عبد الله التيجاني من الرباط: بدا لافتا أن شبيبة حزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا)، أغضبتها التقارير الإعلامية التي تناولت بشكل سلبي مشاركة وفد عنها في المهرجان العالمي للشباب والطلبة الذي نظم في روسيا من 14 الى 22 أكتوبر الجاري، معتبرا أن ذلك يدخل في إطار حملة لاستهداف الحزب، وأن ما تناقلته بعض المنابر مجرد "مغالطات" أضرت بقضية الوحدة الترابية للمملكة.
وقال جمال بنشقرون، منسق الشبيبة الاشتراكية، وعضو الوفد المشارك في المهرجان، إن الاعلام المغربي "الوحيد الذي روج لتكريم زعيم جبهة البوليساريو الراحل، محمد ولد عبد العزيز"، وأضاف "أتحدى أن تجدوا ولو قصاصة واحدة في الإعلام العالمي يشير لتكريم زعيم الجبهة في هذا المهرجان".
وأكد بنشقرون في مؤتمر صحافي نظمته الشبيبة الاشتراكية اليوم بالرباط، أن ما أثير حول الدعم الذي قدمته رئاسة الحكومة للوفد المشارك في المهرجان العالمي "ليس جديدا ، والدولة تدعم الوفود المشاركة في هذا المهرجان منذ عقود "، وزاد قائلا: " استفدنا من دعم مليون درهم للمشاركة في هذه المهرجان (100 ألف دولار)، وهذا حقنا وسنقدم الحساب لمن دعمنا وليس هناك أي استغلال للمال العام كما روج"، وذلك ردا على الانتقادات التي وجهت لتقديم هذا المبلغ لشبيبة الحزب المشارك في التحالف الحكومي باعتباره مبلغا ضخما.
وأضاف المتحدث ذاته أن الهدف من المشاركة كان "إعادة شبيبتنا إلى هياكل هذا الاتحاد بعد غياب دام سبع سنوات"، معتبرا أن الحصيلة التي حققها الوفد المغربي الذي ضم أعضاء من شبيبة حزب الطليعة اليساري وحزب الاستقلال، كانت إيجابية ومشرفة ولاقت إشادة من الهيئة المنظمة.
وشدد بنشقرون على أن الوفد المغربي "كان الوحيد المشارك في المهرجان من منطقة المغرب العربي"، مسجلا أن الوفد الجزائري "لم يشارك في حفل الافتتاح ولا في المهرجان"، في حين اقتصرت مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية على "بعض الشباب واستعانت بإرسال شباب من وفود تناصر جبهة البوليساريو من أجل تخريب رواقنا، وسرقة الكتاب الذي يعرف بالمغرب وفي كامل وحدته الترابية".
وأفاد بنشقرون بأن الوفد المغربي تصدر الاستفزازات التي تعرض لها من طرف محسوبين على الجبهة الانفصالية، مجددا التأكيد على أهمية الحضور في مثل هذه التظاهرات العالمية ودعمها
وقال "نحن في حاجة إلى دعم الديبلوماسية الشبابية نظرا لما لها من دور حيوي".
من جهته، قال رشيد بوغنفار، رئيس الوفد الممثل للمغرب في المهرجان إن الشبيبة الاشتراكية سطرت برنامجا للديبلوماسية الموازية، وقررت إعادة الانخراط في المهرجان العالمي للشباب والطلبة للاحتكاك مع شبيبات بقية العالم"، مؤكدا بدوره أن "الوفد الرسمي لجبهة البوليساريو لم يشارك نظرا للشروط الجديدة التي تم فرضها عليهم، ولم يصل سوى سبعة من الوفد ولم يكن لهم مكان خاص، بل استغلوا خيمة الوفد الأرجنتيني".
وأفاد بوغنفار أن الرواق المغربي في المهرجان "كان عليه إقبال كبير جدا، عكس رواق الوفد الصحراوي الذي لم يلق إقبالا"، معتبرا أن الشبيبة الاشتراكية رجعت إلى المجلس الفيدرالي للمهرجان ، وسنعمل من أجل إرجاع بقية الشبيبات إلى هذا المجلس"، في إشارة إلى شبيبة حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال.
وأشار بوغنفار إلى أن الوفد نظم عدة لقاءات مع منظمات شبابية يسارية من مختلف مناطق العالم للتعريف بقضية الصحراء المغربية، مبرزا أنه جرى توزيع أزيد من 5000 نسخة من كتب تعرف بالقضية الوطنية على المشاركين في المهرجان، مبرزا أن "الشبيبة الشيوعية الروسية كانت دائما تدعم رجوع المغرب لهذا المهرجان".
وأوضح رئيس الوفد المغربي المشارك في التظاهرة العالمية "عكس ما روج له، لم يصدر البيان الختامي للمهرجان بعد"، وأضاف "رغم أننا لم نحضر النقاشات داخل القاعة نظرا لغيابنا عن المهرجانات السابقة، زودنا بقية الوفود بوثائق قوية للتأثير عليها وإدماجها في البيان الختامي الذي لم يصدر بعد".
وأشار بوغنفار إلى أن المشاركة المغربية في التظاهرة الشبابية العالمية كانت إيجابية وساهمت في فتح النقاش مع العديد من المنظمات الشبابية بمختلف بلدان العالم، مسجلا أن شبيبة حزب التقدم والاشتراكية ستواصل العمل في إطار علاقاتها مع المنظمات الشبابية اليسارية بدول إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية من أجل التعريف بعدالة قضية الوحدة الترابية للمغرب.
تجدر الإشارة إلى أن شبيبة حزب التقدم والاشتراكية المغربي شاركت في الدورة 19 للمهرجان العالمى للشباب والطلبة بمدينة سوتشى الروسية، والذي عرف مشاركة أزيد من 28 ألف شابة وشاب من أكثر من 150 دولة، وأثار حول هذه المشاركة جملة من الانتقادات بسبب الدعم ومزاعم بشأن زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية الراحل محمد عبد العزيز.
...
التعليقات