت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، تأكيد التزام الاتحاد بالاتفاق الموقع مع إيران.

وزيرة الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني
Reuters
دعت موغريني إدارة الرئيس ترامب الى التفكير مليا قبل أن تتخذ أي إجراء يهدد الاتفاق

وقالت موغريني إن الاتحاد الأوروبي يشدد على أن رفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني "كان له أثر ايجابي على العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران، وبما يشمل فوائد للشعب الإيراني، وقد قوى التعاون وسمح بتواصل الحوار مع إيران".

ودعت إدارة الرئيس ترامب إلى التفكير مليا قبل أن تتخذ أي إجراء يهدد هذا الاتفاق.

وكانت دول كبرى، وبينها دول حليفة للولايات المتحدة، قالت السبت إنها ستتمسك بالاتفاق النووي مع إيران الذي هدد الرئيس الأمريكي بتمزيقه.

وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إن الاتفاق النووي "يخدم المصلحة الأمنية الوطنية المشتركة لنا".

وكان الرئيس ترامب أعلن الجمعة رفضه الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق النووي الذي وقع عام 2015، وقال إنه سيحيل الأمر إلى الكونغرس، ويستشير حلفاء الولايات المتحدة في كيفية تعديله.

واتهم إيران بأنها "نظام متطرف يدعم الإرهاب"، وشدد على أنه سيغلق "جميع الطرق على طهران للحصول على السلاح النووي".

وقد تساءل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حينها "هل يحق لرئيس أن يلغي اتفاقا متعدد الأطراف بمفرده؟"، مضيفا "من الواضح أنه (ترامب) لا يعرف أن هذا الاتفاق ليس اتفاقا ثنائيا فقط بين إيران والولايات المتحدة".

ويسعى ترامب إلى الضغط على إيران والحرس الثوري فيها، الذي تراه الولايات المتحدة مسؤولا عن زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتدعو استراتيجيته الجديدة إلى الحزم في تطبيق الاتفاق النووي.

الحرس الثوري الإيراني
Getty Images
أشار سجادبور إلى أنه إذا فرض الكونغرس عقوبات على الحرس الثوري الإيراني فإن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد تبعا لهذا الموقف

ويعتزم الرئيس الأمريكي، إذا وافقه الكونغرس في مراجعة الاتفاق، فرض عقوبات اقتصادية إضافية على طهران، واتخاذ إجراءات أخرى تهدف إلى تقويض نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط.

وفي يوليو/تموز الماضي، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على 18 كيانا وشخصا لدعم الحرس الثوري الإيراني في تطوير طائرات بدون طيار ومعدات عسكرية.

وكانت ايران قد توصلت لاتفاق مع كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا يقضي بالحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

ماذا يعني رفض ترامب توقيع الاتفاق النووي مع إيران؟

يطلب الكونغرس من الرئيس الأمريكي تأكيد التزام إيران بالاتفاق النووي كل 90 يوما.

وسبق لترامب أن أكد للكونغرس التزام إيران مرتين منذ توليه الرئاسة في بداية العام الحالي.

لكنه رفض هذه المرة التوقيع على الإقرار بالتزام طهران بالاتفاق قبيل المهلة النهائية التي انقضت يوم الأحد.

ويتعين على الكونغرس تقرير ما إذا كان سينسحب من الاتفاق مع إيران في غضون ستين يوما من خلال إعادة فرض العقوبات عليها.

وبالرغم من أن بعض أنصار الاتفاق خشوا من إعلان ترامب الانسحاب النهائي من الاتفاق مع إيران، فإنه أحال الأمر إلى الكونغرس.